خماسيّة تشبهُني جدّاً

علي السوداني

سوء حظ فقط

أكاد أسمع لهاثه وهو يمشي خلفي بزقاق طويل ليس له فم . لم أكن أتنبأ بطعنة خنجر مباغتة انزرعت فوق ظهري المستقيم وجعلت دمي يسيح حتى العصاعيص . إلتفتُّ فوجدت وجهاً  عتيقاً وضحكة مكتومة . قلت حتى أنت يا صاحبي؟!

قال رأيت ذبابة لعينة تدب على قميصك الأبيض وخشيت أن تترك برازها هناك، فعاجلتها بطعنة ففرت وصار منام النصل ظهرك أيها الدرويش النبيل !!

جدتي البديعة

حلّت برأسي البارحة جدتي البديعة حيهن صالح . هي لم تكن شاعرة لكنها كانت تحفظ الكثير من الشعبيات الراسخات بباب النعي والشجن اللذيذ والعشق الأول الذي يشبه بقايا حناء بخاصرة كف ، وأيضاً بعض الطقاطيق الهابطة من رازونة الطرفة والملحة التي لا تخلو من مفردات صادمة تجعل مجلس العائلة يسبح بمستنقع ضحك عظيم ، ويتحول أبي إلى فوهة بركان تغلي بطنه ولا ينفجر .

عبود

أما عبود أبو لعيبي فلقد كان المضمد والمداوي الماهر الطيب الكريم بقطاع ستين بمدينة الثورة ببغداد العزيزة . كان زارق أبر بيد خفيفة رحيمة وشافي أمراض أُخر . أظنه قد رأى كل مؤخرات الرجال والنساء والأولاد هناك . البارحة أيقظ ذاكرتي وقدرت أنه قد مات .

دفتر أبي

أعلم أين أنت ذاهب يا أبي

قد تكون وجهتك المتنبي والسراي

ربما بعض دكاكين غاطسة بنفق الرصافي

أشك أن تكون رحلتك الى عقد الجام وسوق الصفارين والشورجة

ظهرك مكسور يا أبتي كأنك بغداد قبل أن تمشط شعرها على شاطىء دجلة .

هو وأنا

هو يشبهني . جدُّ يشبهني . التطابق مطلق . لحيته بيضاء ترفرف على وجهه الذي صار تمام وجهي . نركب سيارة فيطلب منا الجابي أُجرة كائن واحد فقط . نفس الأمر يحدث عند نزولنا بمطعم ومشفى ومقهى وحانة وفندق ودار وحلم ولباس . ضقت به وضاق بي فلا خلاص ولا منجى . سأقتله الليلة .

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply