دور الشباب في خدمة المجتمع

عادل محمد العليّان

قال شاعر:

إذا أنا أكبرت شأن الشباب .. فإن الشباب أبو المعجزات

حصون البلاد وأسوارها .. إذا نام حرّاسها الحُماة

تعد فئة الشباب بمثابة العمود الفقري الذي لا يمكن الاستغناء عنه كأساس في تنمية المجتمع، إذ انه يعبر عن خصائص تتمثل أساساً في القوة والحيوية والطافة، والمقدرة على التحمل.

ولا بد لنا بادئ ذي بدء أن نعرف ماذا يعني مصطلح “الشباب”؟! إذ يؤكد المعجم اللغوي أن هذا المسمى يعود إلى الفتاء والحداثة ، وفي معجم أكسفورد فإن الشباب بالإنكليزية تطلق عادة على المرحلة العمرية التي تمتد بدءاً من الطفولة إلى ما قبل سن الرشد.

ونعود إلى الدور الكبير لهذه الفئة في تنمية وبناء المجتمعات في كل زمان ومكان ، إذ لا يقتصر دورهم على مجال محدد، بل يتقاطع مع جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومختلف نماذج التنمية.

ولهذه الفئة عدة ميّزات تجعل منهم قوة تغيير مجتمعية فاعلة، لعل من أهمها كونهم الفئة الأكثر طموحاً للسعي نحو التغيير والتقدم، والتي لا تقف عند حدود معينة كونهم أساس التغيير والمقدرة على تغيير مجرى الحديث، وبالتالي ضرورة توظيف طاقاتهم كأولوية في جميع المؤسسات التي تسعى للتغيير.

فضلاً عن ذلك تقبلهم للتغيير والتعامل معه والإبداع فيه ، وتمتعهم بالحماس الفكري الذي يساعدهم نحو التقدم والحيوية لأجل التفاعل مع مختلف المعطيات السياسية والاجتماعية المتغيّرة.

يضاف إلى كل ما تقدم طبيعة روح المبادرة لديهم وخلق مبادرات ومؤسسات وجمعيات في مختلف المجالات، والتي يصب جميع نشاطها في تنمية المجتمع حسب طبيعة عملها.. وهناك الكثير الكثير من نشاط هذه الفئة في مختلف الأعمال الأخرى، ومنها التطوعية على سبيل المثال لا الحصر؛ إذ أن العمل التطوعي يحتاج إلى طاقات كبيرة لا يمتلكها إلا الشباب.

ويعد تطوع الشباب في ميدان الحياة إسهاماً كبيراً في بناء المستقبل المشرق الذي يصب في خدمة المجتمع. وهذا كله يصب في نهاية المطاف في خدمة الوطن.

ومن جهة أخرى، ومن خلال تخصصنا ومتابعتنا الدقيقة لهذه الفئة ، لا يمكننا إغفال دورها التطوعي في نشر الثقافة والتعليم وتبادل الأفكار الخلاقة وصنع المشاريع الصغيرة ومحاولة تضافر الجهود بين بعضها للوصول إلى عمل لائق يخدم المجتمع وفي شتى الميادين.

وأخيراً وليس آخراً؛ أمكننا القول بأن معظم المجتمعات لا تنهض دون أن تتكاتف الجهود، وتكون قيادتها بيد من يستحقها، فيكون الكبار هم السند الحقيقي الذي يحمي ظهور الصغار، فيدرك الشباب ذلك دون أن يتم فرض رؤية واحدة عليهم ودون أن يقيّدهم منهج محدد، وبذلك تكون هذه هي الحياة المستقبلية التي يطمح بها أي مجتمع ويزدهر، وينتقل من كونه مجتمع نامي ضعيف مع وفرة الامكانيات إلى مجتمع قوي لا يأبه بالمتغيرات العالمية، كونه يستطيع أن يكون مستقلاً لوحده بوجود شبابه المبدعين، وهؤلاء الأخيرين لابد وأنهم طاقة الحياة وأملها المتجدد والمنبعث.

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply