Signatures ~ تواقيع

Hani Dalla Ali, Fine-Artist

Hani Dallah Ali

Signatures

I did not choose the place nor the time in which I was born. I did not choose the colour of my skin, nor my culture or religion.
I was born a child who is no different than any other in this world.
A decision is what composed my story, and a decision is a signature inked on paper ((give me my right to be innocent)) so I can live happily.

Signature

تواقيع

أنا لم أختر المكان ولا الزمان الذي ولدت فيه. ولم أختر لون بشرتي ولا نوع ثقافتي وديني.

وُجدت طفلًا لا فرق بيني وبين طفل آخر في هذا العالم. فالقرار هو من صاغ قصتي

والقرار عبارة عن توقيع حبر على ورق ((فأعطوني حق براءتي)) بالعيش السعيد.

التوقيع


What would have Picasso thought?

Media used: Paper, canvas, iron, sculpture and various accessories

Signatures at Orfali Amman, Jordan (from Monday 25/10 – 10/12/ 2021)

وعن الفنّان  والأعمال الفنيّة، يكتب، عاصم الأمير

تواقيع… ومصائر

ثمّة رسّامون يولدون خلسة بعيداً عن الرعاية المخادعة للنقد لكنَّ رسومهم لها القدرة على التمدد والسطوع . في بضع سنوات بدأ اسم هاني دلّة علي يكسر صنمية الأساليب ومن مهجره يكافح لإطلاق منجزه الإبداعي بلا هتاف كاذب جاذباً من هناك هناءة الإصغاء لما يفعله من تحولات بنائية في الرسم إذا ما استثنينا منجزه الإبداعي السابق وتحوّلاته أشكالاً ومضامين فلأنّنا نرى فيها تنصيصاً يسمح له بالقفز إلى متن رسالة الفن الذي يأخذ ويعطي ويهب لنا حرية الاستقبال فيما يقوله هذا الرسام الدؤوب.
  عرفناه في بحر السنوات الماضية برسومه غرينية التّشكّلات وهو الذي نما واستطال فيما حول أعالي نهر الفرات ومن هناك جلب معه اللذائذ وأسرار الرسم.
  تواقيع مَرْتَبة أخرى يصعد بها إلى أسئلة الرسم ليطلقها ثانية تاركاً لنا مساحة شاسعة للتأويل قدر ما تتسع القراءات لمنجزه الجمالي الجديد الممهور بتواقيع مشاهير كان لها أثر في إحداث انقلابات سلبية أم إيجابية في نسق حياتنا المعاصرة. ترى هل ينوي هاني دلّة عليّ استيلاد موضوع رئيس/ ثيمة مركزية تضعنا في لجّة عالم ما بعد الاستهلاك المفعم باللامعنى وجنون الاشهار؟ ربّما!
  تواقيعه هنا دالّة على السيطرة وتقرير المصائر والتوجيه  والمحو الثقافي. لاحظ معي توقيع الرئيس الأمريكي ترامب  وصدام حسين وسواهما في مقابل إعلاء تواقيع أخرى بوصفها رمزاً للعبقرية الملهمة التي جرّت وراءها أجيالاً من الهائمين بسخائها الابداعي. أذكّرْ هنا بتوقيع بيكاسو المهدّد لليقينيات في الفن.
  هاني دلّة عليّ يفتح أفقاً آخر من خلال رسائله البصرية  ولا يخفي جزعه من انهيار عالم أمام عينيه جرّاء توقيع ، وليس العراق وأفغانستان إلّا أمثولة لتواقيع جرفت معها شعوباً نحو الإهمال في مقابل عالم يتشكّل على هياكل شعوب كسيرة.
  في الفن يحدث أن تثار أسئلة كهذه لكن من الوجهة الإبداعية ليس هذا كل شيء، ففي الفن معادلاتٌ تعيد التوازن للاختلالات الحاصلة في عالمنا المعاصر وتصبح الفنون فضاءات للتحريض على الهوية التي تقف على النقيض من الأمركة التي ترى فيها وهمَ الخصوصيات. يتبع هاني دلّة عليّ نسقا أخلاقياً مضاداً ومن ثمّ جمالياً في سياق تجربة تنمو على مهل ويسعى إلى تحويل البياض إلى لغة يحدث أن تلقى استجابة جرّاء براعة الأبنية الخطية التي تشيّد وراءها عالماً شديد الحميمية والتماسك لكنّه مجرد من اللوازم الشخوصية التي عرفناها في تجارب سابقة ، لكأنّه يطوي رزمة من العلمولوجيا/السنتولوجيا المصاحبة لكشوفاته البصرية حين كانت الأهوال وتقلباتها قد دفعت به إلى المهاجر. ثمة نمط من الانشغالات يدفعه إلى مراجعة سيرته في الرسم ولو من وجهة لا موضوعية، كما هي الآن، حيث يشاغل الخط زحمة الخطوط الأخرى مشكّلاً خرائط من التواقيع تنسج مع بعضها علائق خطية تجذب معها جواً من الدينامية والجمال، ومعها نزداد اقتراباً من جوهر فعل الرسم الذي يُوَلِّد من تلقاء نفسه قوة محركة تجعله مفارقاً لما هو خارج البياض.
  ما بين المغزى الكامن وتلقائية التراكيب يهبنا هاني دلّة عليّ شبكة من الجماليات مع لذة الإحساس بقيمة الفن حين يمضي حاملاً أسرار أسئلته  وحلوله الجمالية المفترضة. ومن داخل جغرافية البياض يحدثنا الفنان هذه المرة بلغة أقل كلفة وأمضى حضوراً في بث الرسائل التي تغذي النص وتمنحه كفاءة في التراسل. في النحت يسعى دلّة عليّ إلى إعلاء خسارات الطفولة من خلال لوحة شخصيّة/بورتريه لطفل نسيَ تاريخه خلفه وأمسى كتلة تستعدي الرثاء كضحية. ما يثير في موجة رسومه أيضاً انزياحُها أبعد ممّا مضى إلى روح الرسم بعد أن كان الفنان فيما سبق يجلب معه عوالق الماضي ويذهب بها إلى فضاء الفن كنوع من نزعة استدعائية كثيراً ما ترافق جدل الرؤية.
  رسومه هنا أكثر حذقاً وأقلّ صورية  وأعلى دلالة ومعها تصبح قنوات الاستقبال مرنة تفتح نوافذ تجعل من الفن واسطة بمقدورها الوقوف ضد التواقيع الأجيرة والعصابية والمحبطة لأحلام الشعوب.
  تواقيع هاني دلّة عليّ -ببساطة- تزجّ الفن في حياتنا المعاصرة المدلهمّة والمحاصرة بالفجائع.




---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply