قُلْ ولا تَقُلْ

رحلة جديدة برفقتكم في كلمات أخرى من بحر لغتنا العربية، نهدف منها إطلاعكم على اللفظ الصحيح من غيره، فجمال اللغة لا يكمن فقط فيما تحمله من معان، وإنما في طريقة نطقها، وكتابتها التي تضمن إيصالها إلى القارئ والمستمع بكل ما تحمله من ألق، وهذه مجموعة أخرى من الكلمات المتداولة التي تنطق بغير لفظها الصحيح، نوردها مع النطق الصحيح، في زاوية جديدة من قل ولا تقل، تأسياً بتسمية العلامة اللغوي الكبير المرحوم د. مصطفى جواد.

قل البَخور بفتح الخاء ولا تقل: البُخور بضمها

البَخُور مادة صمغية اذا أُحرِقَت فاحت منها رائحة طيبة، والمِبْخَرَةُ هي المجمرة التي يُحرَقُ فيها البَخُور، والجمع ابخِرَة وبَخورات، قال الفيروز آبادي:” البَخْرُ فِعلُ البخار -يقال- بَخَرَتِ القِدْرُ ، وكلٌّ رائحة ساطعة بَخَرٌ، وكل دخان من حار بُخار، والمبخور هو المخمور، والباخِر ساقي الزرع، والبَخُور مايُتَبَخُّرُ به”، وبوَّب الثعالبي باباً فيما يجري مجرى الموازنة بين العربية والفارسية في أسماء فارسيتها منسية وعربيتها محكية مستعملة، وذكر منها البَخور بفتح الباء، وذكره الجواليقي في التكملة، باب (ما جاء مفتوحا والعامة تضمه)

وجاء في الفاظ حضارية: (البُخُور) بالضم: مايُتَبَخَّرُ به، صوابه الفتح كصَبور.

قل أبدال الإيجار، ولا تقل بدلات الايجار

“لأن جمع البدل على بدلات خطأ” ، “فالبدل جمعه أبدال”

“ومن معاني البدل: الغير، تقول : خذ بدله، ومرض يصيب الرجلين واليدين”

قل: برنامَج بفتح الميم، ولا تقل: ولاتقل برنامِج بكسرها

“البرنامَج في الأصل هو الورقة الجامعة للحساب، ونشرة تعرِّف وقائع الحفلات وشروط المباريات، وخطة يختطها المرء لعمل يريده، وعربيّها منهاج والجمع برامِج”، قال العدناني : البرنامج مأخوذ عن كلمة ( بَرْنامَه) الفارسية، ومعناها الخطة المرسومة لعملٍ ما كبرامج الدروس والإذاعة”، وأضاف العدناني:” إقترح على مجامعنا الموافقة على قولنا: بَرْمَجَ فلانٌ البرنامَجَ يُبَرْمِجُهُ بَرْمَجَةً، فهو مُبَرْمَج وواضعه مُبَرْمِجْ، أما أنا فأُوثِر أن لا أستعمل كلمة(البرنامج) المعربة ما دامت لدينا كلمات عربية أصيلة تحل محلها كالنهج، والمنهاج، والمنهج، والخُطَّة”

و”يشيع هذا اللفظ (البرمجة) مراداً به جعل الموضوعات في خطة، أجيز هذا المعنى المصدري طوعاً لقرار المجمع الذي يجيز الإشتقاق من أسماء الأعيان عند الحاجة والكلمة مشتقة من برنامج

جاء في الفاظ حضارية : البرنامج هو المنهاج، أو نشرة تصف شيئاً، أو تعلن عنه، أو بيان بالنقاط الأساسية في خطاب أو كتاب

قل بَطالَة وبِطالَة وَبُطالَة بفتح وكسر وضم الباء

قال الفيروز آبادي:” الباطل ضد الحق، وجمعها أباطيل وأبطُلْ، ورجلٌ بَطّال أي ذو باطِلْ بيّن البطول، وتبطّلوا بينهم اي تداولوا الباطِل، ورجلٌ بَطَلٌ أي شجاع، والبٌطّلاتُ أي الترّهات، والبَطَلَةُ هم السَّحَرَةُ”، قال العدناني: “نستطيع أن نقول كل كلمة منها … وفعله بَطَلَ من العملِ يَبْطُلُ بِطالَةً او بَطالَةً أو بُطالَةً فهو بطَّال”، ثم ساق اأدلته ناسباً إيّاها إلى أنواع عدّة من المعجمات، و”البِطالَةُ هي التَّعَطُّل والتفرغ من العمل”

والبطالة عند الإقتصاديين: “الحالة التي يكون فيها الشخص قادرا على العمل وراغباً فيه وباحثاً عنه ولكنه لا يجده، ويخرج هذا التعريف من البطالة حالات الإضراب وعدم العمل بسبب الأصابة والمرض، ومن هنا فإن البطالة تعني وجود طاقة فائضة أو استخدام غير كامل للموارد المتاحة (Underutilisation)”.

قل بِرميل، بكسر الباء، ولاتقل بَرميل بفتحها

البِرميل:” وعاءٌ من خشب يتخذ للخمر والخل ونحوهما، (ج) براميل”. قال العدناني: “والصواب بِرميل، وهي كلمة دخيلة أقرها مجمع دار العلوم”.

وذكره صاحب قطوف لغوية في باب (مايُفتح أوله وهو مكسور )، بِرْميل”.

ومن معاني البرميل: “خشبة تشبه الميل -قاعدة السفينة- تضاف إليه من الخارج لتزيد من عرضه ولتقويه أيضاً، وتكون في مواجهة الصدمات”.

جاء في الفاظ حضارية أن البرميل : “وعاء أسطواني، وقد يكون منتفخ الوسط، يصنع من ألواح خشب تحاط بحلقات من الحديد ونحوه”.

وإلى لقاء جديد آخر إن شاء الله

 القاموس المحيط، (372

2 فقه اللغة، (281).

3  تكلمة إصلاح ما تغلط فيه العامة، (116).

4 (39) .

5 معجم الاخطاء الشائعة أو قل ولاتقل، 36.

6 الكتابة الصحيحة، (56).

7 معجم الالفاظ المشتركة في اللغة العربية، (20) .

8 المنجد، (36).

9 معجم الأخطاء الشائعة،  56 و681 على التوالي، الوسيط، 1/54.

10 قطوف لغوية، باب (جديد أطلقه المجمع اللغوي)، (257).

11 المصدر المذكور، (43).

12 القاموس المحيط، (980).

13 معجم الأخطاء الشائعة، (65).

14 المنجد، (42) .

15 معجم المصطلحات الإقتصادية، 295.

16 الوسيط، 52.

17 معجم الأخطاء الشائعة، (37).

18 المصدر المذكور، (279).

19 معجم المصطلحات البحرية في الكويت، 28.

 المصدر المذكور،  (42).

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply