مرّت قطارات الليل كلّها
مرّ عابرون دون وجوه
مرّ نازحون بُسطاء
ومرّ الغرباء والضعفاء
من هنا مرُّوا جميعاً
ماعدا ذلك الحلم
الذي تجاوز المحطات كلّها
حلم السلام في وطني
حياتنا هنا
مضحكة مبكية
لا تفهمها
أطوارها غريبة
فهذه – طبائعها
المهم أن تكون ممّن
يبيعون الشمس للمارّة
ثم يوقدون الصلاة في كفّي المساء
بيوتنا من طين
وأبوابنا خضراء اللون
جميعنا ينتظر أن ينمو كزهرة
أو شجرة توت
لن ولن نموت
لكنّ
قطّاع الطرق سرقوا المفتاح
مفتاح الحياة
لنخاطب السماء
ونتعلّم شيئاً من لغة الحرية
وحدها لغة قُدسية
فكلّ ما نفعلهُ مربوط بخيطين
النية والنهاية
فالحب والأمل
يأتيان معاً، كفريق واحد،
فريق يزرع لك على هامش الحياة
حقلاً من الألعاب
ويبني لك
نافورةً من الحلوى
ويرسم لك
طائرة ورقية
وطفلة تبتسم لك
وتقول:
اصمد
ما زلت ممسكة
ببالون واحد
لكن من أين يدخل الأمل ووطني سجن بلا نوافذ
يا صديقي أنا العراقي
انا متُّ مرّات عديدة
لم تقتلني طعنات
اليأس في وطني
لقد قتلني مزاح الأمل
فقط في وطني