مجموعة أخرى من المفردات اللغوية، يسرنا تقديمها على طريق خدمة لغة الضاد، اللغة العربية، ونردفها مع ما جاء فيها من أقوال بعض اللغويين القدامى والمعاصرين.
– إذن وتأشيرة.
ترد مفردة (إذن) وتعني الموافقة، على سبيل المثال للإشارة إلى الرخص الممنوحة من الدول لتسهيل أمور معينة، مثل: إذونات الدخول لها، كما ترد مفردة (تأشيرة) للمعنى المشار إليه ذاته، فأيهما أصوب؟.
قال الفيروز آبادي:” اَذِنَ إِذناً وأَذناً وأَذاناً وأذانةً بالشئ عَلِمَ به، آذَنَ إيذاناً فلاناً الأمرَ وبالأمرِ أعْلَمَه به، والإذنُ هو العِلْمُ، يقالُ فَعَلَه بإذني أَي بعلمي، وأَذِنَ إذناً وأّذيناً له في الشئ اي أباحَهُ له، واجازهُ فهو مأذونٌ له”.[1]
ورجح العدناني القول (إذن) على (التاشيرة)، قائلا:” لأن للتأْشيرةِ معنيين”، وذكر منها “الملاحظةُ تدوَّن على هامش كتاب أو طلبٌ لإيضاح الرأي فيه”[2].
– أَمس الأَول وأَوَّل من أَمس
أمس:” وهو اليوم الذي قبل اليوم الحاضر، وقد يدل على الماضي مطلقاً، وهو مبني على الكسر، واذا نُكِّر أو أضيف أَو دخلت عليه (أَل) أُعرِب، تقول: كلٌّ غدٍ صائر أمساً، وكان أمسُنا طيباً، وكان الأمسُ طيباً، الجمع أُموس، وآمُس وآماس” [3].
جاء في قل ولا تقل عند قدامى اللُّغويين: أَجاز المجمع هذين التعبيرين، على أَساس أَن كلمة (أَوَّل) في التعبيرين بمعنى سابق، وأَن كلمة (أَمس) علم على اليوم السابق لليوم الحاضر”[4].
قال د.كوكب دياب: “قل أَين قضيت أمسِ؟ ولاتقل: أَين قضيت الأَمس؟ إِلاَّ اذا كنت تعني الماضي كلَّه، إِذ أَن أَمسِ تعني البارح، أي ما قبل اليوم الحاضر، أَمَّا الأَمس فهو الماضي من الزمان أَي الأيام الماضية من دون تحديد”[5].
قال د. علي جاسم سلمان: “يقال: خرجتُ بالأمسِ، والصواب أن تقول : خرجتُ أَمسِ في نزهة، وكنت في زيارتكم في الأَمس القريب، لأن كلمة (أَمس) إِذا نُكِّرَت عُرَّفَت، أي دلت على اليوم السابق المحدد المعروف، واذا عُرِفَت نُكرت أي دلَّت على أَيِّ أَمس”[6].
– أُمّات وأُمهات
الأم : “أَصل الشئ (للحيوان والنبات) والأُم الوالدة، وتطلق على الجَدَّة، يقال: حواء أُم البشر، الجمع (أمّات وأمهات)”.[7]
“أَمَّت أُمومَةً أَي صارت أُمّاً، تأمّمَ واستام المراة إِتخذها أُمّاً، الأُم هي الوالدة، جمع أمّات وأُمهات وقل الأُمّهات للناس والامّات للبهائم، وأُم القرى مكة، وأُم الطريق معظمه، وأُم النجوم المجرة، وأُم أَربع وأَربعين دويبة سامّة كثيرة الارجل”[8].
“والأُم هي الوالدة أو إِمراة الرجل المسنَّة، والمسكن، وخادم القوم، يقال للأُم الأُمَّة والأُمَّهة والجمع أُمّات وأُمّهات أو هذه -أُمهات- لمن يعقل، وأُمّات لمن لا يعقل”[9].
وقد أَجازها العدناني للعاقل وغير العاقل.[10]
قال عبد الفتاح المصري: “يضعون أمَّهات في موضع أُمّات، فيقولون: أُمَّهات الكتب في موضع أُمَّات، فهذا لما يعقل وتلك لما لا يعقل، فتقول: أُمَّات الكتب وأُمَّهات الأَطفال”[11].
– أُوتوماتيكية وتلقائية
“الصواب تلقائية، كأن يقال هذه آلة تلقائية، وأَوَّل من إاقترح هذا الإِسم على مجمع اللغة العربية هو الأستاذ محمود تيمور”[12].
– أَيُّ و أَيَّةُ
“أَيُّ هي كلمة تعجب وإِستفهام، وإِسم شرط جازم وإِسم موصول مبهم بمعنى الذي، ونعت ونكرة وحال، ويكون لفظها مفرداً مذكراً دائماً، وتكون بلفظ واحد للمذكر والمؤنث والمثنى والجمع، وتستعمل للعاقل وغيره”[13].
“يقال أَيُّ شجرة؟ وأَيُّ شجرتين؟ وأَيُّ شجرات؟ وأَيُّ رجل؟ وأَيُّ رجلين؟ وأَيُّ رجال؟”[14].
“يقال: أَيَّة طالبة فازت؟، خطأ الصواب : أَيُّ طالبة؟، لأن (أَي) إستفهامية إِذا أُضيفت إِلى نكرة بقي لفظها مذكراً دائماً”[15].
– مأزِق ومأزَق
“والمأزِقُ في الأصل هو المضيق الحَرِج، ويُستعار للدَّلالة على الموقف الحرِج”[16]. ويلفظ بكسر الزاي لا فتحها.
وإلى لقاء آخر إن شاء الله
[1] القاموس المحيط، 6، و 1185، ينظر كذلك: الوسيط 1/11-12 .
[2] معجم الأخطاء الشائعة، 18، ينظر كذلك: الكتابة الصحيحة، 70.
[3] الوسيط، 1/27 .
[4] المصدر نفسه، 108.
[5] معجم الاخطاء الشائعة أو قل ولاتقل، 25-26.
[6] موسوعة الاخطاء اللغوية الشائعة، 232.
[7] المعجم الوسيط، 1/28.
[8] القاموس المحيط، 17.
[9] القاموس المحيط، 1088.
[10] معجم الأخطاء الشائعة، 29.
[11] قطوف لغوية، 283.
[12] موسوعة الاخطاء اللغوية الشائعة، 158، ينظر كذلك: معجم الأخطاء الشائعة، 36، الكتابة الصحيحة، 57.
[13] القاموس المحيط، 1269، ينظر كذلك: معجم القواعد العربية، 122-125.
[14] موسوعة الاخطاء اللغوية الشائعة، 158، الكتابة الصحيحة، 59.
[15] 2000 خطأ شائع بين العامة والخاصة، 186.
[16] معجم الطالب والكاتب، 447.
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل
