توحيد الرؤية والمفاهيم لدى الشباب 

أحمد بسيوني 

يمتلئ الشباب بالحيوية والحماس والتطلع إلى المستقبل والتخطيط للنجاح والتقدم في المجالات كلِّها، كما إنَّهم يمتلكون طاقة مهولة يجب أن تستغل وتروَّض بكلِّ ما هو مفيد وجديد، فالشاب يتمتع بالفكر والابتكار والرغبة في التجديد والانطلاق من الجمود والقيود التي قد تحدُّ من مكانته أو إمكاناته وقدراته. فإذا وضعناه في المكان المناسب أدَّى وعمل واخترع وابتكر، وإن أهملناه فنكون قد شاركنا في البطالة وتجعلهم ينشغلون بما هو ليس نافعاً فيمكن أن يتَّجهوا إلى الجلوس في المقاهي التي أصبحت ذات أهمية كبرى لديهم، فنجد أنَّ تجمعهم في هذا المكان يعرِّضهم للقاء شخصيات سيِّئة يتناولون الشيشة وغيرها من المساوئ التي يصادفونها في المقاهي فينتج عنها سلبيات كثيرة من أهمها الهدر الواضح لطاقتهم التي ينبغي أن تستثمر فيما يعود عليهم وعلينا بالنفع. 

يجب علينا كأسر ومؤسسات أن نراجع أساليبنا في تربيتهم وتوجيههم التوجيه السليم ودعمهم بكل السبل والأشكال الممكنة والوقوف على أحلامهم ومشكلاتهم بما يساهم فى تقليل البطالة وتمكينهم من المشاركة الإيجابية لتحقيق أهدافهم ومشاركتهم في الحياة العامة، فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع فمشاركتهم في الحياة العامة أمر ضروري. 

وممَّا لا شكَّ فيه أنَّنا اليوم في زمن السرعة والإنترنت وظهور مواقع التواصل الاجتماعي  في حياة شبابنا وإقبالهم عليه بشکل لافت للأنظار، وأصبحت الشکاوى من الأسر في ازدياد مستمر من سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والجلوس أمامه لوقت طويل ممَّا أثَّر عليهم تأثيراً سلبياً، وجعلتهم يتعاملون مع عالم افتراضي ومع أشخاص غير حقيقيين وهو ما يسميه بعض الناس العيش في عالم الأحلام والرومانسية الزائدة. فبسبب تدني الأوضاع على أرض الواقع لجأ الشباب إلى خلق عالم خاص بهم يرتقي بتطلعاتهم وآمالهم، لذا يتوجب علينا توخِّي الحذر من هذه الظاهرة والبحث لتعرف تأثيرات شبکات التواصل الاجتماعي على تشکيل القيم الاجتماعية والأسرية والآثار النفسية والسلوکية والأخلاقية المترتبة على استخدام الشباب الجامعي وغير الجامعي لهذه المواقع التي تختلف من شخص إلى آخر.

 يتعرَّض شبابنا يومياً لكمٍّ هائل من المعلومات والأخبار، وأغلبهم لا يكلِّف نفسه عناء التأكُّد من مصدرها وبخاصَّة  الشائعات والأخبار المغلوطة الكاذبة التي يتشاركونها وتكون أكثر انتشاراً كلما كان الموضوع مهماً وكبيراً ويشغل حيِّزاً من اهتماماتهم، وهم يتطلَّعون إلى معرفة أي أخبار عن أي موضوع مثير. ويحدث العكس تماماً إذا ما فقد الموضوع أهميته أو كانت المعلومات عنه واضحة وغير محدَّدة فإنَّ الشائعة لن تجد من يبدي بها اهتماماً.

أوصي في النهاية أولياء الأمور بالتقرُّب لأولادهم وتكوين صداقات معهم ومجالستهم ومحاورتهم فيما يعرض لهم من الشبهات الباطلة، وتفنيدها وتصحيحها، وتبصيرهم بخطورة الشائعات والأخبار الكاذبة والصحبة الخفية التي يتعرَّفونها من خلال تلك المواقع. حفظ الله شبابنا وأبناءنا وبناتنا من كل سوء ومكروه.

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply