
This article provides a general introduction to translation, its importance, types, and errors. It also deals with an overview of the translation and electronic translation of the Holy Qur’an. Global examples of some translation errors and their consequences are also presented.
الملخّص
تُقدم هذه المقالة مقدمة عامة عن الترجمة وأهميتها وأنواعها وأخطائها، كما تتناول نبذة عن ترجمة القرآن الكريم وترجمته الإلكترونية وتعرض أمثلة عالمية على بعض أخطاء الترجمة وعواقبها.
الترجمة وأهميتها:
تعدّ الترجمة من أهم الأمور في علوم اللغة وأصعبها فهي تعمل بشكل أساسي على الانتقال من لغة إلى أخرى باعتماد مصطلحات متقاربة تفيد المعنى ذاته. ويعدّ تحقيق ذلك أمراً صعباً لما في اللغات من اختلافات ثقافية أو تعبيرية يمكن أن تغير الأمر بدرجات فارِقة قد تنعكس سلباً على الصياغة وعلى المحتوى. ويمكن تخيّل حدوث أخطاء الترجمة في المجالات الاقتصادية أو السياسية والأضرار التي يمكن أن تعود بها على الدول أو الأفراد.
تُعدّ حضارة ما بين النهرين أول حضارة بشرية عرفت الترجمة. وفي التاريخ الإسلامي ظهرت الحاجة إلى الترجمة بعد توسّع الدولة الإسلامية، وقد ازدهرت في زمن الخليفة المأمون وكانت مدرسة بغداد (بيت الحكمة) من أهم مدارس الترجمة وأبرزها.
الترجمة في اللغة:
الترجمة نشاط بشري يهدف إلى الاتصال بين الشعوب المختلفة وتفسير المعاني وتحويلها من إحدى اللُّغات (لُغة المصدر) إلى لغة أخرى (اللُّغة المُستهدفة). وكلمة (ترجمة) مصدر الفعل (ترجَمَ) وهي على وزن (فَعْلَلَة) و(التُّرجُمان أو التَّرجُمان أو التَّرجَمان) هو من يقوم بنقل المعنى من لغة إلى أخرى و جمعه (تراجِم و تراجِمة). ومن المفيد الإشارة إلى كلمة مترجِم ككلمة حديثة لا تظهر في المعاجم القديمة تدلّ على الفاعل وتعني التّرجمان.
من أهم أنواع الترجمة الترجمة الأدبية والترجمة الدينية والترجمة العلمية والترجمة الاقتصادية والترجمة القانونية والترجمة الإعلامية والترجمة الفورية. وتُطلق الترجمة في اللغة على معنيين: الأول نَقْلُ الكلام من لغة إلى لغة أخرى دون بيان معنى الأصل المترجَم كوضع رديف مكان رديف من لغة واحدة، والثاني تفسير الكلام وبيان معناه بلغة أخرى. وقد تكون الترجمة ترجمة حرفية أو ترجمة معنوية أو تفسيرية.
ترجمة القرآن الكريم:
تعد ترجمة القرآن الكريم إلى لغات العالم أمراً على درجة كبيرة من الأهمية لما تقوم به هذه الترجمة من تعريف بأصول الدين وبيان قواعده. هناك جملة من الشروط والضوابط التي يجب مراعاتها في عملية الترجمة. وأصعب الترجمات ترجمة كلام الله تعالى، وبخاصة أن اللغة العربية تتضمن الكثير من المترادفات اللغوية التي يصعب إيجاد بدائل دقيقة عنها في اللغات الأخرى. وبعد ظهور “الترجمة الالكترونية للمصحف الشريف” ظهرت معايير خاصة بترجمة النصوص القرآنية.
إن ترجمة القرآن الكريم قد تكون (ترجمة حرفية)، وهو أمر غير ممكن، أو ترجمة تفسيرية (معنوية) تتضمن شرح الكلام و بيان معناه بلغة أخرى دون محافظة على نظم الأصل وترتيبه ودون المحافظة على معانيه المرادة منه جميعها وذلك بأن نفهم المعنى الذي يراد من الأصل، ثم نأتي له بتركيب من اللغة المترجَم إليها يؤديه على وَفْق الغرض الذي سيق له.
نماذج عالمية مشهورة عن أخطاء الترجمة:
الحياة على سطح المريخ:
كان الفلكي الإيطالي جيوفاني شيابارللي (1835–1910) مديراً لمركز بريرا للمراقبة في ميلان وقد لاحظ المناطق المعتمة والمضيئة على سطح المريخ ووجد مجموعة من الخطوط تربط بين مناطق المريخ الداكنة ووصف تلك المناطق بالكلمة الإيطالية “Canali” التي تعني “ممرّات”. تُرجمت كلمة “ممرّات” من الإيطالية إلى الإنجليزية إلى “قنوات”، ونتيجة لهذا الخطأ ظنّ بعض العلماء أن هذه الخطوط قنوات مائية شيّدها (سكّان المريخ)!
أثارت تلك الترجمة حالة من الخيال العلمي. لقد عمد عالم الفلك الأمريكي بيرسيفال لويل إلى رسم المئات من (قنوات المريخ) ونشرها على مدى عشرين عاماً في ثلاثة كتب، كما نشر أحد الكُتّاب المتأثرين بنظريات لويل كتاباً عن سكّان المريخ الأذكياء! وصدر كتاب “حرب العوالم” عام 1897 وفيه وصف اتش جي ويلز اجتياحاً للأرض من قبل سكّان المريخ، ثم صدرت رواية “أميرة المريخ” عام 1911 وتحدثت عن أفول حضارة المريخ واستخدمت فيها الأسماء التي أطلقها شياباريللي على الظواهر المختلفة لذلك الكوكب. ويتفق علماء الفضاء على أنه لا توجد أي قنوات تحمل الماء على سطح المريخ وأنها صنيعة اللغة والخيال المحموم. وقد سمّيّت إحدى فوّهات المريخ باسم شيابارللي تخليداً لذكراه، وورد ذكرها في رواية “سجين المريخ” لآندي ويير.
أخطاء الترجمة في المحافل السياسية:
لقد أدت الترجمة الخاطئة للكلمة الفرنسية التي تعني “يسأل” إلى توتر في المفاوضات بين باريس وواشنطن عام 1830. فقد تَرجمت سكرتيرةٌ رسالة إلى البيت الأبيض بدأت بالجملة: “الحكومة الفرنسية تسأل” على أنّها: “الحكومة الفرنسية تطلب” فما كان من الرئيس الأمريكي إلّا أن تعامل مع الرسالة على أنها تحتوي قائمة من المطالب فتوقفت المفاوضات بين الجانبين ثم استؤنفت بعد تصحيح خطأ الترجمة.
وفي قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي صدر بشأن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية التي احتلتها سنة 1967جاءت الترجمة الفرنسية: “انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية” أما في النص الإنجليزي فإنّ القرار يقول ب: “انسحاب إسرائيل من أراضٍ عربية” دون وجود الألف واللام في كلمة “أراضٍ” وهو ما تذرعت به (إسرائيل) ليكون الانسحاب من “بعض” الأراضي العربية التي احتلتها وليست كلها.
خروتشوف يوضح خطأ بالترجمة بعد سنوات عدة:
في العام 1956 ترجمت بعض تصريحات رئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف (1894–1971) مخاطباً سفراء غربيين خلال حفل استقبال في السفارة البولندية في موسكو و قد جاء فيها حسب الترجمة: “سوف نقوم بدفنكم”! وقد أشعلت تلك العبارة العداء للشيوعية عند الأمريكيين. ثم قام خروتشوف بتوضيح ما كان يقصده بعد ذلك بسنوات عدة إذ قال في خطاب ألقاه عام 1963 في يوغوسلافيا: “ذات يوم قلت: (سوف ندفنكم) وتسبّب لي ذلك في مشاكل كثيرة، بالطبع لن ندفنكم باستخدام مجرفة لكنّ طبقتكم العاملة نفسها هي من ستدفنكم”.
الرئيس الأمريكي كارتر وأخطاء الترجمة:
في العام 1977 قام الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بزيارة إلى بولندا وأصبح مادة للتندر بعد تلك الزيارة بسبب أخطاء ترجمة كارثية. فقد كان المُترجم المُعتَمد (متميزاً جداً) في عمله، وحسبما قالت مجلة التايم فإنّ الرئيس كارتر قال عند وصوله إلى بولندا:
– “غادرتُ الولايات المتحدة”، فترجمها المترجم إلى: “غادرت الولايات المتحدة ولن أعود أبداً”.
ثم قال الرئيس كارتر:
-“أنا سعيد بوجودي في بولندا”، فترجمها المترجم (المتميّز) إلى اللغة البولندية إلى كلام بذيء أثار دهشة السامعين واستغرابهم.
ونتيجة لتلك الأخطاء الفاحشة في الترجمة فقد استُبدِل ذلك المترجم بآخر. وفي المساء كان الرئيس كارتر في مأدبة عشاء رسمية وحضر معه مترجم مختلف ولكنّ معاناته لم تنته هناك، فبعد أن ألقى أول سطر من خطابه توقف كارتر ليواجه صمتاً مطبقاً ثم ألقى سطراً آخر وساد المكان صمت مطبق مرة أخرى، فقد قرر المترجم الجديد -الذي لم يفهم إنجليزية الرئيس- أنّ أفضل شيء يفعله السكوت!
المصادر
“عالم الأخطاء”، د. باسل يونس ذنون الخياط، دار الكتب العلمية، بيروت، 2021.
“الترجمة عند العرب: من عهد الخليفة المأمون إلى مدرسة طليطلة”، مؤنس مفتاح، جريدة القدس العربي، 24 تموز (يوليو) 2013.
“الترجمة، تعريفها، أنواعها، صعوباتها”، مكتبة مبتعث للدراسات والاستشارات الأكاديمية.
“منهجية قياسية لترجمة النص القرآني بدون تحريف”، معهد أبحاث أصول ترجمة القرآن الكريم، 2014.
“Translation: Definition and Examples”, Richard Nordquist , 2018.
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل