Peace with No Identity ~ العنصرية بلا دين

Peace with No Identity

“I decided to live in peace with myself,” Mariam Al-Eissa 

He does not know that I have more respect to Christianity than he does. My name is Mariam Al-Issa —I have more recognition to Virgin Mary and Jesus Christ. Does he? That person who abused me just because I wear hijab modestly.

It happened while I attended the World Congress of Psychiatric Genetics  in Toronto-Canada between 16-20 Oct 2015.

مريم العيسى

في شوارع تورونتو الكندية أمضي كي أجد طريق العودة إلي الفندق بعد يومٍ طويلٍ أنهيت يوماً من الكونغرس العالمي لعلوم الجينوم النفسية في تورونتو-كندا للفترة بين ١٦-٢٠ تشرين الأول (أوكتوبر) ٢٠١٥، أحاول فيه أن أزداد طولاً بكعبٍ عالٍ طوّلَ طريق العودة وأثقل خطاي وهو أحد البروتوكولات المتبعة لدى النساء في حال عرضٍ أو مناقشة بحث علمي. أخيراً انتهى الكونغرس العالمي للمورثات النفسيه وظننت أني انتهيت من المناقشات والمجادلات وفي طريق عودتي عابرةً ساحة “دانداس سكوير” أحاول أن أستكشف المدينة وحدي… لم أشعر بالخوف او الوحدة قبلاً وقد يكون ذلك لأنّ محيطي يشبهني ففي أغلب الجامعات الكبرى تجد كماً لا بأس به من الطلاب والاساتذة من أنحاء العالم ويتقبل كل منهم اختلاف الآخر ديناً وشكلاً وانتماءً.. إلاّ أنّ الامر ليس كذلك خارج أسوار الجامعه..

لم أكن أعلم أنّ الاختلاف جريمة لا بدّ أنْ تنكر.. فقد كان أحدهم يصرخ بالمارة ويصنف الناس من منهم إلى النار ومن منهم إلى الجنة ولو حدث هذا في بلدي لقيل “رجعيّ” وما شأنه! وصرخ به ألف عابرٍ؛ ما شأنك؟ ولكن هنا الكلّ حرّ وَإِنْ تعدّ على حرية الآخر لفظياً: “وأنتِ يامن لا تؤمنين بالمسيح”، ها قد بدأ بمهاجمتي، “ستدخلين النار، تحترقين ولا يبقى منك شيئاً”. وكانت نظرات المارة كلها صوبي. هو لا يهاجم إحدى الكنديات. هو يهاجم من لا تشبههن وقد تكون أَوْلى أن تستنكر.

قد يساورنا شعور الوحدة بعيداً عن المنزل والوطن لكن هذه المرة الأولى التي أشعر فيها بأنني وحيدة وأرتجف برداً في فصل الصيف. كانت نظرات العامة حوله مؤيدة وأخرى مشفقة عليّ كوني وقعت تحت نيران غضبه .. كنت أظنّه قد هاجمني لحجابي ودعاني بالكفر لأنني لا أشابه بقية النساء. وقبل أن أستجمع قوّتي لأردّ عليه إقتربت منّي إحدى السيدات قائلةً له: “دعها وشأنها” وأردفت قائلةً: “ذلك الأبله يرى في كلّ النساء شيئاً ما يدعو للمهاجمة، ويكفي أنّكِ لست بمسيحية ليصبّ غضبه عليك.”

قلت لها: “قد أكون مسيحية أكثر منه، فاسمي مريم تيمناً بأمّ المسيح واسم عائلتي العيسى ومن المؤكد أنّه لو علم ذلك لفتح فمه متحيراً ماذا يعني ذلك؟” ولا اظنه تبع الوصايا العشر كما نتبعها كونها جزء من تعاليمنا..

قد يجهل الناس الآخر بدرجة تجعلهم أعداءً لما يجهلون بدلاً من أن يثقفوا أنفسهم ويفهموا الآخر ليكونوا أكثر تقبلاً له.

درس التشريح من أقوى المناهج التي تعري الإنسان لا لون ولا دين ولا انتماء حين تنزع الجلد.. الذي يغلفنا ولا يعطينا صفات مختلفة عن الآخرين وإنِ اختلف اللون تشابهت وظائف أعضائنا، وتشابهت أهمية وجودنا .ومن قرأ في الإديان يعلم علم اليقين أننا نسعى للخير باختلاف الأديان وباختلاف طرق الوصول اليه.

لا أعلم أأدافع عن نفسي كأنثى تجرأ أحدهم على إهانتها أمام الملأ ولست أدري إن كان سيهاجم رجلاً!؟ أو قد يكون الحجاب وهو الجزء الديني الظاهر قد استفزه؟ أم هو لون بشرتي التي تأبى أن تحمّر لغير الشمس الحارقة؟ لا أعلم ما استفزه.. ولا أظنني قادرةً على أن أغيّر لوني أو حتى جنسي أو عقيدتي لأحتمي من أمثاله لكنني أعلم أنّه استفزني. ومن المستنكر ان يحدث ذلك في بلد الغالب إِنْ لم يكن الكلّ ليسوا من السكان المحليين.. الجميع جاء من مكان ما في هذا العالم جمعتهم وحدة وطنيه وجنسية كندية..

ها هو التطرّف الذي حين يشتعل في مكانٍ ما أو بين تجمّع بشري يصبح كالنار بالهشيم لتبدأ بشرارةٍ وتحرق الجميع.

لا بدّ أن تحدد انتماءك وإن لم تقتنع كلياً ولا حتى جزئياً بمن يشبهك. لا بدّ أن تعي أنّ القوة لا بأفرادٍ يتشابهون إنَّما القوة منبعها هو الذات،هو أن نكون عقلانيين ومحايدين.

وهكذا أصبحت أتغافل عما أسمع لأعيش بسلام مع نفسي.. فلن أرضي الجميع.

لست اتحدث عن زمن مضى ولست في دولةٍ نامية لأجد تفسيرا للعنصرية، أنا اتحدث عن الآن واليوم.

لا بدّ من وجود شيئ ما يميّز أحدنا عن الآخر .. سواءً في اللون أو الدين أو المكانة الإجتماعية أو حتى في التوّجه السياسيّ. إن لم يكن أياً من ذلك فهي نمطية التفكير.. لو كنّا متشابهين لَمَا وُجد التنافس وكان دافعاً لأن نسابق ونسبق.. ولم يفرِّق بين الجيد والأجود ولَكُنّا نسخاً في كلّ مجالات الحياة.. ولم نتنوع ليقوم كلّ منا بوظيفةٍ مختلفة ويبرع فيها .. لكن كيف نقبل الاختلاف ونتكيف مع الخلاف؟

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply