دول أصابها التدمير ونهب آثارها

الصورة لتمثال يوناني قديم سُرق من ليبيا في 2011 ووُجد في إنگلترا، عن صحيفة الإندبندنت البريطانيةفي 2 أيلول (سبتمبر)  2015

أحمد بسيوني

كوارث ثقافية تعرض لها عدد من دول الربيع العربي بعمليات نهب وتدمير بعد اندلاع الثورات، فقد استغل اللصوص والمخرّبون حالة الانفلات الأمني، وباتوا ينقّبون عن الآثار في كل مكان حتى تمّ إهدار كنوز هذه الدول كما اعتبرها المجرمون المتطرّفون أوثاناً يجب التخلص منها. لم يبال أحد بضياع تاريخ عريق يلهث الغرب وراءه، ويدفع ملايين الدولارات من أجل اقتنائه, حتى وصل الأمر لبيع هذه النّفائس علي صفحات الفيس بوك.

من الدول التي تعرضت للتدمير ونهب آثارها  سوريا التي تضمّ العديد من المواقع الأثرية كالمسارح الرومانية وعروس الصحراء ومدينة القوافل بصرى والعديد من القلاع مثل قلعة حلب وقلعة دمشق وتمثال صلاح الدين وقلعة الحصن وكذلك قلعة جعبر في الرّقّة في الشّمال التي نُهبت بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” عليها. كما طال الهدم والّتخريب عدداً كبيراً من المباني  والقطع الأثرية الثمينة على يد تجار الحروب الذين يحاولون التنقيب عن الآثار لبيعها خارج البلاد.

و تعرّضت آثار  العراق  التي يرجع تاريخها إلى العصر البابلي القديم للكثير من السرقات والتدمير ، و نهب متحف الموصل وأشعلت النيران في المكتبة الإسلامية في بغداد و شهد المتحف العراقي الوطني  أكبر عملية سرقة آثار في التاريخ.

ولم تنج  مصر من الكارثة الثّقافيّة إذ أصاب حريق ضخم  المتحف المصري الكبير في منطقة الهرم, و امتدّت عمليّات النهب إلى المتحف الإسلامي في الجيزة ومتحف كلية الآثار، ومتحف مدينة ملوي بالمنيا الذي شهد أكبر عملية سطو وثاني عملية نهب متحفيّ بعد متحف بغداد (المتحف العراقي الوطني) أثناء الحرب على العراق.

ولم تكن  ليبيا بعيدة عن هذا المشهد الكارثي ، فقد شجّعت حالة الفوضى والاقتتال والحدود غير الآمنة على تهريب الكثير من كنوزها الاثرية التي يعود بعضها إلى الحضارة اليونانية .

أصبح انتهاك الآثار القديمة والعريقة التي تنقل تاريخ الحضارات أمراً في غاية الخطورة و لا بدّ من الحفاظ على ما تبقّى من المواقع الأثرية والأماكن المقدسة التي تعطينا فكرة عن الحقب التاريخية القديمة وشكلها وطبيعتها وعن طبيعة حياة الأجيال التي عاشت فيها يوماً ما، لأهمية ربط الماضي بالحاضر والمستقبل ومستقبل الأجيال من بعده.

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply