الطائر الأبيض في البلاد الرمادية

إصدار لاستبرق أحمد

اللوحة للفنانة إيناس عمارة

يتناول كتاب “الطائر الأبيض في البلاد الرمادية” حكاية طائر يتخبط في  قراراته ليجد نفسه قد أضاع سربه فيقرر البحث عنه واللحاق به فإذا به يطير في رحلة يواجه فيها ذاته والعالم الغريب الذي دفعه للقاء كائنات حواراتها غاضبة وتصرفاتها أنانية  تنمّ عن كراهية مترسّخة في بلاد رمادية بلاد  خسرت حيوية أرضها  ومائها وأهدافها بتوهان بوصلتها، فيقابل عمودَ شيخٍ يحتفظ بحكاية البلاد وما أصابها، يخبره لاحقا عمّا حلّ بالبلاد  بسبب فكرة مسعورة لاحقت السلاطين بضرورة تمييز هذه البلاد وسيرتهم فكان ما عبر عنه في حواره مع الطائر:

“الطائر:سيصبح هاوية.(*)

العمود: لذا كانت النتيجة تعب الأنهر وهلاك الأراضي والخيرات وتحوّل المباني إلى اللون الرمادي نفاقا للملوك وانسياقا نحو الجشع. لقد احترف البعض النّفاق لإثبات انصهاره في فكرة “عظيمة” يسعى لها الجميع، فأن تكون مثلهم أفضل من الإختلاف عنهم. كما يجد حديقة غريبة، قاحلة، تتبعثر في أرضها أشجار هزيلة، تعاني الإهمال لا يُسمع بها  تغريد ولا يرى إلاّ اليباس ومنزل مهجور عُبث بتاريخه، يحتضن تماثيل مهشمة حائرة يخبره أحدها أن صاحبة المنزل استهدفت بمعارضها الأخيرة ..”مشاريع  تسببت بمرور الوقت في تعاظم التلوث والأدخنة وزيارات الغبار وفرار الطيور”..(**)،  لتأخذه مشاهداته إلى “جبل المارد”  شائن السمعة، معبود جماعات القطط ووكلاء أعمالها الفئران والذي زودته بصورة عجائبية عما يحدث في جسده من جشع يمزّق وئام كائناته  المخادعة في التقاتل على خيراته. رغم وجود الكائنات التي نتجت عن تلوثات وساهم بها هوس السلاطين بالخلود، واستغراق شعب البلاد الرمادية باستخدامات التكنولوجيا من منظور ضيق إلاّ أن رفاقاً جدداً يحتضنون الأمل تحت أجنحتهم قرّروا فتح معابر الحلم و العمل، ليجد الأمان في منزل المكتبة المتسائلة وحديقته التي تزينها الشجرة الحكيمة، وهو ما يميز منزل أحمد الكاتب وكلبه كلبوب الوفي ومريم الفتاة الذكية والصديق أسعد الفنان، عبر مغامرات وخطط أخرى وفرق إنقاذ لاستعادةعافية البلاد مما يلاحقها من أذى ومصاعب، فهل تنجح هذه الجهود؟

——–

(*) ص 93

(**) ص112

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply