حين تبكي الأشجار

عبد المنعم حمندي

لوحة زينب عبد الكريم

صَرختْ دمعةُ حزنٍ من عيني عمّتك النخلة 
وبَكى حجرٌ
من وقعِ المأساةِ  على الناسِ 
وظُلم الناسِ لوردِ الآسِ
....
أزرعُ صبري شجراً بريّاً في مدنِ الملح 
تبكي الأشجارُ الأصلبُ عوداً 
ويذوبُ الصخرُ كما الثلج من الهَوْل 
هل تبكي الأشجار؟ 
أضحى الخوفُ مطراً يسقي العشبَ 
ويشذبهُ تلميذاً في  مدرسة الموت 
يتخرج فيها فتيانٌ مجبولون على الغدرِ
يا .. كم أتمنى ..
كم تتمنى لو أنَّك صخرةُ بحرٍ
يَصْفَعكَ الموجُ   ولا تدري
أو أنّكَ مقدودٌ من صخرِ
أبكمُ ، أعمى من صممٍ
لاتفقهُ شيئاً حتى يتعتقَ صبركَ 
يافجرَ أفانين القَدَرِ المصلوبِ 
على الصبرِ
فإلامَ ينوحُ النَوّحُ
بأرضٍ تقترحُ الحزنَ
وتجترحُ القبرَ من القبرِ؟
ياقهرَ الفادين  
هل تدرك قهري؟
مَنْ أسبغَ نعماءَ دموعٍ
أسخى من وجع النهرِ؟
مَنْ غيرُك يا وطني
َ مكسورُ الظهر
ومذبوحُ النحرِ
مَنْ غيرك؟
.......
هل أدفنُ موتاي بصدر الريح 
أم أنَّ بريق الرعد نذير  الشؤم؟ 
أضغاثُ تمضغُني 
وكوابيسُ الخوف تنام معي 
أو تصحبني
نحوَ عواصفَ هُوجٍ 
وغياهبَ شتّى
وما في الحُلمِ سوى جُرذٍ 
بل جُرذان بجسم الفيلِ 
تحملُ أثداءً يرضعها الكبتُ 
ليقرُضَ كَبْتاً
هل نزل الطاعون بنا؟
أم صور الماضي بغول الحاضر حربٌ 
تتغوّلُ في حربٍ أعتّى؟
يا للغابِ! كم من شجرٍ
بغصونِ آفاعٍ
تعصرُ ما افترسَ الأمسُ
بضغائنَ تختزلُ المَوْتى
تتربصُ بالرعب
وتنزلهُ بيتاً..بيتا
والخوفُ هواءٌ 
نتنفسُ فيه ظلمتنا ..
وطريقُ الليلِ طويلٌ 
يرسمُ هيأةَ فجرٍ 
لا تعرفُ كيف يتم بزوغ الشمس 
بأي غروب ، تسطعُ .. يَمْتَه؟ 
يتماهى في النهر سوادُ الحقدِ
حتى جزعَ  الطاغوت 
أوشك أن يأكلَ لحمَ بنيهِ   
ليفترع الجبتا
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply