اللّغة الحضريّة ونكهتها العربيّة

أمل بورتر

الحضر مدينة الشّمس والمدنيّة

مقدّمة

خلال عملي في المتحف العراقي، زاملت أساتذة فطاحل في الآثار والتاريخ عملت وشاركت معهم في مشاريع مختلفة منها ما كان يخص مطبوعاتهم، كما كنت أحضر وأسترشد وأتعلم من نقاشاتهم فتعود بالفائدة والمعرفة عليّ وتوسّع مداركي وتزيد من معلوماتي الآثارية والتاريخية وهم من أمثال الأستاذ الجليل فؤاد سفر ومحمد علي مصطفى فهما حجّة فيما يتعلق بتاريخ الحضر، ولقد تتلمذت على أيديهما وبخاصة خلال عملي معهما في كتاب “الحضر مدينة الشمس” و كذا هو الحال مع أصحاب الاختصاصات الآثارية المختلفة مثل الدكتور فوزي رشيد والدكتور فاضل عبد الواحد علي والدكتور طارق مظلوم والدكتور بهنام أبو الصوف والدكتور فرج بصمة جي والدكتور صبحي أنور رشيد وغيرهم الكثير. لم يبخل عليّ منهم أحد في التوسع في النقاشات والأسئلة ومنح المعلومات. كذلك كانت زيارات أساتذة الجامعة تغنينا، فضلاً عن تمتعي بمكتبة المتحف ذات الكتب والمجلات والبحوث والمستلّات الثمينة والمهمة وبكثير من اللغات. إنّ عملي معهم في نشاطاتهم الآثارية والتاريخية وفي إصداراتهم منحني الخبرة في البحث والتقصي عن النتاجات الحضارية القديمة للعراق.

وهنا أورد شيئاً من التاريخ فمن المهم قبل سرد قصة الحضر الإشارة إلى أول ذكر للعرب في وثائق حضارات العراق القديم. من المتفق عليه أنّ أول مرة ذُكرت فيها تسمية (عرب) كانت في الوثائق العراقية الآشورية في القرن الثامن قبل الميلاد في وثائق الملك (شلمناصر) حيث وردت عبارة (جندب العربي) وهذا يدل على وجود العرب منذ ذلك التاريخ أو حتى قبله في أماكن متعددة وربما كانت إشارة إلى أنهم من بقايا سكان العراق من أنصار (نبونيد) آخر ملك بابلي بعد سقوط بابل.

إنّ لغة الحضر التي ربما تكون الآرامية ولدت منها قد تكون انبثقت من العراق والشام وأمّا اللغة العربية فقد نشأت في أحضان اللغة الآرامية بين الغساسنة والمناذرة .

ترجمة النصّ أعلاه

نجد في آثار مملكة الحضر وفي أغلب مخلفاتها الحضارية بعض المسميات العربية المتميزة والشائعة فيما يخص أسماء العَلَم وغيرها من التراكيب ونلاحظ قربها من اللغة العربية كما ترد في المدونات على الرغم من أن الكتابة الحضرية تختلف شكلاً عن العربية* إلّا أنّ اللفظ قريب جداً لا بل هناك إشارات إلى (أبجد هوز حطي كلمن، إلخ).

 

 

 

هذا المقال بُني على عملي في مدينة الحضر برفقة الأستاذ فؤاد سفر وعملي مع الأستاذ سفر والأستاذ محمد علي مصطفى خلال إصدار كتابهما “الحضر مدينة الشمس” واشتراكي في البحث والتقصي مع البعثات والهيئات خلال عملي لسنوات في المتحف العراقي.

الحَضَر، مدينة الشمس؛ فؤاد سفر ومحمّد علي مصطفى

 

مملكة الحضر كانت في بادية لا مياه جارية فيها، شأنها شأن تدمر والبتراء، وفي منتصف الحدود التي تفصل بين الإمبراطوريتين الرومانية والساسانية وفي الطريق التجاري الذي يربط الجزيرة العربية بدول وممالك مجاورة، واستقطبت بذلك الحجاج من شعوب مختلفة وديانات متعددة وجعلتهم يحجّون إليها أو يزورونها بينما كانت تعلن بوضوح عن تقدمها العمراني والاجتماعي ومعالمها المدهشة وتعدد معابدها بتماثيلها التى تمثّل آلهتها المختلفة أو التي قد تتشارك مع معتقدات الحضر الإيمانية أو لا تفعل. هذه المملكة تعلن انتماءها العربي بوضوح وبدون لبس، نجد ذلك في الكتابة الحضرية التي لا تشبه الحروف العربية الحالية في الشكل فقط ولكنها تشترك معها في المضمون والمعنى إلى حد ما كما قدّمت.

إن عهد نمو الحضر وازدهارها كان من العهود التاريخية التي وصلت البشرية فيها إلى مراحل جديدة ومتقدمة من نضوجها إذ ترسخ الفكر المدني الاجتماعي بمؤسساته المتنوعة والثابتة مما يدل على أن الفكر البشري قطع أشواطاً بعيدة مواصلاً سعيه لخلق مجتمعات تعي ذاتها وتلبّى حاجات متنوعة بخلفياتها المتعددة. الحضر خير مثال على ازدهار مدينة عبر امتزاج حضارات وتفاعل أمم مختلفة القناعات واللغات .

لقد وصلنا الكثير من المعلومات عن الحضر عبر الكتابات التي وجدت منفردة أو على قاعدة التماثيل وهذه النصوص تشير بوضوح إلى وعي وحس بنضوج اجتماعي مع تبلور فكر مدني متطورمؤطر بتفتح حضاري لتقوّم أفراد المجتمع كلّهم دون أي حساسيات دينية أو طبقية سياسية ودون تعصب عنصري طائفي أو تفرقة جندرية بين الرجل والمرأة.

النصوص التي وصلتنا من الحضر تقدم بلغة مرهفة وحسّ أدبي عال وبالتزام بالقواعد النحوية ولا نجد أي خطأ إملائي فيها مما يدل على الوعي التام بأهمية التعبيرالإنشائي خلال التدوين النصي أو السردي وتجنب الهفوات اللغوية.

نصوص الحضر تدل على الخصوصية العربية للحضر مع بعد حضاري وثقافي متعدد واضح، ولكن على الرغم من هذه الخصوصية لا نجد أي نص يدل على العنجهية أو التفوق العربي أو التقليل من أهمية القوميات واللغات والأديان الأخرى التي وجدت لتتعايش فيما بينها بحرية.

استقطبت مملكة الحضر العرب كافة وجعلتهم يحجّون إلى كعبتها التي كانت تتباهى بتماثيلها التي تمثل آلهتها المختلفة وآلهة بقية الشعوب التي استوطنت الحضر أو كانت تمر بها قوافلها وأشهرها الإله “شمش” أي الشمس ولهذا أطلق على مدينة الحضر ” مدينة الشمس” و يقول لنا التاريخ أنّ العرب عبدوا الشمس بأسماء مختلفة فكان إله الشمس في الجزيرة وفي كعبة الحجازيعرف باسم (هبل). كما أن النسر وراية الحضر من الرموزالدينية والقومية للحضر، ولا تخفى أهمية النسر والرايات في التراث والحضارة العربية وكذلك أهميتها في الأدبيات العربية من ملاحم وأشعار وهي كذلك في أدبيات الحضر وقوانينها .

وجليّ لنا أنه في هذه المملكة العربية تعددت العبادات وكان هناك احترام وتسامح ديني متبادل فنجد الإنسان الحضري في كعبة الحضر يتعبد جنباً إلى جنب أناس من أديان وقوميات مختلفة يتضرعون بلغات متنوعة لآلهة متعددة المناشيء مثل الآشورية – بأصولها السومرية والأكدية- والإغريقية والرومانية والعربية والتي اتخذت سمات وصفات وواجبات تلائم الفكر والقوانين والشرائع في الحضر.

الإله والإلهات في الحضر:

من الألواح المهمة لوح الإله (نرجول) وفيه نرى الإلهة (اترعتا) في الزاوية اليمنى مرتدية زيّاً من الأزياء التي كانت شائعة في الحضر. نجد هنا أن نرجول الإله الحارس يستعين بالآلهة اترعتا. وهذا دليل آخر على أن فلسفة الإنسان الحضري إعمام مشاركة المرأة الرجل المسؤولية على المستويات جميعها بداية من الآلهة نزولاً إلى الطبقة الحاكمة ومن ثم الإنسان الاعتيادي.

ولا نغفل هنا أن نشير إلى أن (أترعتا) ربما تأخذ صفات الإلهة (نني) العراقية الآشورية التي كانت تعرف باسم (ارتيميس نناي) في تدمر أوعشتار. ولكنّ (اترعتا) الحضرية تصطبغ بصبغة حضرية صرفة فهي ترتدي الزي الحضري من غطاء الرأس والفستان الطويل الضيق عند الصدر الذي ترتديه نساء الحضر و لكن لأنّها إلهة فهي لا ترفع يدها بالتحية وترتدي صندلاً مفتوحاً حسب التقليد السائد في الحضر. ومن الملاحظ أنّها تمسك بيدها راية الحضر وشعارها وهما الدائرة والنسر، مما يدل على أنها إلهة رئيسة لها القوة والسيطرة بتملكها الراية والشعار.

واختص كاهن معين اسمه (عجا بن أبا) بالعناية بمعبدها وتقديم الطقوس الخاصة بها ونلاحظ هنا تقارب الأسماء المقدسة والبشرية من اللغة العربية فكلمة (بن) تستعمل بالدلالة العربية ذاتها.

تماثيل أترعتا وصلتنا تصورها دائماً مع أسد أو لبوة وهي في أحجام وهيئات مختلفة فأحياناً تأخذ صفة اللات العربية وأحياناً عشتار البابلية حاملة طفلاً أو الإلهة أثينا اليونانية وصورة المدوزا على صدرها. قد تصور واقفة أو جالسة لوحدها أو مع آلهة أخرى أو في نصب للبخور وغيرها من الصور. ولا نستغرب إن كانت الكثير من التضرعات تقام باللغة اليونانية أو الرومانية فهذه الإلهة كانت من ضمن الآلهة السبعة المخصصة لأيام الأسبوع واستعارت صفة فينوس الرومانية وكان يوم الجمعة مخصصاً لعبادتها.

ثم تطل علينا الرّبّة (تايخى أو نايكه) التى تشارك زوجها (نرجول الحارس) حراسة المدينة ودفع الأذى والشر عن الحضر وهو إله العالم السفلي ونجد لوحاً يصوره مع مستلزمات العالم السفلي. في لوح نرجول نجد الإرث السومري واضحاً جداً وما يزال لتلك الرموز حضورها في التراث العربي الحالي .

ملوك الحضر وأميراتها 

من الشائع أن نجد الكثير من الكتابة على قواعد التماثيل سواء كانت للآلهة أو للحكام أو لمواطني مملكة الحضر أياً كانت مواقعهم الاجتماعية. على قاعدة تمثال سنطروق نقرأ نصاً مكتوباً يشير إلى أنّ سنطروق ملك العرب وقد وردت النصوص بأشكال وصيغ مختلفة كلها تؤكد على أن سنطروق هو ملك العرب أو ملك البلاد العربية أو زعيم العرب. من ذلك نقرأ:

…)  تمثال سنطروق الملك المظفر الذي حظّه مع الآلهة ابن عبد سميا الملك أقامه له بعيد ميلاده الذي به هما فرحان “يهبرمرين” و”الكود” ابنا “شمش برك بن الكود”، واتخذ ذلك “يهبرمرين” و”الكود” وأبناؤهما ونسلهما الذين في الخارج والداخل. وبسيدنا النسر وبملكوته وحظ العرب وبحظهم العائد إلى سنطروق ملك العرب … وإلى آخر النص). هذا النص يدلنا على أن سنطروق ابن عبد سميا ملك وهو عربي ومن قدّما التمثال كتقدمة للمعبد هما من أبناء الرعية وهذه عادة سائدة في الحضر إن كان الناس من الرعايا ولهم أتباع أو أقارب في داخل الحضر وفي خارجها يقدمون التماثيل لأي كان، ويشير النص إلى النسر الذي هو رمز ديني وقومي للحضر وإلى الراية وهي من رموز الحضر الدينية المهمة.

الأميرة دوشفري ابنة الملك سنطروق الثاني من أشهر الأميرات وقد وصلنا تمثال رائع لها خلّدها في أبهى صورة تعكس لنا الجلال والمهابة التى عرفت بهما. فملابسها تدل على الترف مزوّقة بالأجحار الكريمة وموشّاة بأزرار قد تكون من الذهب أو اللؤلؤ والحلي النفيسة من أقراط وقلائد تزينها، كما أن تاجها الأسطواني الشكل يدل على مقامها السامي. والشيء ذاته ينطبق على تمثال ابنتها (سمي بنت دوشفري) التي انتسبت بالاسم إلى أمها الأميرة ويبدو أن لا غضاضة في ذلك بل نجده يتكرر في التماثيل والنصوص، ونجد نصاً مكتوباً يشير إلى أن تمثال دوشفري أنجزه صديقها بن عبد عجيلي بن ستنبل، فلا حرج أن للأميرة صديقاً من الرجال. كما أنجز هذا الرجل تمثالاً آخر للأميرة سمي أو سميا. نلاحظ هنا أن اسمي ابنة الأميرة ومن أنجز تمثالها قريبان جداً من الأسماء العراقية المعاصرة. 

تتكرر كلمة الصداقة كثيراً في مدونات الحضر ويبدو أن للصداقة أهمية كبيرة في مجتمع مملكة الحضر فهناك نصوص كثيرة تشير إلى أن المتعبد أقام التمثال له ولأصدقائه، ولم يكن هناك أي حرج في إعلان صداقة الرجل للمرأة. كما أنّ هناك نصّاً مكتوباً آخر يقول إنّ للأميرة دوشفري مرافقاً وقد أقام هذا المرافق تمثالاً لسنطروق بن سنطروق وهو كما يبدو أخو الأميرة دوشفري، فإذا كان للأميرة مرافق من الرجال فإنّ هذا يدل على التفتح الذهني والفكري للمجتمع والديانة الحضرية، فلم يكن هناك عزل جنسي بالمعني الذي صار ملازماً للمجتمعات العربية لاحقاً.

سيدات الحضر

استمر تقليد نحت التماثيل أو الألواح وشمل سيدات المجتمع الحضري بصحبة أزواجهن أحياناً و كانت هذه التماثيل توضع في المعابد الخاصة بآلهة معينة دليلاً على تبعية المتعبّد لذاك المعبد. لم يجد الرجل الحضري غضاضة أو حرجاً في هذه المصاحبة العلنية وهو يضع زوجته على قدم المساواة معه أمام الناس والآلهة مما يدل على سعة تفكيره والاحترام العميق الذي يكنه للمرأة.

وخير مثال على ذلك تمثال (جذوة وزوجها عبد ملك) ولقد صوّرا وأحدهما ملتفت إلى الآخر وابتسامة من الرضا تعلو وجه (جذوة) التي تدل ملابسها على ترف، ولابدّ أنّهما كانا من طبقة الأشراف في المجتمع الحضري.

كما نُحتت تماثيل لسيدات مرموقات من طبقة الأشراف حيث وضعن في إطار منحوتة تضمّهنّ مع الآلهات كمتعبدات مما يدل على أن قيمة هؤلاء النساء قد تصل إلى درجة شبه مساوية للآلهات أو أنهن يكرّمن من الإله نفسه. إنّ مفخرة الحضر بدون منازع تمثال (أبو بنت دميون) السيدة ذات المهابة والرفعة الذي نقرأ على قاعدته أنّ الإله برمرين -وهو الإله الابن- قد أقام لها هذا التمثال.

هناك الكثير من التماثيل التى كان يقدمها للمعبد أزواج النساء أو آباؤهن أحياناً في حياتهن أو بعد وفاتهن وأهم مثال على ذلك تمثال سيدة شابة كانت قد اغتيلت وهي في الثامنة عشرة من العمر اسمها (أبو بنت جبلو) وقد أقام التمثال لها زوجها (آشا بن شمش لطب) وكتب على قاعدة التمثال إحياء لذكرى هذه الزوجة اليافعة: ” استغيث بالآلهة مرن ومرتن وبرمرين وبعلشمين وأترعتا على من قتلها وشمت بموتها وعلى كل من تكلم عنها بالكلام البذيء”. فتعليق الزوج هذا يدل على مدى احترامه وحبه وإيمانه بصدق زوجته وإخلاصها على الرغم ممّا كان الناس يتكلمون بحقها من كلام بذيء/ما نسميه اليوم الغيبة والنميمة.

على قاعدة تمثال (سمي بنت عجا)، التى كانت كما يبدو عازفة ومرتّلة في المعبد، نجد ما يشير إلى أنّه تمثال (سمي بنت عجا بن اشتطي بن سلوك) وقد أقامه لها زوجها (عجا ابن أبا) كاهن أترعتا. هنا يظهر الزوج إعجابه بزوجته وفخره بمهنتها الموسيقية والغنائية. ولا ننسى هنا تمثال العازفة (قيمى بنت عبد سميا بائع الخمور) إذ نجدها قد صورت في أبهى حلّة ممسكة بالآلة الموسيقية التى تعزف عليها.

كما ظهر لنا فإنّ النساء كن يعزفن ويرتلن في المعابد التى كانت مختلطة و تعجّ بالمصلين من الجنسين وقد خلد ذلك الفنان العراقي المبدع حافظ الدروبي في إحدى لوحاته التى استند فيها على الحقائق التي كشفت عنها التنقيبات التى جرت في الحضر وكان مستشاره في هذا العمل الأستاذ محمد علي مصطفى الذي يعدّ حجة في تاريخ الحضر وآثارها. إنّ لوحة الفنان حافظ الدروبى تنقل لنا بصدق وإخلاص ودقة تسجيلية الوقائع التاريخية من داخل معبد حضري.

إن المجتمع في مملكة الحضر الذي كان يتبع الديانة المثروية قد انفتح على صيغ اجتماعية وثقافية ودينية متعددة وتقبّلها، ويبدو انه لم ينكر أو يقلّل أو يهمّش دور أيّ ركن من أركانه وأعطى نصيباً عادلاً من الأهمية للرجل والمرأة، للحاكم والتاجر، للكاهن والمتعبّد، ولم يتستر على عمل أو فعل كان سبباً في إطلاق الشائعات بل واجه المجتمع بها. كما أنه لم يستحي أو يخجل إن كان فرد منه يعاني من المرض أو العوق فإنّ هناك نصوصاً على تماثيل تشير إلى أن من قدّمها مصاب بأمراض مثل البرص والجذام، وعلى الرغم من خطورة هذه الأمراض فإنّ مجتمع الحضر المتسامح والمتفهم قد أعطى كل إنسان قيمته الإنسانية الحقة ولم يحاول التخفي أو التستر أو النكران بل كتب بأسلوب رشيق جميل واضح أنّ مجتمعه يحتوي كل ما يمكن وجوده في المجتمعات وإن مثل هذه الشرائح المختلفة يجب عدم إهمالها أو الخجل منها.

انتهت الحضر كدولة لأسباب دينية وعسكرية حين فقدت أهميتها كموقع دفاعي عسكري ولظهور الديانة الزرادشتية كدين رسمي للشعوب الخاضعة لحكم الساسانيين وتغلغل المسيحية في الغرب والجنوب الغربي من العراق وشمال الجزيرة العربية لذ لم يبق لكعبة الحضر وتماثيلها أهمية إلّا أنّ لغتها ما تزال تثير الاهتمام لقربها إلى حد ما من اللغة العربية.

شكر المؤلفَين للمساعدين ومن ضمنهم أمل بورتر
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply