
شاعر لا نعرف تاريخ ولادته أو وفاته، قد يكون جاهليّاً أو ربّما يكون قد عاش في صدر الإسلام. ورد اسمه “خطّاب بن المعلّى” و سمّاه التّبريزيّ في شرح حماسة أبي تمّام “حِطّاناً”. لا نعرف له سوى سبعة أبيات من الشّعر ذمَّ فيها الزّمن و شكا حاله وعبوس دهره بعد سرور. ولقد امتحن الغربة في وطنه إذ غاله القدَر بالغنى و منعه الخوف على بناته من الضّرب في طول الأرض وعرضها. والفقر بعد رفاهية و الهبوط بعد عزّ غربة دون اغتراب.
واحدته الّتي كانت سبب خلود صاحبها من البحر السّريع، فيها سلاسة ووضوح ورقّة معان تلامس الشّعور بيسر، و قدختمها ببيتين طارا كلَّ مطار.
يقول بن المعلّى:
أنزلني الدَّهرُ على حُكمِهِ
من شامخٍ عالٍ إلى خَفضِ
وغالني الدَّهرُ بوفرِ الغنى
فليسَ لي مالٌ سوى عِرضي
أبكانيَ الدَّهرُ و يا طالَما
أضحكَني الدَّهرُ بما يُرضي
لولا بنيّاتٌ كزغبِ القَطا
رُدِدْنَ من بعضٍ إلى بعضِ
لكانَ لي مضطربٌ واسعٌ
في الأرضِ ذاتِ الطُّولِ و العَرضِ
وإنَّما أولادُنا بيننا
أكبادُنا تمشي على الأرضِ
لو هبّتِ الرّيحُ على بعضِهم
لامتنعَتْ عيني من الغمض