
تميزت الشعوب الحرة برفضها الدائم للعبودية والخنوع والإذلال عبر التاريخ البشري والإنساني، ولطالما وقفت بوجه البغي والظلم والاضطهاد حتى حققت مبتغاها في نيل الحرية والكرامة واستقلال بلدانها بعيداً عن التدخلات الخارجية والإقليمية.
ولقد كان الشعب العراقي أحد أبرز تلك الشعوب الحية المجاهدة عبر تاريخها الطويل في مقارعة قوى الظلم المتمثلة بالحكومات الفاسدة التي تسلطت على رقاب الشعب العراقي في مراحل زمنية معينة منذ نشأة الدولة العراقية الحديثة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1921م وحتى غزو العراق واحتلاله عام 2003م وانهيار منظومة الوحدة الوطنية في البلاد واستباحة العراق أمام المخططات الغربية والصهيونية والإقليمية الرامية إلى نهب خيرات ومقدرات هذا البلد والسعي إلى ترسيخ مفهوم التشرذم المجتمعي وإيجاد الفتن القومية والدينية والمذهبية بما يخدم توجهات تلك الأطماع وديمومة استمرار وجودها فوق التراب العراقي واقصاء كل توجهات وتطلعات ابناء الشعب العراقي الأبي التي ترنو إلى الوحدة المجتمعية ونيل الحرية والكرامة وتحقيق استقلال البلاد بشكل كامل بعيداً عن جميع الأطراف المعادية التي سعت ولازالت لإضعاف هذا البلد الفذ وتقطيع أوصاله ونهب خيراته كما أسلفنا.
وبعد مضي نحو (16) عاماً من الانهيار السياسي والاقتصادي والمجتمعي في البلاد في أعقاب الاحتلال الأمريكي – الصهيوني – الإقليمي للعراق، انتفض ابناء العراق الأصلاء في مطلع تشرين الأول 2019م لكرامتهم ولاستقلال بلادهم بوجه الطغمة الفاسدة التي تسلطت على رقاب الشعب والبلاد من خلال الدعم الأمريكي – الإقليمي لترسيخ وجود هذه الشرذمة السياسية فاقدة الكفاءة والأهلية والمواطنة، مطالبين بالتغيير الشامل لمجمل أوضاع البلاد من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتخلص من التبعية الخارجية، فضلاً عن التدخل الإيراني المباشر في شؤون العراق الداخلية، ومصادرته قرارات البلاد في الشؤون الخارجية بما يخدم توجهات النظام الإيراني ونفوذه داخل العراق من خلال عدة مسميات وغايات باتت معروفة للقاصي والداني.
وبتسارع وتيرة الأحداث السياسية والاجتماعية وتطور ثورة الشارع العراقي، انتبه العالم أجمع إلى مفهوم المواطنة العراقية ووحدة وتلاحم المجتمع العراقي بجميع أطيافه لتحقيق الانتصار واعلاء شأن بلادهم “العراق العظيم” وإعادته إلى سابق عهده موحداً عزيزاً قوياً مقتدراً وسط أمواج عاتية تحيط به من كل جوانبه ، سعياً من ذلك المجتمع الحي للرسو بالبلاد نحو بر الأمان.
لقد أثبت العراقيون بمختلف توجهاتهم ومكوناتهم تمسكهم بالمبادئ الحية التي تجسد وجود عراقاً موحداً وقوياً ، كما تجلت صورة واضحة المعالم عن ذلك المجتمع العراقي الرصين، تمثلت في الثبات والرسوخ على الحق في مواجهة أعتى طغمة سياسية منحرفة فاقدة السيادة والقرار أسهمت ولاتزال في عملية إضعاف البلاد ونشر الفوضى في كل ركن من أركانه.
ومن خلال متابعتنا الحثيثة للأحداث بشكل مباشر أو عن طريق وسائل التواصل المعتمدة والموثوقة، نجد أن العراقيين ماضون في تحقيق هدفهم المنشود المتمثل في الحصول على الحرية الكاملة، وتثبيت دعائم استقلال البلاد، وتنحية الدخلاء وطردهم ومحاكمتهم بتهمة خيانة الوطن، وتحديد مفهوم حكم الشعب، والمضي قدماً في إنجاز دستور يضمن حقوق الجميع ويحفظ كرامة العراق أرضاً وشعباً ومقدرات ويرسخ استقلال البلاد، ورفض كل أنواع التدخل الدولي والإقليمي، وفرض سيادة القرار السياسي العراقي الحر.
حفظ الله العراق وشعبه العظيم .. والنصر قادم لا محالة بهمة الغيارى والأبطال من ابناء هذا الوطن المعطاء.. والرحمة والخلود لشهداء العراق الأبرار ممن ضحوا بدمائهم لرفعة هذا البلد وتخلصه من التبعية والظلام… والله أكبر وعاش العراق من أقصاه إلى أقصاه.
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل