
Co-Writers: Basil Thanoon Al-Khayat and Asdaa A. Hamid Al-Tuhafi
Abstract
This article sheds the light on the reality of childhood in Mosul City after its liberation in 2017. It discusses some aspects of the suffering of many children affected by the difficult circumstances experienced by this ancient city. A social activist who lived with the newest is interviewed, with real images of the suffering of many Mosul children.
بقلم: باسل يونس ذنون الخياط وأصداء عبد الحميد التحافي
الملخص
تُسلّط هذه المقالة الأضواء على واقع الطفولة في الموصل بعد تحريرها عام 2017 وتتطرق الى بعض جوانب معاناة الكثير من الأطفال المتضررين نتيجة للظروف الصعبة التي مرت بها هذه المدينة العريقة. ويُجرى لقاء مع ناشطة اجتماعية عايشت الأحدث، وتُرفق صور واقعية تحكي معاناة الكثير من أطفال الموصل.
مقدمة
على الرغم من مضي اكثر من سنتين على تحرير مدينة الموصل العراقية بعد احتلالها من قبل داعش لمدة تزيد عن الثلاث سنوات، من 10 حزيران 2014 حتّى 10 يوليو 2017، إلا أن هذه المحنة ما تزال تلقي ظلالها الثقيلة على أهالي هذه المدينة الصابرة لا سيّما شريحة الأطفال.
لقد عانى أطفال الموصل الكثير خلال فترة احتلالها وما بعدها، وما تزال تبعات ذلك قائمة وبحاجة الى حلول ناجعة من قبل كل الجهات ذات العلاقة والمنظمات الإنسانية داخل العراق وخارجه. وكما هو معروف فإن الطفولة البريئة إذا لم تجد من يحتضنها ويرعاها فإنها تتحول الى آفة اجتماعية خطيرة تصعب معالجتها.
العديد من أطفال الموصل فقدوا ذويهم وأُسَرهم وكثير منهم لم يجدوا من يكفلهم ويرعاهم ، ومع مرور الزمن فلا شكّ في أنّ معاناتهم ستتفاقم وتكثر مشاكلهم. بعض أولئك الأطفال وجدوا الأيادي التي تنتشلهم لدى الأقارب وبعض الخيّرين، وبعضهم يعيش حاليا في مخيمات النازحين، بينما يعيش البعض الآخر في هياكل بيوت تفتقد لأبسط مستلزمات الحياة.
حديث الصور
ندرج في أدناه بعض الصور الواقعية التي تحكي بعض جوانب معاناة أطفال الموصل.
حديث الوكالات العالمية
ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس بريس” (أ ف ب) أنّه: “في مخيم حسن شام على بعد 30 كلم شرق مدينة الموصل، جلست الطفلة نورا (10 سنوات) للرسم في احدى الخيم مع أطفال آخرين مثلها ما زال هاجس الحرب يرافقهم رغم ابتعادهم عن مواقع القتال. . ويسير بعضهم رافعين بفرح قنينة ماء وزعتها منظمة إغاثة كما لو أنهم عثروا للتو على كنز.. المعاناة موجودة وتنعكس في الوجوه المرهقة والخدود الضامرة والأجسام الهزيلة”.
وتحدثت قناة “الحرة” عن الطفل أحمد عبد الستار الذي ترك الدراسة وبات يبيع المرطبات في مخيم الخازر لنازحي الموصل، ليصبح المعيل الوحيد لأسرته.
وسلط تقرير لوكالة “رويترز”، الضوء على معاناة هؤلاء الأطفال فمنهم من أصبح مشردا أو يتيما أو أجبر على العمل الشاق لإعالة أسرهم. وتقول الوكالة أنّها أجرت عشرات المقابلات مع الأطفال في الشطر الشرقي من المدينة من الذين يعملون في جمع القمامة أو بيع الخضر أو في ورش إصلاح السيارات.
وقالت بغداد بوست: “الأطفال الذين يجبرون على العمل مبكراً هم في الأغلب من الأيتام أو من عوائل فقيرة لا تستطيع الإيفاء بكلفة مستلزمات الحياة التي تشهد تصاعداً كبيراً، لذا فإن عملية التحاق الأطفال بأسواق العمل مستمرة بالنمو دون معالجات فاعلة ممّا يؤدّي إلى المزيد من الأطفال الملتحقين بسوق العمل، وهذه حالة خطيرة جدّاً يجب الوقوف عندها من قِبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وكذلك الجمعيات المناهضة للعنف ضد المرأة والطفل”.
وتشير وكالة الأنباء الدولية RUPTLY في تقرير لها في مايس/ايار 2019 الى أن: “أطفال الموصل يعيشون على جمع القمامة، إذ أن القمامة أضحت مصدر عيش وعمل لأطفال الموصل، حيث يضطر كثير من الأطفال للعمل في مكبات القمامة، لأنّ ذلك هو الوسيلة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة”. ونشرت Ruptly شريط فيديو من الموصل ظهرت فيه مجموعة من الأطفال والمراهقين وأمهاتهم في مكب للقمامة يبحثون عن المواد البلاستيكية والمواد القابلة لإعادة التدوير بين النفايات. وخلال ذلك، تنعدم تقريبا أي وسائل للسلامة ويجري استخدام أدوات بدائية في هذا العمل. ويسمح هذا العمل الشاقّ للأطفال الذين تركوا مدراسهم بالحصول على أجور متواضعة جدّاً تمثّل في بعض الأحيان مصدر دخل الأسرة الوحيد. و تطرّقت الوكالة المذكورة إلى أنّ القانون العراقيّ ينصّ على التعليم الإلزامي في المرحلة الابتدائية، عادة حتى سن 12 عاما، و لكن بمجرد بلوغهم هذا العمر يصبحون أكثر عرضة للاستغلال.
ويشير الناشط الاجتماعي الدكتور بشار الطالب على صفحته بالفيس بوك في 3 أيلول 2019 الى معاناة الأطفال في مخيمات النازحين، مثل مخيم حسن شام وغيره، فهي كبيرة جدا ويصل الحال ببعض العوائل إلى بيع سلة الغذاء المخصصة للعائلة من أجل شراء الدواء لأطفالها.
قصة الطفل محمد غانم وأصدقاءه
الكثير من أطفال الموصل تركوا مقاعد الدراسة ويجوبون الشوارع طلبا للقمة العيش، والكثير من أولئك لم يجدوا فرص عمل سوى جمع القمامة. الطفل محمد غانم من عائلة فقيرة ويسكن جوار منطقتنا في الموصل، تعرض الى انفجارلغم في فترة تحرير الموصل أدّى الى بتر ذراعه الأيمن. مع تردّي الوضع المادي ترك محمّد وأصدقاؤه دراستهم وأخذوا يجوبون المنطقة طلبا لأي عمل، بما في ذلك جمع القمامة.

مشاريع خيرية أهلية في الموصل
بجهود فردية قام بعض النشطاء في الموصل بتأسيس جمعيات خيرية، منهم الأستاذ الدكتور سعد الله توفيق سليمان رئيس جامعة الموصل الأسبق الذي أسس “جمعية فعل الخيرات” التي تعتمد أساسا على تبرعات المحسنين. و قد قامت هذه الجمعية بتشييد عمارات سكنية لإيواء العوائل المُعدمة و رعايتها وتخصيص رواتب لها فضلا عن بناء مستشفى لها.
وهناك “منظمة البرزاني لكفالة الأيتام “، كما قامت مجموعة من الشباب والشابات من المواطنين وخريجي الكليات بتأسيس جمعية “نسائم المحبة” التي تهتم بكفالة الأيتام وخلق فرص عمل للعوائل المتعففة.
لقاء مع ناشطة اجتماعية في الموصل:
في مطلع أيلول 2019 قمنا بإجراء لقاء مع إحدى الناشطات الاجتماعيات في الموصل، وهي الأخت أم عماد. هذه السيدة الفاضلة فقدت ولدين من أولادها خلال فترة احتلال الموصل، ورأت في كل أطفال الموصل الذين فقدوا ذويهم أولادا لها.
قامت هذه السيدة الفاضلة بمشروع رائع لتشغيل الأرامل والمتعففات، فقد قامت بتأجير مجمعات لإسكانهنّ، وتتكفّل بتزويدهنّ بالمواد الأولية لإعداد بعض المأكولات الشعبية وبيعها، وقد لاقى هذا المشروع نجاحا كبيرا لجودة منتجاته.
حدثتنا السيدة الفاضلة أم عماد عن بعض مشاهداتها الواقعية في الموصل قائلة :
– هناك الآن امرأة مُسنّة تقوم بحضانة أربعة عشر طفلا من الأيتام الذين فقدوا الآباء والأمهات وليس لهم معين سوى الله تعالى.
– خلال فترة التحرير سقطت قذيفة هاون على بيت فقُتل الأب والأم وبقي خمسة أطفال من بينهم طفل رضيع عمره 24 يوما، فكفلهم عمهم المعدم وله ستّ بنات قاصرات.
– هناك عدد كبير من الأطفال المعاقين بسبب الحرب لا تمتلك عوائلهم أجور العلاج وليس لهم القدرة على شراء الكراسي المتحركة واللوازم الأخرى، فضلا عن عدم قدرتهم على العمل.
– من الظواهر التي أخذت تتفاقم بين الأطفال ظاهرة العزوف عن الدراسة وتركها نتيجة لعدم امتلاكهم المتطلبات الأساسية بسبب الضعف المالي.
الاقتراحات:
– تقديم المساعدات العاجلة من داخل العراق وخارجه للعوائل المتضررة في الموصل.
– تزويد المدارس الحكومية بضروريات الدراسة وتفعيل مشروع “معونة الشتاء” الذي كان فاعلا في الزمن الجميل.
– اعادة الابتسامة الى وجوه أطفال الموصل من خلال تقديم المعونات والهدايا الرمزية في المناسبات والأعياد.
– تشجيع الاستثمار في الموصل من أجل ايجاد فرص عمل للشباب.
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل