
من الأخطاء الّتي شاعت في اللّسان العربيّ استخدام بعض الألفاظ في غير دلالتها وهو أمرنلحظه كثيراً في لغة الإعلام المقروء والمسموع حتّى أنّ الكثير من المفردات باتت تحمل معنى اصطلاحيّاً بعيداً عن معناها في المعاجم العربيّة. من ذلك استخدام لفظة (مثابة) بمعنى (منزلة) وهذا خطأ لا تكاد تسلم منه وسيلة إعلاميّة. ولو بحثت في المعجم عن معنى مثابة لوجدتها تعني البيت أو الملجأ، أي الموضع الّذي يُثاب إليه، و قد تعني مجتمع النّاس وتعني الجزاء، ولن تجد لكلمة مثابة أو ما يشتقّ من جذرها المعنى الّذي يدلّ على المنزلة والمكانة1المعجم الوسيط فقولهم: “يعدّ هذا العلاج بمثابة دواء سحريّ” خطأ صراح والأولى أن يقولوا: ” يعدّ هذا العلاج دواءً ناجعاً”.ومن الخطأ استخدام كلمة (اعتبر) بمعنى (عدّ) فالاعتبار لغةً يعني الفرض والتّقدير كما في قولنا: “هذا أمر اعتباريّ” أي مبنيّ على الافتراض والتّقدير، وتعني أيضاً الكرامة كما في قولنا: “أهل القدس ردُّوا الاعتبار للأمّة باستبسالهم”، وتأتي (اعتبر منه) بمعنى (تعجّب)2 القاموس المحيط .ومن معانيها الأخرى (العبرة و العظة)3المعجم الوسيط وهو معنى قوله تعالى في سورة الحشر: { هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} صدق الله العظيم. و لم ترد كلمة (الاعتبار) بالمعنى الّذي راج مؤخّراً أي (عدَّ)، فلو أنّك قلتَ:”يُعتبَر التّطبيع مع العدوِّ خيانةً” فهو استخدام لم يرد في اللّغة والصّواب أن تقول:” يعدُّ التّطبيع مع العدوِّ خيانةً” ، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
.1. المعجم الوسيط
2. القاموس المحيط
3. المعجم الوسيط