عثراتٌ واختناق… وكلمة

نيسان سالم رأفت

الطقس اليوم  صامت عندي.

والأحاسيس كأنها شاهد على ضريح.

كتبت الكثير من النصوص 

لكنني أخاف  نشرها.

حين قمت بمراجعتها وجدتها أشبه  بيوميات الحِداد. 

٠٠٠٠

تعود الحزن إفساد صريح للروح 

أنني أختنق من غابة الأحاديث المتكدسة في صدري وما من أحد يسمعني. 

رغم أني صرت أماً للكثير من الوردات والنباتات التي غدت تحمل الكثير من ملامحي 

٠٠٠٠

أعترف وبخجل كامل النضوج 

لست من أصحاب المعجزات 

لا أمشي على الماء ولا أبرئ الأكمه

 تحرقني النار ويشفيني الحُب 

أمرأة عادية للحد الذي يجعلك لا تنساني لحظة عبوري  من جانبك. 

أدين للعالم بالكثير أدين للقدر باحتمال لا يقرُّ به العقل 

ولك أن تتخيل إن وضع جبل على كتفي يمكنني من السير دون أن تلحظ  انحناءة  الآه على قامتي.

  أتسلق بعضي إذا لم يُسعفني طولي لرؤية ما خلف النَّافذة.

لم أتعكز الآخر مهما طال الطريق وبعدت المسافة

ببساطة أنا أمرأة أعشق جلادة روحي الأنيقة.

٠٠٠٠

رغم عثراتي الكثيرة ورغم يقيني بأن قبري سيكون في باطن الأرض 

لكنني لا أتخيل أن يموت بداخلي الإحساس وتحجب عني السماء.. 

إلى أين سأطلق نظراتي؟ 

كيف سأنفق تعجبي الذي أحمله منذ الصِّغر؟ 

على أية عتبة أُخرى ستموت دهشتي تعبًا؟

أُحصي خساراتي وما تبقى في جيبي من ورقات التجربة المتهرئة أعدها كآخر خطوات يمكن إنفاقها في عالم لا يسأم وجع الأحذية.

ها أنا أتنفس دونك يا شبيه الريح 

قد أوشك على الإفلاس 

وتغدو السماء في عيني المُفردة ورقة زرقاء مفرغة. 

وبدلًا من الجلوس على المقاعد التي تتسرب عليها حياتي سأخرجُ خلفها، سأركضُ بنفس سرعتها. 

ستعرف بأن كل سعاة البريد خائنون ما من رسالة واحدة تصل على حقيقتها

أشك بأن اللغة خائنة أطعنُ في مصداقية المعنى الذي ننظر إليه من البعيد المُطلق أو أننا ببساطة لا نتحدث اللغة ذاتها.

لم نؤد المعنى الواجب علينا تجاه بعضنا البعض…. 

لننتزع اللوم عن أنفسنا 

 أنه خطأ اللغة ليس بيننا من خائن.

٠٠٠

 في رأسي تحتشد ألف صورة والكثير من الأقلام والورق لكني لا أتمكن من استحضار صورته ربما لم يرغب بحلم يجمعني به .

كل الاحتمالات تُفضي إلى أحتمال وحيد هكذا أقول لأحارب الحسرة.

أفصل الحروف لأرى كيف تحمل الكلمة كل هذه الأحمال التي  تقلقني .

٠٠٠٠

سيبقى السيناريو  قابل لكل تأويل

 مفتوحا لنهاية مغلقة

أمّا عن الكتابة ذاتها فقد منحتني الإحساس  بالآخر والأنتماء للأنسانية دون أي تحزب أو انقياد لفكر معين.  

إنَّ أهم ما يميز النصوص النثرية أنَّها فن حقيقي قادر على صنع تأثير روحيّ لا يقل عمَّا يحدثه فن الرؤية السينمائية؛ ففي الكثير من المرات وقعت في حب الشخصيات التي كتبتها، لذلك على الكاتب أن يجسِّد ويعيش وينتحل كلَّ نص ويتفاعل معه بشرط أن يتقن  أدواته في مخاطبة  القارئ.

 لطالما  تشاركت الحزن مع كل حدث مؤلم مرت به البلاد لهذا صار أرثي من الحياة ثقيلًا،

وهذا ماجعلني أكتب وأثبت لنفسي أنَّني على قدر العطاء.

كل سنة أقرُّ أمام نساء ذاتي بأنني المرأة التي كنت وما وجب عليه اليوم أن أكون، 

صوت الحق والسلام للناس جميعاً، الماكثة في صدري مع كل الحب الذي تعوم فيه روحي وتحمله للإنسانية وللكائنات وحتى الجمادات التي تعني لي الكثير بارتباطها بتواريخ وأسماء كانت وما زالت تحيا معي بأثرها الروحي.

أعترف أنَّني تحمَّلت عناء الفراق القسري وجرَّبت هذا الشعورلمرات عدَّة لأحداث وأمور ماكان لها أن تحدث، لكنَّها حدثت فكانت الكتابة ملاذاً لروحي وعبوري أغلب المحن لتمنح الآخر شعورًا بالارتياح؛ فعندما تعبر عمَّا عجز عن تعبيره ستشعر بالامتنان لذاتك وشعورك بالآخر حين تكتبه وتصل للمعنى الحقيقي عن مضمون الأدب والثقافة: 

العطاء دون مقابل،

 تحمل المسؤولية حتى وإن لم تكن جزءاً من القضية، والتعاطف الإنساني، 

التعامل مع الاخرين بخلقك  وحب الخير والنجاح للجميع.

أشعر بأني أمتلك طاقة كبيرة وقدرة على تحمل المسؤولية ربَّما لأنِّي أم ولأنِّي مارست الأمومة في وقت مبكر فكنت أماً لأبي، ولعلَّ هذا ما جعلني أهوى الكتابة. 

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply