
” متاهة أولى”
أطلقتْني يدُ الإلهِ
سهماً طائشاً
اخترقَ أحشاءَ أُمّي
قبل أنْ ينفذَ
إلى العدم
يدورُ حولَ نفسهِ
هاذياً
لا يهتدي إلى مسار
يتوقُ الى هدفٍ
يعانقُهُ
والكونُ لا يني
يُعيدني إلى ضياعي
كلَّ صباح
” متاهة ثانية”
هل لي بفنجانِ قهوةٍ
يعيدُ لعالمي توازنَهُ
ويخلعُني من هذا الدّوار؟
ثملةٌ أبديّةٌ
بهذا الكونِ الفجّ
لا أنتشي بهِ
ولا أصحو منهُ
أبداً
“متاهة ثالثة”
كلّنا أغرابٌ يا صديقي
المواطنُ الصّالحُ بين الفُسّاق
والطّفلُ المتشوّقُ لمعرفةِ الإله
المرأةُ الّتي أنجبتْ
وتلك الّتي عاقَرَتِ العقمَ
برغمِ كراماتِ الأولياء
العذراءُ والبغيّ
المؤمنُ والكافرُ
المثليّ والمُنصَهِرُ في أُنثاه
الموتُ كائنٌ منسجمٌ مع ذاتِهِ
والباقونَ لهُم
فيضُ هذا الاغتراب