ميّ باسم الفخري
غريب الدَّارِ
مَن هاجر أهله وأحبابه
وعليه أن يواجه الرِّيح
دائمًا وأبدًا
أمَّا غريب الرُّوح
فمن كان ماضيه
جميلاً وزاهياً بالعزِّ
الماضي الجميل
هو أيضًا بيوتنا
الَّتي هجرناها
أو غادرتنا
هذا الماضي
لن يموت أبدًا
لأنَّه ليس مجرَّد ذكريات
هو حياتنا
بمعناها التَّاريخيّ والوجوديّ
ذكرياتنا الحلوة
تُشعل أرواحنا مثل ألف شمس
ذكرياتنا الحلوة
لمعان أرواحنا وبريقها
ذكرياتنا
أن تملأ حفر النُّدوب أحزاننا
مثل حفنة
من زهور التّوليب
المتجوِّلة في ممرَّات الخلود
باحثةً عنَّا للمرّة الأخيرة.....
يا صديقي
القلوب مخازن .. والذِّكريات بضائع
انتهت صلاحيَّتها لكنَّنا نحتفظ بها
على رفوف الذَّاكرة لأنَّنا دفعنا مقابلها
ثمناً كبيراً
والنِّسيان صعب لأنَّ الذِّكريات عصيَّة على الخروج من الذَّاكرة
نلجأ للتَّناسي على أمل أن نتخلَّص من سطوة الذَّاكرة والذِّكريات
برغم معرفتنا أنَّه أشبه" بمسكن مؤقَّت"
ذاكرتي ناس "عملة نادرة" وسفر وأربع فصول
وطير هجر قلبي وارتحل
سعيدُ حظٍّ ومن أصحاب النَّعيم من يتمتَّع بذاكرة سيِّئة تنسيه المصائب والعثرات، وقلبٍ عامر بذكر المباهج وأيام السَّعادة والاندماج الكلِّيّ في تلك العواطف والذِّكريات الخالدة
هذه الذَّاكرة السَّيِّئة وتعمُّد التَّناسي ضرورة حياتيَّة، فالتَّذكُّر غول يُفسد الحياة ويجعل الإنسان أسيرًا لتلك الذَّكرى السَّيِّئة والحدث المؤلم
يا سيِّد الاوقات
والذِّكريات
تريد أن تعرف معنى جلد الذَّات؟!
أعيدهُ مراراً وتكراراً
فبيتك مزار الضِّيق والآهات
وعلى الرَّغم من ذلك
أزورهُ كلَّما حاصرتني
الدَّمعات
مازال وجهك يا سيِّد الأوقات
برغم الغياب المرّ
بمراره
الذَّاكرة تخون مرَّات
ولكن معك أنت ما خانت ولا مرَّة
ألا يكفيك؟
ياسيِّد الأوقات
...
----------------------------------------------------------------------------------------------
*Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue.
*أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر.
*All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission.
جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل
Like this:
Like Loading...