“حديثة” الفرات

حديثة مدينة اﻵثار والنواعير بعيون الرحالة

(طه محمد البياتي ملخص عن كتابه (حديثة الفرات

حديثة مدينة من مدن العراق القديمة تقع على نهر الفرات ، اطلق عليها المؤرخون أسماء عديدة أبرزها حديثة الفرات ، حديثة اﻷنبار ، حديثة الوزة لكثرة الوز فيها.

وتشير المصادر اﻵثارية الى إن حديثة والمناطق المحيطة بها كانت من المراكز اﻵشورية المهمة التي تربط الحواضر بسواحل البحر اﻷبيض المتوسط ، وتضم المدينة سد حديثة والبحيرة التابعة له كما إنها تعد الخط الستراتيجي لنقل النفط من جنوبي العراق الى شماليه وكانت فيما مضى بمثابة محطة لإستراحة القوافل التجارية المارة الى تدمر وبابل ونيسان ، أبرز نواحيها ناحية بروانة وهي لفظة غير عربية تعني ” قصبة” ومن مناطقها ايضا قرية آلوس وقرية بني داهر.

تنتشر في حديثة العديد من المناطق السياحية والمعالم اﻵثارية ومنها القلعة في حويجة الحديثة القديمة ، زارها الرحالة ابن بطوطة سنة 748 هـ خلال رحلاته التي إستمرت 29 سنة واصفا إياها بأنها ( من أحسن البلدان وأخصبها والطريق فيما بينها كثيرة العمارة وقد ذكرنا أن لم نر مايشبه البلد على نهر الصين الا هذه البلاد )،فيما وصفها الرحالة الهولندي د. ليو نهارت راوولف قائلا ( وصلنا الى حديثة وهي مدينة جميلة وكبيرة قديمة البناء يقسمها نهر الفرات مثل عنه الى قسمين يقع اﻷكبر منها على الجهة اليمنى من النهر).

بدوره وصفها الرحالة الايطالي غوسبار بالبي بالقول (اخيرا وصلنا الى مدينة تسمى حديثة ورأينا بيوتا كثيرة على عدوتي النهر وأبراجا وبساتين وأشجارا ونخيلا وستة نواعير قائمة في النهر).

أما الرحالة موسيل ( فقد أثنى على أشجار النخيل الباسقة فيها وعلى بيوتها المتزاحمة فيها).

وزارها الرحالة الانجليزي فرنسيس جسني مرتين 1836 ووصفها بأنها ” مدينة تحتوي على 400 منزل بنيت على بقايا حديثة القديمة فيما كان النهر يأخذ بالاتساع تدريجيا.

وزادت الليدي آن بلنت 1878 بالقول ” توقفنا مقابل مدينة حديثة فرأيناها كالحديقة المسورة التي تضم الكثير من اﻷشجار والنخيل والمزارع “.

تكثر الاثار في حديثة ويعود معظمها الى فترات تأريخية قديمة الى فجر سلالات الاشوريين والرومان وحتى الدولة العثمانية وقد عرفت المدينة بدواوينها وهي المضايف التي ينزل فيها الضيوف وإن كانوا غرباء عن المدينة كما أشتهرت حديثة بنواعيرها حتى قيل ان الحديثيين هم الذين أخترعوا النواعير قبل خمسة الاف عام حيث كان فيها مايقرب من 140 ناعورا بعضها يعود الى زمن البابليين واﻵشوريين واﻷكديين.

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply