في العقار والاقتصاد والسياحة -٢

عمر علي

سادتي القراء، نواصل ما بدأناه في الحلقة الماضية من (قلّ ولا تقل) في العقار والاقتصاد والسياحة، مشيرين إلى مفردات أخرى نتمنى أن تسهم في زيادة رصيدكم اللغوي، حيث اعتدنا أن نلحق بكل مفردة- إضافة إلى تصويبها اللغوي- معلومات عامة عنها كي تؤدي غرضها المطلوب على أكمل وجه.

في العدد الماضي تعرفنا إلى مفردات (استراتيجية، إستثمار، أزمات)، ونتعرف اليوم إلى مفردات جديدة نبدؤها مع:

قل: أُسُسُ، ولاتقل: أساسات.

يجمع كثير من الكتاب والإعلاميين (الأُس) على (أساسات)، ولم يرد هذا في العربية، والصواب: أُسُسْ.

وفي العربية:”الأَسَ والأَسَاس والأسَسْ جمعها إسَاسْ كَعِسَاس، وكقُذُل يعني اُسُس، وأسّ الدارَ أَسّاً بنى حَدودَها، ورَفَعَ من قَواعِدَها، أَسَّسَ البيتَ فتأسَّسَ جعل له أَسَاسَاً، والأسَ والإسُّ والأُسُّ جمع أُساس هو أصلُ البناء ومبتدأُ كلِّ شئ، الأساسُ والأَسَسُ جَمْع أٌسُس، يقالُ الحجرُ الأساسي أي أولُ حجرٍ يوضع في أَساس البناء”. (١)

والمؤسسةُ: جمعيةٌ أو معهد أو شركة أُسِسَت لغاية علمية أو خيرية أو اقتصادية، يقال: مؤسسةٌ علميةٌ ومؤسسة إقتصادية، وجمعها إساس وآساس (٢)، وفي الحساب الأُس هو: العددُ الدَّالُّ على قوة الكمية، فالقوَّةُ الثانيةُ أُسُّها “2” والقوة الثالثة أٌسُّها “3” وهكذا(٣)، والأُسُّ: قلبُ الإنسان، والإفسادُ بين الناس(٤)، ويقال: أسَس، الأسُّ والأسَسُ، والأساس، لغاتٌ في كل مبتدأ شئ، أو أَصل البناء”(٥).

قُلْ: أسَّس وتأسَّس

قال العدناني:”ويُخَطِّئُ بعضُهُم من يقول: تأسَّسَت المدرسة عام كذا، زاعمين أن الصواب هو: أُسِّسَتْ المدرسة، باعتبار أن المدرسة لاتتأسَّس بنفسها، ولابد لها من أُناس يؤسسونها، ويمكن الرد على هؤلاء بأن فعل المطاوعة من (فّعَّلَ) هو (تَفَعَّلَ) لذا ينتفي الإعتراض، ويصح القول تأسست الشركة او أُسِّسَتْ”(٦).

أُذون الدخول، ولا تقل: أُذونات

في العربية “إذن: الاذان، الأذين، التأذين: النداء إلى الصلاة، ثلاث لغات”،(٧) “:”اَذِنَ إِذناً وأَذناً وأَذاناً وأذانةً بالشئ عَلِمَ به، آذَنَ إيذاناً فلاناً الأمرَ وبالأمرِ أعْلَمَه به، والإذنُ هو العِلْمُ، يقالُ فَعَلَه بإذني أَي بعلمي، وأَذِنَ إذناً وأّذيناً له في الشئ أي أباحَهُ له، وأجازهُ فهو مأذونٌ له”(٨). 

وحكى أَهلُ اللُّغةِ أنه يقالُ: أَذِنتُ بهِ إذناً أي علمت به(٩)، وقال ابن عباس وغيره من المفسرين: فأذنوا أي فاستيقنوا بالحرب من الله تعالى، وهو بمعنى الإذن(١٠)”.

ومن الفوائد: “رأى بعض الأساتذة أن الأفضل في هذا المجال أن يقال: “إذن الدخول لا التأشيرة، لأن للتأْشيرةِ معنيين كما يقول المعجم الكبير، ماتعظُّ به الجرادة، والملاحظةُ تدوَّن على هامش كتاب، أو طلبٌ لايضاح الرأي فيه (محدثة)”(١١).

قل:  أمّهات وأمّات

ذهب الأكثر إلى أن جمع الأم للعاقل هو : أمهات، ولغير العاقل: أمّات، كقولنا: أمات الكتب وليس أمهات، والجمعان جائزان.

في العربية:”أَمَّت أُمومَةً أَي صارت أُمّاً، تأمّمَ واستام المرأة إِتخذها أمّاً، الأُم هي الوالدة، جمع أمّات وأُمهات وقل الأُمّهات للناس والامّات للبهائم، وأُم القرى مكة، وأُم الطريق معظمه، وأُم النجوم المجرة، وأُم أَربع وأَربعين دويبة سامّة كثيرة الارجل، والأُم هي الوالدة او امراة الرجل المسنَّة، والمسكن، وخادم القوم، يقال للأُم الأُمَّة والأُمَّهة والجمع أُمّات وأُمّهات او هذه – أُمهات – لمن يعقل ، وأُمّات لمن لايعقل(١٢)”.

والأم: أَصل الشئ (للحيوان والنبات) والأُم الوالدة، وتطلق على الجَدَّة، يقال: حواء أُم البشر، الجمع (أمّات وأمهات)(١٣).

وذكر مصدر آخر في استعمال اللفظ الفصيح في غير موضعه: “يضعون أمَّهات في موضع أُمّات، فيقولون: أُمَّهات الكتب في موضع أُمَّات، فهذا لما يعقل وتلك لما لايعقل، فتقول : أُمَّات الكتب وأُمَّهات الأَطفال(١٤). 

وإلى لقاء آخر إن شاء الله.

الهوامش:

١.  القاموس المحيط، 554.

٢. معجم المصطلحات الاقتصادية، 10.

٣. الوسيط 1/18، لغة الكتّاب بين الخطأ والصواب، 22.

٤.  معجم الالفاظ المشتركة في اللغة العربية، 15.

٥. معجم الفصيح في اللَّهجات العربية وماوافق منها القراءاتِ القرآنية، 59.

٦. معجم الأخطاء الشائعة، 24.

٧. معجم الفصيح في اللَّهجات العربية وماوافق منها القراءاتِ القرآنية، 57.

 ٨. القاموس المحيط، 1185، المعجم الوسيط، 1/11-12.

 ٩. إعراب القرآن للنخاس 1/341.

١٠. الجامع لأحكام القرآن، 1/414، إعراب القرآن للنخاس 1/371.

١١. معجم الأخطاء الشائعة ، 18،  تصويب اخطاء لغوية شائعة، 75.

١٢.  القاموس المحيط، 1088.

١٣.  الوسيط،1/28.

 ١٤. قطوف لغوية، 283.

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply