
My recent works represents the after-ruin (post-ruin). The ruined things in nature excite me a great deal to the extent that they raise curiosity and make me question things in nature.
I needed to come to an answer. I put, therefore, this matter into practice art wise. I found more amazing results than the original work itself.
The aesthetic value is energising. It represents inner messages with many accumulated experiences, amazement and confusion. Combined and coexisted colours reveal something supernatural.
They are like love letters that have never been read.
أياد الجلبي وما بعد الخراب
كانت الأشياء الخربة في الطبيعة تثير فضولي وتجعلني أتساءل في نفسي عنها مما جعلني أطبّقها في أعمالي توصّلتُ إلى نتيجة مذهلة أكثر من العمل الأصلي:
هي عبارة عن رحلة نحو المجهول العميق تتخللها الكثير من الأحاسيس والتساؤلات والإثارة لتنتهي هذه الرحلة مشحونة بطاقة جمالية هي رسائل تخزن الكثير من التجارب المتراكمة والدهشه والحيرة. ألوان مجتمعة وتتعايش مع بعضها البعض. هي كرسائل ر
في معرض أرجنتوي تجلَّى الإبداع العراقيُّ
يقول الرصافي:
إن رمتَ عيشاً ناعماً ورقيقا فاسلك إليه من الفنون طريقا
والفنُّ وحده ينقذنا من الجنون كما تقول غادة السَّمَّان.
وفي نظري إنَّ الفن يشكِّل عالماً مختلفاً عن عالمنا الذي نعيشه، عالماً رومانسياً يختلف عن العالم الحقيقي له مفرداته الدقيقة وشخوصه وألوانه وصدى أصواته المتفردة. هو عالم ما ورائيّ، عالم لا يفنى ولا يموت بل تتجدَّد فيه الحياة بشكل دائم، عالم لا يشيخ ولا يهرم، عالم روحي تتسامى فيه الأرواح لتختلط مع بعضها في روح واحدة لكنها تأبى أن ترتبط بجسد واحد أو تنحسر في مكان واحد في زمن واحد فهو عالم عابر للمكان والزمان، عالم ملائكي بعيد عن الماديات بأشكالها.
هذا العالم الملائكي لا يفهمه ويتحسَّسه إلا من يتحوَّل فيه إلى نوتة موسيقية في سلَّم الموسيقى التي يسمعها أو يشعر كأنَّه كلمة في شعر كتبه شاعر أو لون في لوحة خطَّتها أنامل فنَّان مبدع أو حجر له روح في قطعة معمارية صمَّمها مبدع أو حتى جزء من الإله حين يبدع في ما يصور من خلقه. فالفن شعاع له بداية وليس له نهاية.
كثيراً ما أعتذر بأعذار شتَّى قد أصل فيها حدَّ الكذب للتملص من دعوة صديق أو قريب لي لتناول الطعام في مطعم ما أو في بيته لكني لا أستطيع أن أمنع نفسي إن دعاني فنَّان لحضور معرض أو أمسية فنية أو حوار ثقافي ينصبُّ حول الفن بأشكاله. ومن هنا كانت فرحتي لا توصف وشوقي كبيراً لتلبية دعوة الصديق الفنَّان إياد الجلبي لحضور معرض أرجنتوي الفني الذي أقيم مؤخَّراً في ضاحية أرجنتوي الباريسية وقد كانت للمساته الفنية بصمة واضحة ومميَّزة في ذلك المعرض.
لست مجاملاً حين أصف فنَّ إياد الجلبي بالإبداع على الرغم من أنَّ المساهمين في المعرض كلَّهم كانوا مبدعين. أحسست وأنا أتنقَل بين اللوحات بإحساس السندباد البحري حين يكتشف في كل رحلة من رحلاته عالماً جديداً و شعرت بشعور نيل
أرمسترونغ و يوري غاغارين حين رأيا لوحة السماء العظيمة في أول رحلة إنسانية للفضاء.
ضمَّ معرض ارجنتوي الذي نظَّمته الفنَّانة الإيرانية المبدعة شرارة صالحي مئات الأعمال الفنية التي شكَّلها مبدعوها وجمعوا ألوانها وأفكارها ببراعة، لكنَّ فكرة لوحات إياد الجلبي التي سماها (رسائل حبٍّ لم ترَ النور) كانت في نظري هي الأروع من بين أفكار الفنَّانين الآخرين المشاركين في المعرض لا سيما أنَّها صوَّرت موقفاً إنسانياً مرَّ به كثيرون خصوصاً ذلك الإنسان الذي يدقِّق كثيراً فيما يكتب أو يرسم أو يخطُّ أو حين يكتب رسالة غزل وشوق لمعشوقته ثم يعفس أوراقه ويرميها في سلَّة المهملات ظنَّاً منه أنَّه لم يصل إلى تلك الصورة التي رسمها في ذهنه ليكتشف بعدها أنَّه قد أخطأ التقدير وأنَّه قد أضاع فرصة ذهبية، كمن يرمي ماسة في الماء ظنَّاً منه أنَّها مجرَّد قطعة زجاج. ولا أجامل حين أتحدث عن إياد لأنَّه عراقي أو لأنَّه صديق لكنَّها الحقيقة التي لا غبار عليها.
حين وصلتُ الى باريس كملحق ثقافي عراقي قبل أكثر من عشر سنوات جمعتني الصدفة بإياد الجلبي فكان أول فنَّان عراقي ألتقي به وأتعرَّف فنَّه وإبداعه لا في الرسم والخط والتشكيل والتصميم حسب إنَّما حتَّى في العزف والغناء. أتذكَّر لقائي الأول بإياد وكان في بيته حيث غنَّينا سوية بعزفه إحدى الأغاني العراقية التراثية وكانت أمسية لا تنسى تجلَّت فيها إبداعات إياد ومواهبه المتعددة. هذا هو الفنَّان في نظري، فمن يكتفي بلون فنِّيِّ واحد ليس بفنَّان متكامل لأنَّ الفنَّ أشبه بالعقد الفريد الذي لا تكتمل قيمته وجماله الا إذا جمع الأحجار الكريمة كلَّها.
أجمل ما رأيته في المعرض اللغة المشتركة التي جمعت فنَّانين من مختلف الجنسيات، لم تكن تلك اللغة إحدى اللغات المحكيَّة. فعلى الرغم من أنَّ الجميع حاول عرض إبداعه بلغة فرنسية متواضعة فاللغة التي جمعت كل من ساهم في المعرض كانت لغة الألوان التي يفهمها المبدعون ويقرؤها الموهوبون كما يقرأ البصير لغة برايل التي يعجز عن قراءتها المبصرون.




