
احترقت عيني وأنا أتخيّلك
تعبر ساحة الطيران*…
رأيت يماماً محلّقاً ونوارس وأمنيات
كنت أحدّق في قدميك المسرعتين
ويديك اللتين تصوّران مراوح في الهواء
المسافة كانت تختزلك وأنا لا ينصفني المكان
المقهى الذي تنتظرنا كراسيّه
يتردّد فيه صوت أجشّ مغمس برذاذ دجلة:
مالي شغل بالسوق
مرّيت أشوفك
ستدخّن النارجيلة كعادتك وأنت حزين النظرات
عندما تلتقي أعيننا
تبتسم وتنفث الدخان في السقف
المخطوط الذي يلازمك دوماً
ملفوف كعجوز قصب
تبسطه بعصبية وتقول:
سأضيف القصائد القصيرة فقط
لم يعد للناس نفس حتى يلتهموا المطوّلات
تضحك وترفع الصفحة إلى أعلى
يعانقها الضوء وغبش السجائر
هذي قصيدتك، اسمعي!
لن تحترقي بعد اليوم إلّا في صدري
لن تنزلي أبداً من معاريج أضلعي
شعرك أكاليل من شجر استوائيّ وعيناك بحيرات
فوسفور
لا، لا تمتعضي. سأعدّلها
وتصبح شجرة سمّار العاشقين
والنار التي بيننا لا تنطفئ …
كنت أبحث بين طرق القيامة عنك
لا شيء يدلّ على شيء
لا صوت إلّا استكانات الشاي وهي تمزّق الفضاء
عجوز تلتحف عباءة رماد
تجمع دقائق من الفجيعة
عربة تدور عجلتها في الهواء
وأصابع متفحّمة ترسم علماً ينزف
كان لا بدّ أن أعبّر حتى أنتظرك هناك
مع أنّي
مالي شغل في السوق
لكن مرّيت أشوفك …
*ساحة الطيران في بغداد إثر الانفجار في كانون الثاني (يناير) ٢٠٢١
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل
التفجير عمل ارهابي وسلوك عنف وحشي, ولكن الشاعرة رسمت صورة في غاية الرقة لمن يفقد عزيزاَ ضاعت اشلاؤه فاستبدلت دخان السكائر بسخام التفجير…..جميل جداَ