الفندق 

حارث عبود

سأل الطفل أباه وقد جلسا على صخرة في مخيم للمهجّرين: 

  • ما معنى كلمة فندق يا أبتي؟

قال: 

  • الفندق مكان يقيم فيه المرء بعض الوقت للقيام بعمل ما عندما يكون بعيدا عن وطنه؟

قال الطفل: 

  • نحن نعيش في مدينتنا ، لكننا في هذه الخيمة خارج بيتنا منذ دمر الأعداء المدينة، فهل نسمي هذا المكانَ فندقاً؟

أشاح الأب بوجهه بعيدا ليخفي دمعا غالبه، ثم عاد ليقول:

  • الفندق يا ولدي مكان يختاره المرء طلبا لراحته، وهذه الخيمة ليست فندقاً، لأننا مكرهون على العيش فيها بعيدا عن بيتنا.

قال الطفل: 

  • أولاد جارنا السابق يا أبتي يسكنون بيتا كبيرا في بلاد بعيدة، فهل نسمي ذلك البيت فندقاً؟ 
  • يا ولدي، لقد اشترى جارنا بيته في تلك البلاد وطنا له، وجعل بيته هنا في بلده فندقاً.

قال الطفل: 

  • لماذا فعل جارنا ذلك؟ لماذا اشترى بيتًا في مكان آخر وجعل بيته هنا فندقًا؟

لم يجب والد الطفل عن السؤال، وحاول تغيير دفة الحديث، لكن الطفل بادره بالقول:  

  • لقد ضيعتني يا أبي حتى لم أعد أفرق بين الوطن والخيمة والفندق!

تمتم الرجل وهو يشد ولده إلى صدره بحنو: 

  • غدا يا ولدي، ستدرك كم غيّر الناس جلودَهم، وكم غيرَت معانيها الأشياء. 
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply