سمّو الشيخة أسماء صقر القاسمي

ميّ العيسى

الوطنية ليست بسلعة تُباع وتُشترى. ولا أن تُكتسب وتُدّرس. إمّا أن تولد مع الإنسان أو لا تولد. غنياً كان أم فقيراً.

في جلسةٍ أدبية هادئة ذات شجون، لا محالة، بين أدبٍ وسياسة كان ثالثنا تغريد عصفورٍ يسمو على تغريدات ”تويتر“ سرقنا الحديث دون التقاط صور تذكارية؛ بل، كلمات موّثقة شعراً ونثراً.

وبين تحليلٍ سياسيّ مدعوم بدراسة واعية وكلمة شعر عميقة ناطقة كان اللقاء مع الشيخة أسماء وهي كريمة صاحب السمو الشيخ الشاعر صقر بن سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة لدولة الامارات العربية المتحدة سابقاً. حاصلة على بكالوريوس علوم سياسية وإقتصاد ودراسات فى الفلسفه ومقارنه الأديان. هدفها الإنسانية وإيقاظ النيام من سبات الانفتاح الأعمى.

تقرض شعر القافية والنثر الشعري وتنشر فى المجلات الورقيه والإلكترونية. لها عمود ثابت فى مجلة بنت الخليج الإمارتية (تراتيل فكر).
لها تسعة دواويين مطبوعة، وهي: في معبدالشجن ٢٠٠٨،  صلاة عشتار ٢٠٠٩صادره من دار التكوين بدمشق/سوريا، شذرات من دمي ٢٠١٠صادر عن أنفوبرانت بفاس/المغرب باللغتين: العربية والإسبانية. شهقة عطر مترجم للانجليزية والأسبانية عن دار التويحدي بالمغرب، ديوان طيرسون الحنين مترجم للفرنسية والانجليزية صادر من دار الرمك ببيروت ٢٠١٣، ديوان هواجس الندى دار الياسمين بالامارات، انا ها هنا ديوان ا لقصيدة الواحدة مترجم لسبعة لغات من انتاج دارة الشعر المغربي، امرأة خارج الوقت، رباعيات القاسمي أنتجت عام ٢٠١٧ في  دار أمل الجديدة بدمشق.

تمتد نشاطاتها الثقافية شرقاً وغرباً فسموّ الشيخة رئيسة اللجان العليا للأنشطة لنادي فتيات كلباء الرياضي الثقافي. عضو حركة شعراء العالم بالتشيلي. عضو شرف برابطة الأدب الإسلامي العلمية. عضو شرف بجمعية دارة الشعر المغربي. عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب. عضو فخري في مبادرة في مبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين. عضو الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني. عضو رابطة الفينيق. كما أنها مالكة ورئيس مجلس إدارة شبكة صدانا الثقافية www.saddana.com

نرّحب بشاعرتنا اللبقة ترحيباً عربياً دافئاً وإنْ كان في بلاد الضباب. 

مَيّ: سيدتي، تكتبين الشعر المقفى كما النثر الشعري. أين تجدين نفسك؟

الشيخة أسماء: لكلٍّ نكهة إلاّ أنني أجد مساحة أكثر في الكتابة عن التاريخ والسياسة عبر النثر الشعري لا سيّما حين نستخدم بعض المصطلحات العالمية فاليوم أصبح الإنسان يجمع من هنا وهناك عبر تنقلاته واطلاعاته.

مَيّ: نصطدم بالثقافة والمثقفين. من وجهة نظرك مَنْ هو المثقف؟

الشيخة أسماء: المثقف هو القارىء المستبصر الذي تنوعت مصادره وتحقق بعين البصيرة إلى كل صغيرة وكبيرة فضبط أفهامه بين شواهد التاريخ ونتائج الحاضر ما جعله دقيق الرؤية عميق الإشارة. 

مَيّ: نعيش في مأزق عربي كبير تواجهينه عبر شعرك. ماذا ترين: في المستقبل القريب والبعيد؟

الشيخة أسماء: رغم أن الوضع مظلم والأحداث تتفاقم حدّ الهاوية إلاّ أن لي فلسفة بهذا الخصوص أنه كلّما اشتدت اللحظة في صميم الزمن كانت إشارة لفرصة قريبة للأنفجار والولادة الجديدة. إنه مخاض سريالي ترسمه اللحظة بسرانية عجيبة.

مَيّ: نحن لا نستقريء الغيب قدر ما نواجه الحاضر بأفعال الماضي. هل تذكرين وتذّكرين ذلك للقاريء عبر أشعارك؟

الشيخة أسماء: كثيرا ما أشرت إلى أنّ الحاضر هو منظومة أحداث متكررة من الماضي. إننا نعيش في متوالية ديناميكية لحركة الزمن وإنه إذا لم نستفد من دروس الماضي فإنه سيتكرر بحدّة أكثر ألماً ولكنه بصورةإشارية تحاول أن تستفز ذهنية المتلقي بعيداً عن التقريرية.

مَيّ: للشعر روح تضيء العتمة. إلى أيّ مدى للوجدانيات أثر في شعرك؟

الشيخة أسماء: القصيدة هي قنينة الضوء التي نرى منها تفاصيل وجداننا والأصل في علاقتها بالوجود وجدانيتها العميقة فينا تسيل بمحاذاة ما نشعر به اتجاه كل شيء وتحتوي انفعلاتنا بوميض من الألق.

مَيّ: هل للشعر الغربي أو الآسيوي أثر عليك؟ وأي من الشعراء يدخل الى قلبك منهم؟

الشيخة أسماء: ليس هناك في نطاقاتي جغرافية محددة للتعاطي مع التجارب الشعرية. ولكن هناك شعراء تركوا مشاعلاً في ليل أيامي بتجاربهم الخاصة مثل إيليا ابو ماضي والجواهري ونزار ونازك الملائكة وأحمد شوقي وبشارة الخوري وكثيرين غيرهم.

مَيّ: عبر ترجمات أشعارك، ما الكلمة التي توّدين إيصالها الى العالم؟

الشيخة أسماء: الترجمات هي سفارات وجدانية تحاول أن توّصل للأخر ما لا يعرفه عن مكامن الضوء فينا ومساراتنا الإنسانية العليا المشتركة لتكون جسور تواصل أكثر نقاء وأصدق التقاء من المعابر الضيقة والمصالح العمياء.

مَيّ: من أين أتيت بفكرة ”صدانا”؟ ما هي أهدافها وماذا حققتي عبرها؟ 

الشيخة أسماء: من الصدى وهو رجع الصوت حسياً ومرايا الشعور ونظائر الأفكار لذلك أحببت أن يكون لصدانا عشاً في ذاكرة المعنى وبيت في أديم الكلمات وشاطيء على بحار الأفكار.

هل لنا أن نسمع منك قصيدة:

صمتٌ صاخب

أعود إليك 

وأرسم اصبعاً تغزل ثوب المعنى 

أنت ايها الصمت الصاخب 

جرّب أن تقول شيئا للشجن

انها الدار 

مساحة الذاكرة 

تفاحة الشوق 

تفاصيل البهجة المسكونة بالضوء

أعود إليك لأكون من جديد

طفلة في المحاق الأول من العمر 

وشجرة تحلق أفكارها في الأفق

ايتها الكائنات الملونة بالغيب 

اخبريني كيف تبخر الباء بميم المسافة

وهطلت حكايات المساء

سينكسر الفرجار قريبا على صخرة الدهشة 

وحين تبحثون عن الدائرة 

سيكون الفضاء ابتسامة شفاه رسمها الفجر الفضي

كانت الساعة اكثر نسيانا للحظة 

كان الرخام نائما تحت اصابعي كقط حالم

وانا انحت خيالي بأبعاده الثمانية 

كنت أتذكر كم هو الوقت في يدي 

وكم أنا في دائرة المسافة

رميت حجرا في بئر الفكرة 

هل لناصيتك علاقة بذلك الصوت

كانت الشمس زرقاء 

حين كانت اللحظة أغنية

أعود من صميم الذات 

إليّ 

أهمس في أذن الحنين

أخبريني

ماذا ترك الشوق لدوامة القدر

الصحة خطر على الجنون 

كيف يترك الصباح هذه اللوحة 

ويرصف شارعاً افتراضياً 

على مخيلة الأمكنة.

img_5558

وفي النهاية أتقدم بجزيل الشكر لكِ سيدتي وإلى اللقاء بشعرٍ ممتع آخر وجلسة أجمل.

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

1 Comment

Leave a Reply