
السّتّونَ والأسئلة
اللّيلةَ
تلوذُ بأفياء بستانِك التّاسعِ والخمسين
كطيرٍ منفِيّ
تتعجّلُ في السّباق
ترهقُ قلبَك الأسئلة:
كيف تمضي السّنون هكذا ؟ّ!
كيف تأتي وترحلُ بغتة ً ؟!
……..
اللّيلةَ
تدخلُ عمراً آخر
بينك وبين الأمسِ مرايا دمٍ ورماد
روحٌ تتحلّقُ في المدى طفلا
وقلبٌ في السّما طيرا
نجماً .. تحت القمر
أنت تحتفي اللّيلةَ بالسّتّين
بين نزيفِ الدّوالي والسّكّرِ والضّغط
وروحُك لم تفقدِ البوصلة
فكيف مضتْ هذه السّنون
وجئت توقِّع عُمراً جديداً لترحلْ
فهل جاءَ وقتُ العبورِ الأخير؟!
بلا وداعٍ …
وصرتَ ترسمُ وجهَـكَ على بابِ الرّحيل
وتحتالُ على الموت
لتمضي إلى السّتّين
تبحرُ في سانحاتِ اليمام
تدورُ مضرّجاً بالأنين
وأمواجُك تغلي
تفور …
إلى أينَ تعلو؟
وتغلي …
باللّجاجاتِ … بالغوايات
تدور … تدور
وترقى إلى طيّباتِ الوجدِ
دون شعور
تغنّي وتمضي
……..
ها هما العقربانِ، عند الثانيةَ عشرةَ
يتعانقــــــــــان
تدقُّ السّاعةُ الآن
يملأ صوتُها الحجرة
لتعلنَ بدءَ عامِك السّتّين!!
هو الوقتُ الآن سيفٌ ونَصْل
وصوتُ دقّاتِها يُرعبُ حتّى الجدران
وأنت لمّا تزلْ نهراً يَعشقُ أن ينداح
يَضيق بأغلالِ الماضي
يخلطُ العمرَ بالأسى
الهوامشَ بالمتون ..
فماذا بعد الخمسين، وماذا تضمر السّتّون؟؟
أتبتغي الإبحارَ في أبد الحلم؟
وهل أبقيتَ للآتي شِراعاً
في مدائنِ الجنون
الّتي دخلتَها مؤخّراً؟
وهل نسيتَ عند أرضِكَ الدّروب؟
والمفتاحَ والسِّراج؟
ها هي السّاعةُ دقّت
بدأ العام السّتّون
تُغادرُ حقبتَك الأولى
فليس من عادة العام أن يخلفَ موعدا
لا يُماري أو يُهادِن
……….
يا عامي الجديد
ذا قلبي سقفٌ دونما سَند
مُسمّراً على جدارِ اللّيل
يعيشُ غربةَ المكانِ من سنين
يعيشُ غربة الوطن
لم يبقَ في خاطِره سوى
أحلامِه الّتي انتهتْ لسلّةِ الخريف
دونما أمل
……..
يا دورة الحياة
لا تتركي من طارَ به لاعِجُ الحنين
للموطنِ الجميل
يُجدّدُ الحياةَ والألحان
مُستذكراً تشرينَ أو نيسان
لا تتركيهِ في مجاهلِ الحرمان
يذوب في السّؤال
تصدّه العيون
دون أهلٍ أو أمان !
لا تترُكيهِ في فزع !
لا تتركيهِ بين أشكالِ الوَجَع
مُحاصَراً بالقهرِ والسُّيوف
يا ليلةَ العام الجديد
أصيحُ بالّذي مضى
في وجعِ الأسى
أصيحُ بالذُّلِّ الّذي أتى
بالقهرِ، بالشّوقِ، والألم
أصيح بالذّلِّ الّذي مَضى
بالجسدِ النّازفِ يدعو للوطن
فبين حُلمِــيَ القديمِ والجديد
وجُـرحي القريبِ والبعيد
أشياءُ لا يُزيلها الزّمن
يا أيـُّها العامُ الجديد
تعالَ نفرشُ المُنى ، كما أريدُ أو تُريد
تحمِلـُها السّتّون بيننا
من أجلِ أن يبقى
في دمعِنا الغزير
أو دمِنا الهَتون
شيءٌ من الإنسانِ
شيءٌ من النّارِ
شيءٌ من الوطن !!
البوصلة …
يَدي على الشّراع
أسفُ خُوصا أخضرا
وأمنحُ الوداعَ
حمامة ً….
وأمنحُ النخيلَ دمعة ً
ونظرة ً ….
وزهرة ….
لكننّي
كعادتي
أعودُ
دائما
في كُلّ مَرة ٍومَرة
بخافقٍ مُلّوعٍ
وبَوصلة
تُشيرُ دائما
نحو(الجنوب) أو
هلالَ البصرة.
The Compass Translated by Nadia Khawandanah Sailing, Weaving green palm leaves, Bidding farewell, To a dove, And a tear, For the palms, A look, And a flower. Nonetheless, I come back; Compulsively, Continuously, Every time, and more times, Bearing a yearning heart, And a compass, Southward; Forever pointing, To Basra Crescent.---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل