
عنوانٌ راقصٌ
الليلةَ أتممتُ اللعبةَ. كانت من قصار القصص ولم تكلّفني طيناً كثيراً. جعلتها من دون ثريّا مصلوبة بخاصرة سقف. طلبتْ قصتي العزيزة أن أخلق لها ضفيرة، لكنني لم أُخدعْ بغنَجِها اللذيذ. دسَسْتُها تحت وسادتي ونمتُ كما لو أنني سابع أهل الكهف.
وحينَ فزَزتُ على ضحكة شمس الظهيرة، وجدتُ قلميَ المشاكس قد طمس رأسه ببقايا المحبرة. كان الوغدُ يعصر ماءهُ ويصيّرهُ عنواناً يرقص فوق خمسة سطور.
سهير كمال
كنتُ أُتلصّصُ عليها بعينين ذئبيتين، وهيَ تلطعُ بشفتيها المكتنزتين فنجان القهوة.
كانت تبتسم وتبلّلُ عقب سيكارٍ ضخمٍ بلعابها. وحيث غادرتْ المكان، قفزتُ مثلَ قطٍّ حرّيفٍ واستوطنتُ مائدتها. في قعر الفنجان الباذخ، رأيتُ امراةً مذهلةً لا شرقية ولا غربية بقناعٍ أسود، كأنها جبلُ حزنٍ يغنّي ويرقص ويتصدَّع.
هي
ورقةٌ بيضاء تلبطُ الليلةَ فوق طاولتي.
شَهَرَتْ لسانَها القويَّ بوجهي.
قالت اكتبْ شيئاً. قلتُ لستُ على كتابةٍ يا كلبتي.
قالت اذهبْ ونَم إذن. قلتُ لقد طارَ النومُ منّي.
ورقةٌ بيضاء حقيرة دوَّختْني.
هي تضحكُ الآنَ، وأنا أُحاولُ حلْبَ أوشال حروفيَ النائمةَ في قاعِ التابوت.
ربما
قطّتي الليلة بيضاء منتوف وبَرُها مقطوعٌ ربعُ ذيلِها. كانت تنطرني بباب المزبلة.
هبطتُ وفوق يميني ماعون طعام نصف معصوف. إلتهمتْ أثاثَ الصحن البائس بشهية وامتنان، ثم هطلت دموعها العزيزة وراحت تسرد عليَّ ما فعلَ بها الأطفال الأوغاد.
مسّدتُ جسدها الناحل وتمنيت لها ليلةً سعيدةً وآمنةً ، ووعدتها بشراء ذيلٍ جديدٍ لها.
استدارتْ ولطعتْ يديَ وتمنّتْ عليَّ أن أسهرَ صحبتها حتى مطلع الديك.
امرأةُ القطار
لم تكن منشغلة تماماً بتبدّل المناظر وهي تطلُّ على شبّاك المقطورة، الذي بدا مثل خلفية شاشة سينمائية خدّاعة. جلس بجانبها على الرغم من شغور المقعد المزروع بمواجهتهما. لم تشعر هي بالضيق، بل قابلتْهُ بانفراجة صغيرة من فمها المزموم. ظلَّ هو يداعب ساقها وركبتها شاعراً بمتعة وبهجة. عندما وصل القطار إلى المحطة التالية ، كان بمستطاعه أن ينظر صوب المرأة اللذيذة، وهي تتعكّز على ساقٍ رائعةٍ كأنها مخلوقةٌ من خشب.
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل