ماذا لو؟

شذا الخطيب

قبل أن أشرع بكتابة أول عمل روائي لي كانت تسيطر عليَّ الكثير من التخيُّلات، منها ما له أساس واقعي، ومنها تخيُّليٌّ صرف. كنت أرى نفسي في مواقف عدة  تحت سؤال: ماذا لو؟ 

لكنَّني لم أتجرأ على أن أكتب إلَّا بعدما تحرَّرتُ من أن أكون وجهاً بطوليَّاً لتخيُّلاتي؛ وقرَّرت حينها أن أكتب فكتبت. 

الكتابة إثبات للذات، فكيف لو كانت هذه الذات أنثوية في مجتمع ذكوري؟ ربَّما لم تعد الهيمنة الذكورية كالسابق لكن يظل الفرد منا يبحث عن وجوده وسط المعمعة الحاصلة مع تقدم وسائل التواصل إذ تسعى المرأة، تحديداً، لإثبات وجودها بوسائل شتَّى منها مثمرة على المدى الطويل وأخرى هشَّة.

لذلك جاءت الكتابة كإحدى الوسائل في عصرنا الحالي وأمسكتِ القلم كلُّ من لها رغبة في أن تكتب. هناك من أكملنَ المشوار بنجاح وأخريات توقَّفن، بعضهنَّ أخفقن فأعدنَ ترتيب أوراقهنَّ، وأخريات تمهَّلنَ. أضع نفسي بين الحالتين الأخيرتين لأنَّ الكاتب عليه أن يراجع نفسه باستمرار ليرى أين يقف وكيف عليه أن يستمر، لا سيَّما أنَّنا في عالم فيه الكثير من الفوضى سواء في الكتب ودور النشر، وللخروج منها لابدَّ من الوقوف على أرض صلبة من لغة رصينة ومواضيع سردية شيِّقة وجديدة، فضلاً عن التذوق العالي للنص أثناء الكتابة، وهذا ما يفتقده الكثير من الكتَّاب وهناك كتب وصلت إلى  الجوائز وهي تفتقد جمالية النص. 

يسأل الجميع من هو الأقدر على ترجمة مشاعر المرأة، أهو الرجل لأنَّه يستطيع بعاطفته نحوها أن يجرِّدها لتكون عارية أمامه جسداً ومشاعرَ أم المرأة التي تعرف عن قرب تفاصيلها أكثر لأنَّها صاحبة هذا الجسد والعقل وهذه الروح؟ وأنا أرى أنَّ الحكم على ذلك ليس محدَّداً؛ كثيرات هنَّ النساء اللّائي لم يستطعن التعبير عن أنفسهنَّ كما يفعل الرجل، وهناك من الكاتبات من استطعن أن يعبِّرن عن مشاعر الرجل بصدق كبير. 

إذن فالموهبة لا الجنس هي التي تحدِّد الأقدر على ترجمة مشاعر المرأة، فالأدب النسوي هو الأدب الذي يتحدث عن قضايا المرأة أيَّاً كان كاتبه. والمرأة تكتب لتعبِّر عن حقها بممارسة فنٍّ تجيده وتعبر به عن فكرها ومشاعرها ، كما تفعل في أية مهنة أخرى أو هواية بعيداً عن الأدوات والنتيجة.

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply