Walter Stace rings the bell after 70 years

Gamal Edriss @TALES of DOCS remembers the Zionist Illusion in the wake of Trump’s decision about Jerusalem.

دقة ناقوس عمرها 70 عاماً

“الوهم الصهيوني” عند “والتر ستيس”

في فبراير / شباط ، عام 1947، وقبيل أشهر قليلة من قرار تقسيم فلسطين، الصادر عن الجمعية العام للأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول العام نفسه، كان “الوهم الصهيوني” Zionist Illusion عنواناً لمقال نشرته مجلة The Atlantic، الأميركية، للمؤرخ والفيلسوف الأميركي، البريطاني الأصل، والتر ستيس Walter Stace، وكان وقتها أستاذاً للفلسفة، في جامعة برنسيتون Princeton الأميركية.

في مقاله البحثي، والذي يعد “دقة ناقوس خطرٍ”، ينبه “والتر ستيس” إلى أن أساليب الإستيطان، والهجرة الجماعية غير المسبوقة، الجارية في فلسطين < لن يترتب على المضي في ممارستها غير العنف، وغير الحرب >. يلخص “ستيس” جوهر القضية مؤكداً أن العرب يشكلون أغلبية السكان في فلسطين منذ بداية الفترة المسيحية تقريباً، أي قبل قرابة ألفي عام، وأن هجرة اليهود الجماعية < فرضت على النقيض من رغبات الأغلبية، وتشكل أعمالاً عدوانية مناقضة لمبادىء العدالة الدولية، وحق تقرير المصير، وللديمقراطية >.

بعد تأكيده أن قضية العرب مستندة تماماً إلى مبادىء العدالة الدولية، و<يظهر منطق الحجة عليها حاسماً لا يرد>، يتساءل “ستيس” عن الحجج التي <يمكن للصهاينة طرحها في المقابل، والتي تمكنوا من خلالها من الإستيلاء على الأرض>، محدداً أن القضية الصهيونية تقوم على حججٍ خمس هي: أن فلسطين كانت في الأزمنة القديمة وطناً قومياً لليهود، أن لفلسطين دلالة دينية مقدسة لليهود، أن بريطانيا وعدت اليهود في عام 1917 بوطن قومي في فلسطين، أن اليهود بلا وطن وعانوا من صنوف الرعب، وأن المهاجرين اليهود في فلسطين جعلوا البلد تتقدم تقدماً هائلاً، وأن في المزيد من الهجرة فائدة لفلسطين. ومع كل حجة من الحجج الصهيونية، راح ” والتر ستيس ” يفند، ويشرح، ويدحض.

عن الدفع بأن فلسطين كانت وطناً لليهود، في الأزمنة القديمة، أوضح “ستيس” أن الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين والألمان واليابانيين والزولو ليس لهم أن يدعوا بأي حق في البلاد التي يعيشون فيها سوى حق امتلاكها منذ أمد طويل. و <لو حكمنا بهذا المبدأ، الذي هو المبدأ الوحيد الممكن التطبيق، تكون أحقية العرب في ارض فلسطين أفضل بكثير من دعوى الأمريكيين بأحقيتهم في أمريكا، فالعرب قد شغلوا هذا البلد منذ ما يقرب من الفي عام>. وعن الدلالة الدينية لليهود في فلسطين، يقول والتر ستيس إنّ التيالانديين لا يمكن لهم ادعاء أي حق لهم في الهجرة الى الهند، واستيطانها، لكونهم بوذيين، مع أن للهند، التي فيها ولد وعاش بوذا لها دلالة دينية عميقة بالنسبة لهم، ولا يستطيع البريطانيون، مثلاً، ولا غيرهم من الذين هم مسيحيون، الزعم بأن لهم حق الإقامة الجماعية في فلسطين على اساس ما لها من دلالة دينية عندهم لا تقل عن دلالتها لليهود>. عن الدعوى الصهيونية المستندة الى وعد بلفور البريطاني يتساءل “والتر ستيس”: كيف يمكن القول بأن الوعود الخاطئة أو غير العادلة تعطي حقاً واجب القضاء. <أنت لا يمكنك أن تدعي حقاً أخلاقياً في أن تنفذ وعداً بالسرقة>، مستنكراً أن يكون للبريطانيين أي حق في الوعد بالتصرف في فلسطين على نقيض رغبات أغلبية سكان هذا البلد. أما عن صنوف الرعب والمذابح والاضطهاد التي تعرض لها اليهود خارج فلسطين، وإن كان يمكن أن تؤسس لحق في الهجرة الجماعية إلى هذا البلد، يؤكد”ستيس” أن المرء له أن يشعر بالشفقة على الضحايا، والخجل من فظاعة وشرور الجنس البشري، لكن وقائع الظلم والاضطهاد لليهود، يترتب عليها من واجبات متكافئة من قبل كل دول العالم المتحضر و<بقدر حجم مسؤولية كل بلد عن هذه الوقائع التي لا يمكن ان تلزم فلسطين بمسؤولية ما. المسؤولية هنا تقع على إنجلترا وأمريكا وروسيا وفرنسا ولا تطالب فلسطين وحدها بأكثر مما يطالب به أي بلد آخر>. وأخيراً، وعن الحجة الخامسة في “الدفوع الصهيونية”، يطرح والتر ستيس السؤال: هل يمكن للتقدم الذي أحدثه المهاجرون اليهود في فلسطين أن يؤسس لحق لهم في هذا البلد؟ ويجيب: لقد احتج هتلر بأنه سوف يجعل من فرنسا وانجلترا، وحتى من أميركا، بلاداً أكثر فاعلية مما يحققه لها الحكام الحاليون، وأن غزواته سوف تحمل فوائد جمة الى العالم. وإذا كنا قد أعتبرنا دعوات هتلر دعوات عنصرية فلابد ان نعتبر غيرها من الدعاوى المماثلة دعاوى عنصرية.

ويبقى السؤال: ما الذي كان يمكن لـ “والتر ستيس”، المتوفىَ عام 1976، أن يقوله هذه الأيام، لو أنه حي بيننا، يعيش “الوهم الصهيوني” وقد أصبح دولة مستعمرة لفلسطين، عمرها 70 عاماً؟

جمال إدريس

@TALES of DOCS.الصورة لـ “والتر ستيس”

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply