
Ghada Saleem in her End of Story
She senses that someone else is there. A strange soft perfume emanates from her wardrobe when she opens the door. No matter how seductive the scent, it is poisonous gas constricting her throat and suffocating her. Other women scorn her. Her feelings are right. Her love petrifies into stones that strike her. A stone smites her head; another shatters her pride; a third wounds her femininity; a fourth mocks her fidelity. She sheds her tears. It is not an easy decision. As if with a mirror she looks at her memories while he breaks them one by one. She walks on those shards, bruising and healing herself until the end of that dark episode of her life has finished. That’s it. She is reborn. Totally new. Totally pure.
تَمشي وتدورُ حولَ نَفسها وكأنها مسحورةٌ، ألمُها غيرُ محسوسٍ لِغيرِها هي تَعرِفهُ فقط ولا يمكنُها البوحُ بهِ… تَحسُ بأنَّ أنثى غيرها قد مرت مِن هنا.. تفتحُ الادراجَ يَتسربُ مِنها عطرٌ غريبٌ عنها ليسَ عِطرُها على الرغمِ مِن أريجهِ الناعمِ فبالنسبةِ لها كانَ كالغازِ السامِ… قاتلٌ بلا رائحةٍ يَلتفُ كالدُخانِ حولَ عُنِقها … يَخنقُها ويُعطلُ حَواسها. تأكدت بأنَّ هناكَ امرأة أخرى… أشياءٌ صَغيرةٌ تَجمَعُها كبراهين كَبيرةٍ وأدلةٍ تُؤكدُ شُكوكَها…. كشَعرةٍ عَلقت بالفُرشاةِ لا تَشبهُ شَعرها… تَحمِلُها بيدِها تَلسَعُها خشونتُها ولونُها الاسودُ المصبوغُ ويبدو أنَّ صاحبتها لها شعرٌ أكرت سميكٌ… ألعطرُ الثَقيلُ النفاذُ أصابَ أنفَها بالشللِ.. تَجمعُ البراهينَ الصَغيرةَ كالأشواكِ بينَ يَديها .. تَوخِزُها وتُدمي قَلبها قبلَ يَدَيها.
عندما التَقتهُ أولَّ مرةٍ قالت لَهُ:
– لقد أنرتَ حياتي فقد كُنتُ كالذي يَقرأ على ضوءِ قنديلٍ، وفجأةً أتيتَ كالثُريا فأصبحَ العالمُ مُنيراً مُضيئاً صافياً كالبلورِ أرى كلَّ شيءٍ بوضوحٍ .. أصبحت الحياةُ نهاراتٍ مُتواصلةً.
كيفَ هانَ عليكَ تَحويلها لهذا الليل البهيمِ.
– حممٌ وصهارةٌ ذائبةٌ … شلالاتٌ حارةٌ تتدفقُ مني لا أرتوي.. أبدأ مِن شَفتيكِ حتى أغفو في مِحرابِ حُبكِ حينها يصبحُ الموتُ مَقبولاً بَلْ مُرتقباً وجميلاً … امنَحيني هذهِ النهايةُ الرائعةُ ولنُجَّنَّ معاً.. أرجوكِ.
عندما نَسِيَ عيدَ ميلادها جاءَ اعتذارهُ:
– مِنْ سُخريةِ القَدرِ أن نَحتَفِل بأعيادِ ميلادِنا وهي خسارةُ سنةٍ مِن حياتِنا!
– لا أرى الأمرَ كذلك، وإنما هو احتِفالنُا ببقائِنا احياءً واجتيازِنا لهذهِ السنة!
– بعض الأيام تستحقُ أن نَقتُلها بدلاً من أن نحياها!
– ………………
كانَ يَسكنُ عَينيَها… يَتَغذى على حُبِها وكأنَها حَبلهُ السُّرِيُّ لِهذَا العالم.
كيفَ قَطَعتَهُ بسكينِك المَثلومةِ وجعلتَها كإحدى زَهرات مونيه تَطفو على بحيرةِ الغيابِ.
وعِندما تَكرَّرَ غِيابُهُ وغَلَبت رائِحةُ الزَّيتِ النَّفاذَةُ على عِطرِها كَتبَت لَهُ رسالةً وَوَضَعتهَا في حَقيبَتِهِ.
قَرَأَهَا بِصَمتٍ.. لَمْ تَكُنْ سَعادَتُها إلا حُلماً يُؤرِقُهُ وَيُؤجِجُ اشتِياقَهُ لَها. كَانَت حُبّه الوَحيد ومَركز حَياته، لَكِنَّهُ لَمْ يَجد ضَرراً مِنْ التأرجحِ بَينَ اليَمينِ واليَسارِ ويَعُودُ إِليهَا لاجِئاً مَتى شاءَ!
لَوْ كانَ هُناكَ حَارِسٌ يَحرُسُ أصَابِعَكَ
لَوْ كانَ هُناكَ جلادٌ يَحصي أنفاسَكَ
لَوْ كانَ هُناكَ ماردٌ يَقتَفي آثارَكِ
لَوْ كانَ هُناكَ ضابِطُ أمْنٍ يَلُفُّ حَولَكَ
لَوْ كانَ هُناكَ جِنِي يَقرَأُ أفْكَارَكَ
لَما غَفَرتُ لَكَ كُلَّ هذا الغِيابِ
حَتى لَو كُنتَ
مَحجوزاً
مُختَبِئاً
خائِفاً
مُرتَبِكاً
مُشتَعِلاً
وَجِلاً
مَشنوقَاً
أو جُندِيّاً عَلى خَطِّ النَّارِ
فَلَا عُذرَ بَعدَ اليَومِ ولا أعذار
وَقَد ِاخْتِرت الفِراقَ
وَرُبَّما كانَ هَذا نِعمَ الاخْتِيار
تَساقطَ هَيكل الحبِ على رَأسِها حَجَراً حَجَراً.. حجارةٌ على كِبريائِها … حجارةٌ على أنوثَتِها وحَجَرٌ على وَفائِها… سالَ دمُها على استحياءِ.. وانطَفَأت الثرُيا وسادَ ظلامٌ دامسٌ وصَمتٌ مُطبقٌ وغابَ القمرُ وانحسَرَ البَحرُ وجَمَدَت الوَردَةُ بِيدِ قاطِفِها.
لَم يَكُن هذا القرارُ سَهلاً أبداً … ألغَتهُ مِنْ ذاكِرِتها.. مرت على كلِّ ذِكرى.. وَقَفَت أمامَها كالمرايا كَسَرتها واحدةً بَعدَ الاخرى وَمشَت عَلَيها.. تَنجرِحُ وتَلعقُ جِراحَها ويَلتئِمُ الجرح…كَسَرت المرايا فقط لِتَملؤها الشظايا لتُذكرها بهِ في كلِ حركةٍ! حَتى انتَهَت مِن ذَلكَ الممَر المظلم في حَياتِهَا وخَرَجَت لِلنورِ وكأنَهَا ولِدَت مِنْ جَديدٍ بِلا ذاكرةٍ.. عاريةٍ بِلا ذنوبٍ!
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل