Site icon Whispering Dialogue ~ هَمْسُ الحِوار

الحِراك الثقافي العربي، أهداف وتوصيات

علي حرب

عندما نتحدّث عن الثقافة، والحَرَاك الثقافي، فإنما نعني مجموعةً من العناصر التي تدخل في تركيب كل المكوّنات التي تنتج تنمية ذاتية واجتماعية شاملة ومستمرة. الثقافة ليست لغة ولا تراثًا ولا أدبًا ولا عاداتٍ فحسب، هي كل هذا وفوقَه الكثير، هي الإنسان بكل ما فيه من صفات إنسانية، هي الهوية والانتماء والجذور، هي الهواء والشمس والماء والتراب، التي لا يمكن لشجرة الإنسانية أن تنمو بدونها. لذا فإن التجمّعات التي تنتسب إلى الثقافة لا يمكن لأهدافها أن تكتمل إذا اقتصرت على عنصر وأغفلت العناصر الأخرى.

لقد قدّمت الثقافة العربية عبر التاريخ مساهمات جليلة في تشكيل لوحة الحضارات الإنسانية. ويبدو للناظر اليوم أن البيت الثقافي العربي، حول العالم، يظهر بأجمل قَوامه بفعل العديد من المنوّعات الثقافية، الإعلامية والاحتفالية ومواسم الفنون والأدب والفكر والنقاش، التي ينظّمها أهل الفكر والقلم، أفرادًا وجمعيات، والتي لا شكّ أنها تدعو إلى الاعتزاز ونشر الأمل، إلّا أننا مدعوون حقًا لنقف موقفًا نقديًا موضوعيًا، نتفحّص فيه أسس هذا البيت الجامع، للاطمئنان على متانتها وكشف مزاياها وعيوبها ومحاولة ترميم ما ينتابها من تشقّقات.

ونظرًا للمسؤولية التاريخية والإنسانية التي تقع على عاتق حرّاس التنوير من أهل الثقافة.

فقد عمدنا إلى تنظيم هذه السلسلة من النَدوات لغاية استعراض واقع المشهد الثقافي العربي في بلاد المهجر بما له وما عليه، والتداول في شؤونَ هذا الجانب الأساس في حَرَاكِ ثقافتنا، ومحاولةِ السعي: 

فقد أجمع السادة المحاضرون من مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك الكندية، على كثير من العناوين التي ترصد نجاحات الحراك الثقافي العربي في مختلف المجالات والمستويات، والتي تظهر مدى حيوية هذا الحراك أدبًا وإعلامًا وفنًا ولغة، ومِهرجاناتٍ وجمعيات ونَدوات.

كما أنهم كادوا جميعًا يتوافقون على جوانب الإخفاق التي تتمثّل في: 

وفيما نقلّب معًا صفحات واقعنا الثقافي حول العالم، ونقلّب معها تاريخ حضارتنا أو مواجعَنا العربيةَ إذا صحّ التعبير، فإننا نخلص إلى الحقائق التالية:

إذا كانت الثقافة العربية طارئةً وافدة مع قوافل المهاجرين العرب التي حطّت رحالها على أرض العالم الجديد، فإن الأمر يختلف تمامًا عما هو عليه الحال في أوروبا عمومًا.

وإذا ما بدت الثقافة العربية بعامة، ولغتنا العربية بخاصة، رائجتين منتشرتين أفقيًا، على امتداد رقعة العالم الذي وُلد من رحم أوروبا وتلبّس هيئتها وشخصيّتها ولغاتها، بفضل كرم الظروف السياسية البائسة التي خيّمت قرونًا على أوطاننا العربية!!! فإن الثقافة العربية في أوروبا، واللغةَ العربية بخاصة، كانت مَنجم الفكر للشرق والغرب، وبِضاعة رائجة مطلوبة ومرغوبة، منذ مئات السنين، ولم تنتظر أبدًا مواسم الهجرات لتنتقل إلى العواصم والمدن، كانت متجّذرة عاموديًا وأفقيًا هناك، بفضل تجلياتها الحضارية، فكرًا وعلومًا ولسانًا، نظرًا لظروف تاريخية وجغرافية وجيوبوليتيكية، ربطت ما بين عالمي الشرق العربي والعالم الغربي المتمثّل بأوروبا كلِها آنذاك.

إن أسباب الهجرة العربية ومصادرَها ومكوّناتِ فئاتها إلى أوروبا تحديدًا، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ الاستشراقي والسياسي الذي يجمع بين توجّه غربي نحو الشرق وتهافت عربي نحو الغرب.

وقد تبدى ذلك، عبر حقبات مختلفة من الظروف التاريخية، حيث شكّلت الثقافة العربية بصمات مختلفة عما هي عليه في سائر أنحاء العالم.

فالإعلام العربي بعامة، والصحافة بخاصة، كان له تمركز فعّال احتلّ حيّزًا واسعًا بين الوسائل المحلية والعالمية في أوروبا عمومًا، وبريطانيا وفرنسا بشكل خاص,

كما أن الجامعات ومراكزَ الأبحاث ومعاهدَ تعليم اللغات الشرقية لعبت دورًا هامًا في استقطاب طلاب العلم والباحثين، وشكلت موئلًا للعديد من المفكرين والأدباء والشعراء العرب، وتمكنت دور النشر والطباعة العربية من المساهمة بشكل كبير في رواج ونشر الثقافة العربية. ما أتاح للحراك الثقافي العربي في تلك البلاد أن يشكّل حالة متميزة كان لها دور رائد وتوجيهي في دعم وتشجيع النشاطات الثقافية المختلفة، ونجمل ذلك فيما يلي:

الإذاعة والتلفزيون – مهرجانات – معاهد تعليم – الموسيقى – معاهد تعليم اللغة – عروض أفلام عربية – معارض فنون تشكيلية – مكتبات – أندية ثقافية – تعدّد التجمّعات والمؤسسات الثقافية العربية.

أما الجانب السلبي فقد تشابه في كثير من واقعه مع المعطيات السابقة في كندا، من حيث: 

وبدا واضحًا أن أسباب الإخفاق تكمن في الجوانب التالية: 

أما في الولايات المتحدة الأميركية، فإن الصورة العامة توحي بأمل أكثر إشراقًا مما هو عليه الحال في أوروبا، حيث تنتشر فعاليات التجمّعات والهيئات الثقافية العربية بشكل واسع على امتداد معظم الولايات الأميركية، وتقوم بدور ناشط لتعميم تعليم اللغة العربية وإعادة نشر التراث العربي الفكري والعلمي والفلسفي، لكنها لم تستطع هي أيضًا أن تتجاوز العقبات التي ذكرت سابقًا، لاسيما في توحيد الجهد العربي والتخلّص من التفرّد والتناقض وتشكيل جبهة أو تآلف عربي يمكنه التأثير والظهور.

وكذلك هي الحال في أستراليا، حيث تشهد تلك القارة النائية، طفرة كبيرة من المهاجرين العرب، وظاهرة لافتة في تعدّد المنتديات الثقافية العربية، ونشاطًا بارزًا في نشر تعليم اللغة العربية والنجاح في تطبيقها في بعض المؤسسات التربوية الرسمية، لكنها، مع كل هذه الفعالية لم تتمكن، وللأسباب عينها وبإضافة أسباب سياسية أخرى، ما أدّى إلى تشتت الصوت العربي وعدم نجاحه في تشكيل تجمّع عربي فاعل أو تعديل الصورة النمطية المشوّهة المطبوعة عن الشخصية العربية في أذهان المجتمع الجديد، وحال دون تحقيق الجوهر المقصود من أي حركة ثقافية عربية. 

أولًا: الأهداف

ثانيًا: مظاهر النجاح

ثالثًا: مظاهر الإخفاق

رابعًا: التوصيات

وكان المحاضرون من الأساتذة وتفاعلاتهم مع الحضور الأثر بطرح التوصيات للعمل عليها، وهم:

  1. كندا:
  1. أوروبا
  1. الولايات المتحدة الأميركية
  1. أستراليا
Exit mobile version