Reality in a Surreal World ~ الواقع في اللا واقع

May AL-ISSA

Whispering Dialogue goes from strength to strength, and is now in its fifth year. As an e-journal it is fully endorsed and archived by the British Library,  and can be used for reference (as a valuable resource) in Reading Rooms for studies and research all over the world. My wonderful colleagues and I take the opportunity to thank everyone who contributed to its public launching since  January 2018, and all those who collaborate to ensure future success. We cover different issues through carefully chosen themes and aim to shed light on events and trends worldwide. 

We have also arranged zoom forums which will continue to host intellectuals, poets and writers for fruitful discussions around the world.  

Currently, in “Reality in a Surreal World,”  we focus on the intellectual and the role of the intellectuals in the world focusing on some issues facing them directly and indirectly. 

British Library Reading Room, St pancras

 ميّ العيسى


وإذ تحتفي (همس الحوار) بعامها الخامس وبنجاحٍ باهر، تتقدم هيئة التحرير بالشكر الجزيل لكلّ من ساهم بهذا النجاح عبر كتاباته وبحوثه وفنّه الرصين المؤرشف في المكتبة البريطانية وليكون مصدراً مهمّاً للدراسات حول العالم إذ أنّ بالإمكان تصفح (همس الحوار) في صالة القراءة Reading Room المتخصصة بالبحوث والدراسات للمكتبة البريطانية.

نستمرُ مع الندوات والمناقشات وإلقاء القصائد والقصص القصيرة جداً عبر منصة زووم الإلكترونية Zoom إثر صدور كلّ عددٍ جديدٍ منها. 

هذا هو الجزء الكبير من الواقع الذي نعيش بعيداً عن اللا واقع على الرغم من أنّ محورنا يناقش “الواقع واللا واقع” فبينهما عالمٌ نعيش حتى يتمازج الإثنان ونحن بينهما إمّا نتيه فيهما أو نعلو بأحدهما.  

ضمن هذا المحور، طرح الدكتور علي حرب تساؤلاً تمخّضَ عن تساؤلاتٍ تخصّ المثقف العربي في المغترب: ما تحقق من أمانٍ وما الذي نُقلَ من حضارة بلاده إلى ديارٍ استوطنها!؟

في باب المقالات والدراسات، سُطّرت أوراق الكتّاب المشاركين بالندوات التي استمرت لأربعة أسابيع بتقديم الإعلامي فكتور دياب من كندا. تعددت الأفكار متقاربةً حيناً، متباعدةً حيناً آخرَ تبعاً لتجاربٍ مرّ بها من مرّ وعايش مشاكلها مَن عايش ويعايش. 

“الحِراك الثقافي العربي في المهجر- آفاق ومستوى النجاح والإخفاق”

لن أعرّف المثّقف ولا الثقافة هنا، فلكلّ وجهة نظر تُحترم. إنّما أتحدث عن تجربة في انكلترا مما أعاصر. لا يزال المثقف العربي “يتعثّر” رغم المجالات الواسعة في عاصمة ثقافية تضاهي باريس بل وتسبقها حالياً إذ تتعدد فيها الدراسات بكافة مجالاتها الأكاديمية من الدورات البسيطة إلى أعلى الشهادات، إلى المسارح شكسبيرية كانت وسواها والغنائية والمترجمة عن الفرنسية إلى المعارض الفنيّة المرموقة بأشكالها، رسماً ونحتاً ومجوهرات وسجّاد مستوحى من الشرق أقصاه ومتوسطه وأدناه وإلى الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة وحتى إحياء الفلامنكو الإسباني.

في خضّم هذا وذاك، أين نحن؟

نعم، أسس بعض المثقفين فرقاً عربية للموّشحات والأغاني الفلكلورية وآخرون معارض فنية بيد أن تفاعلاتها ضمن الجاليات العربية وحسب أو الفئة الواحدة و”كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (القرآن الكريم، سورة الرّوم- ٣٢)”. نادراً ما تُعرّف إلى البريطاني الأصلي، فالبريطاني لا يعرف سوى قصص اللجوء، بل ونادراً ما يعرف الحقيقة، على العكس من غيره من الاكاديميين والنشطاء. أمّا المطاعم فباتت الأقرب بمأكولاتها لهم، فهل أنّ أقرب الطرق للثقافة العربيّة هي البطن البريطانيّ الغربيّ! ويا ليت المطاعم والقهاوي كتلك التي عرّفها لوركا، الشاعر الإسباني،  في قصيدته قهوة كانتانته Café cantante، والتي اقتبس اسمها الإسبان لتكون منتدىً شعرياً مهمّاً، وعلى غراره مقهى لندن الشعريّ Poetry Café.

في عاصمة معرض الكتاب العالمي الأول، لندن، London International Book Fair، أين الكتاب العربي؟ أين الثقافة والعلم والهندسة والكيمياء؟ جميل أن نرى وللمرّة الأولى أنّ معرض الشارقة من المشاركين لهذا العام ٢٠٢٢. 

لن أقول (كنّا) ليستهزئ من يستهزئ؛ بل أسأل بإلحاح: ولِمَ لا؟ ولِمَ لا نعيد إحياء تراثنا وعلمنا دون تعددية الأحزاب والأديان وما بينهما تلك الـ(أنا)؟ تلك الأنا التي تلغي المرونة في التعامل مع النظير والندّ. نتعلم من بعض وعن بعض حيث تجتمع الجاليات العربية. ألا يحقّ لنا إنماؤها وتقديمها إلى المثقف الأجنبي والقارئ الانكليزي؟

فرحتُ شخصياً حين نلت شهادة أكاديمية أخرى من كيمبردج عن التحليل الأدبي والنقد، ليس فرحاً بالشهادة فحسب، بل فرحاً بما قرأت عن أدب القرن التاسع عشر الإنكليزي أو إعادة النظر فيما قرأت سابقاً وبتحليل أعمق. كان في (فرانكنشتاين للكاتبة ميري شيلي، ١٨١٨) Mary Shelly, 1818, Frankenstein الأثر كلّ الأثر عن العِلم العربي والفلسفة، فلسفة الخَلق والأديان التي تناولتها الكاتبة كما استفادت من تركيبة الأدب العربي لتلّقحها فيه. الفلسفة التي مُحيت من الأفلام لتحلّ محلها تفسيرات مشّشة لأسبابٍ سياسية وسواها. لم يقتصر القرن التاسع عشر على الإشادة بأدبنا بل تعداه إلى نهايات القرن الماضي ككتاب أنجلا كارتر و(ليالٍ في السيرك، ١٩٨٤) Angela Carter, 1984, Nights at the Circus، كمثالٍ على سبيل المثال لا الحصر. 

وإذا تركنا الدراسة خلف أسوار الجامعات على الرغم من أنّها اخترقت تلك الأسوار الحديدية والحجرية إلكترونياً كما اخترقت مواقع الاتصال الاجتماعي حياتنا من خلال تلك المواقع. تعرفنا أكثر على الكتّاب والأطباء والمهندسين وسواهم من الطلبة وبكافة المستويات ممن ولدوا بالخارج أو لجأوا إليه. رأينا اللغة العربية ينحدر مستواها في النحو والبلاغة (إلّا ما ندر) ويماثله ممن يغيّر جلدته ليكتب بانجليزية ركيكة كما يكتب عربيته! أفلا يحقّ لبرنامج (افتح يا سمسم) وسواه من البرامج التعليمية أن يُعاد، ولو بصيغةٍ محدّثة، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر منصات زووم الأكاديمية وغيرها وبأسلوبٍ محبب يجذب الصغير والأكبر ليتطلّع عبره على اللغة العربية، والقصص الفلكلورية.؟ وبالطبع، للأهل الدور الكبير الهامّ في التحدث بلغة الأم، كلهجة محليّة، وتعريف أبنائهم على العادات والتقاليد التي لم يبقَ منها سوى الأرغيلة في المقاهي العربية!

نتمنى.. ونتمنى.. ونتمنى أن نستفاد من تجاربنا المريرة وتتعلم الأجيال القادمة كلّ ما هو جميل عن ماضينا الراقي. 

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply