
اللوحة: أول الجمال في مدينة مراد إبراهيم
فَتشتُّ مَا بَينَ الْخَوَاطِر وَالْقصائدِ والمواقعِ والمقالِ وفي الْقصص
عَما جَرَّى في مَوْطِنَي
عَنِ شعبِنا المطحونِ ما بين المطارقِ والحديدِ!!
عَنِ الغضبْ!!
عن كُلِّ أَنْوَاعِ المظالمِ والتَّعبْ!!
عما يدورُ بأرضنا
أَرْض الكرامةِ والإبَا
عن ماءِ دجلةَ والفراتِ، عنِ الحدودِ الطاهرةْ
وعن الطفولة والشبابِ ،عن التشردِ والعناءِ وعن دماءِ الأبرياءِ
وعن وجوهِ الجائعينَ الثائرينَ على النُّخَبْ
وفراشهمْ ذاك الرصيفُ لحافهم هذا العراءُ
أنيسهم في الليلِ جوعٌ ،زمْهريرٌ في الشتاءِ
عنْ الصباحِ المستباحِ بكلِّ أنواع المآسي والمجازرِ والرياحِ
وعنْ الحَمَامِ ووأدِ آياتِ السلامِ ،
عنْ الظلامِ وعندما حرقَوا النخيلَ ،
حرقوا السنابلَ والقصبْ
أوَّاهُ يا وجعَ الأمومةِ في زمانِ المغتربْ
أوّاهُ يا تلك العيونِ اليابساتِ من البكاءِ وصوتِ آلاف القنابلِ والرصاصِ،
يجوبُ أرجاءَ الفضاءِ
قرأتُ عن قصصِ البطولةِ والشهامةِ والوفاءِ
العاشقون وعندما لبوا النداءْ
عن النساءِ الشامخاتِ
عن الفنون وكل أصنافِ العطاءِ عن الصمودِ وعن أصولِ الكبرياءِ
عن الشهيدِ عنْ الإباء وكلّ من ضحى ليرتفعَ الأذان
عن صوتِ أجراسُ الكنائسِ عندما
تبكي فتخترق المشاعرَ حيثُ يهتزّ المكانْ
عنْ الطيور عندما ترتقي صدر المنابر والقبور
عن الشموع عن الدموع
عن الشرور
والجرح من ألمٍ يزيدْ
الكلّ في ساحِ التظاهرِ يبحثونَ عن السلامْ
عن الوطنْ
وعن الأمانِ،عن الخلاصِ من الظلامْ
عنْ كلِّ أسبابِ الدمارِ ،عن الحياة ،فَلَمْ اجدْ
إلا سَبَبْ:
ساستنا
ملكوا زمامَ الأمرِ فانتشرَ الفسادْ وقَسّمُوا مَا بَينهُم كُلُّ الْحصَص
لم يبق حق للشعبْ
والأرضُ أدركها اللهبْ
آن الآوان لينتهي هذا الوبا ،
ولينتصرْ صوتُ الشبابِ
وينتهي عصرُ الدجلْ
عصر الرياءْ