
Loay Taha believes that silence is variable and limited to time and space as well as the environment. Fear makes people silent so as not to be prosecuted. Some, if they speak up, would destroy others and then it would be better if they were like statues without a heart. Their sense of responsibility has long been dead.
للصمت درجات وإيقاعات. يتفاوت الصمت في درجاته وتدرجاته، وتختلف ايقاعاته وأوزانه من شخص لآخر ومن حالة لأخرى. فبعضه صاخب يحدث الضجيج ويخلق في النفس الجلبة، وبعضه ناعم بايقاع هادئ. فلا يستوي الصمت العميق ذو البحة الرزينة والصمت الهزيل كخرقة بالية.
ووراء الصمت هناكَ كلام، وبعض الكلام يكون عقيماً لا يَلد ولا يُولد فيموت خلف حاجز الصمت بصمت. وبعض الكلام يكون صامتاً لا صوت له ولا هسيس لكنه يحفر في النفس كما يحفر السيل في الأرض اليباب مجرى.
فليس كل صمت بليغاً ورهيباً، وليس كل كلام له في النفس وقع مهيب. لكلّ صمت إيدولوجية ومعنى ولكل صمت زمن ومدة، إن طال به الزمن وامتدت المدة؛ فقدت إيدولوجيته معناها، وانحدرت قيمتها وفرغ محتواها.
في بلاد أمسى كثير منها كالهشيم، وتفشّى الفقر والجوع في ثناياها، وانقضَّ قميص الصبر على أجساد الجياع، كُثر لصوص النهار على مرأى الجميع، يسرقون وينهبون في وضح الشمس لا يهابون أحداً ولا يستثنون جيوب أحد، نهبوا الوطن ولا شهود عليهم يشهدون. صمتٌ مطبق خيّم على الناس وأطبق الخوف على الأفواه وألجم الضمائر؛ فاستباح المجرمون البلاد، وأهلكوا الحرث ونكّلوا بالعباد. لا قاضٍ يحاكمهم وليس عليهم لا حاكم ولا سلطان؛ هم القضاة والحكم وللجياع والمساكين تبن القهر والألم. يصرخون ولا حياة لمن تنادي. وعلى الشبابيك يقف العاجزون ينظرون، يضعون أصابعهم على أفواهم لكيلا يسمع أنفاسهم حاشية السلطان. يتفرجون على أوجاعهم وسرعان ما يغلقون الشبابيك ويسدلون على أنفسهم الستائر؛ ولا شيء يفعلونه سوى الصمت البليد.
متى يقومون من فراش خوفهم ويخرجون من تحت لحاف صمتهم ويصرخون؟ أم تراهم كمن تحت الأجداث لا ينطقون؟ ويقولون أنهم أمة وسط، وأين الوسط ؟ لا يعرفون؛ إن قاموا ونطقوا أفسدوا البلاد وأفسدوا القضية، وبعد فوات الأوان وموت الضحية نقول:
يا ليتهم ظلوا كالأصنام لا يتحركون و يا ليتهم ظلوا صمّاً بكماً لا ينطقون.
يصبح الصمت سلبياً ويكون صاحبه رمادياً حين تتضخم صورة الظلم ويعلو صوته ولا ينبس المرء ببنت شفة ولا يهمس ولا يتكلم.
يصير صمتنا فاجعة كبرى تصلبنا في صيف قائض شمسه جمر يلسع اجساد ضمائرنا؛ عندما نرى بأم أعيننا فاجعة الآخرين ونلوذ إلى صمتنا البليد.
تمسي كلماتنا فاحشة ورذيلة إذا أمسى الكلام جُرحاً يحفر في وجدان الآخر ندبة لا تزول ولا تندمل. إن اللسان إذا اتسخت كلماته يصبح صمته عن الكلام عبادة؛ والصمت عن قول الحق إن طال فهو بلادة. وبليد الإحساس ميت وإن رأيته كل لحظة في ولادة.
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل