المجالس الأدبية والجمعيات في العراق

شوفي ناجي جواد

            امتازت الحواضر والمدن الكبرى في العراق بمجالسها الأدبية والعلمية ولا تخلو مدينة من مجالس تعددت اهتماماتها وما يدور فيها. تمثّل المجالس الأدبية العراقية امتداداً طبيعياً للموروث الأدبي العربي، فقد عرف العرب هذا اللون الأدبي  وكانوا يجتمعون حول موائده كلما واتتهم الفرصة بل كانت لهم جلسات سمر يتعاطون خلالها كؤوس الأدب شعراً ونثراً فينتقون من الأشعار الرائقة لينشدوها إنشاداً فيشنّفون بها الآذان وتطرب لها قلوب الحاضرين وتتعالى صيحات الإعجاب، وما برحوا يتفنّنون في الألحان ويتنقّلون فيها من فن إلى فن آخر ومن غرض إلى غرض آخر. إلّا أنّنا نعرّج في حديثنا اليوم على المجالس الأدبية والتراثية في العراق التي تعكس وجهه الأدبي والحضاري الذي ساير التقدم والتطور المنسجمَين مع روح الفكر والسعي نحو الرقي حتى منتصف السبعينيات من القرن المنصرم، حين شرع النظام آنذاك بتضييق المجال أمام استمرار هذه المجالس التي عدّها تجمّعات غير محبّذة يجب أن تنحسر. مثّلت هذه المجالس منتديات ثقافية نضجت فيها الحركة الفكرية والأدبية وقصدها الرواد من كل صوب ينتفعون من علم رجالها.   عُرفت المجالس أو الصالونات الثقافية -ولو أنّ البعض لا يحبّذ استخدام مصطلح صالون بوصفه كلمة أجنبية معرّبة- في المجتمع المُسلم منذ وقتٍ مُبكرٍ وتُشير بعض المراجع إلى أنها عُرفت في بداية عهد الدولة الأموية وازدهرت في عهد الدولة العباسية لا سيّما في قصور الخُلفاء والوزراء والأمراء والولاة وعلية القوم من المجتمع، وكانت تلك المجالس تستقبل العلماء والأدباء والشعراء والبُلغاء والمفكّرين ونحوهم وتشهد سجالاتٍ فكريةً وثقافيةً أسهمت بلا شك في التطور الثقافي ونشر المعارف والعلوم المختلفة في المجتمع. كما أنّ المجالس الثقافية هذه -كما أشارت إلى ذلك بعض كتب التراث الإسلامي- كانت تمتاز بآداب وتقاليد يجب أن يراعيها أولئك الذين كان يُسمح لهم بحضورها. وليس هذا فحسب بل كان للمرأة نصيب ومشاركة جيدة في المجالس الثقافية والأدبية وهو ما أشار إليه أحد الكُتّاب بقوله: “وكثيراً ما كانت الأديبات من المسلمات يعقدن المجالس الأدبية لدراسة الأدب والشعر ونقد الشعراء والموازنة بينهم، ومن هؤلاء السيدة سكينة والولّادة بنت الخليفة المُستكفي”. وما الصورة الحالية للمجالس الثقافية إلا امتداد لتلك الصورة القديمة التي عُرفت بها تلك المجالس مع بعض التعديلات والتغييرات التي تفرضها ظروف الزمان والمكان بين حينٍ وآخر. والمجالس الثقافية والأدبية  في مجتمعنا المعاصر ليست إلّا أحد أنماط المنتديات الثقافية في المجتمع والتي تُمثّل في مجموعها النوافذ التي يُطلّ من خلالها الفكر والأدب والثقافة، وما ذلك إلّا لأنّها منتديات تجري فيها اللقاءات الثقافية والأدبية بين شرائح المجتمع المختلفة وتشتمل على بعض الفعاليات كالحوارات والمحاضرات والندوات واللقاءات العلمية ونحوها. وبالرغم من أنّ هذه المجالس الثقافية تعد موازية في نشاطاتها للمنابر الثقافية الرسمية مثل الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وغيرها من المؤسسات الاجتماعية الأخرى التي تُعنى بفنون مختلفة من الفكر والثقافة والأدب والمعرفة فهي تمتاز ببعض الخصوصية التي تمنحها استقلاليةً على نحوٍ ما عن غيرها، و من أبرز ملامح هذه الخصوصية ما يأتي:  إنّ المجالس في مجموعها تمثّل مؤسساتٍ اجتماعيةً غير رسمية في الغالب وربما كانت غير منتظمة المواعيد لأنها تخضع للكثير من الظروف المرتبطة بأصحابها أو ببعض الظروف الزمانية والمكانية المختلفة التي تستلزم ذلك. تمتاز هذه المجالس الثقافية -في الغالب- بأنّ معظم روّادها ممن يتعارفون شخصياً ويتقاربون فكرياً وثقافياً فهي قد تجمع بين العالم والمتعلّم والأديب والمتذوّق والوجيه والتاجر والإعلامي والعامّيّ والأستاذ  والطالب وغيرهم من أفراد المجتمع وفئاته المختلفة الأمر الذي يجعل من الحوار الموضوعي الهادف حالة طاغية على جلساتهم ونقاشاتهم وطروحاتهم، يُضاف إلى ذلك أنّها تُقام في الأصل بوصفها لقاءاتٍ ودّيّةً وأخوية وحميمة، ولا يكون النقاش والحوار فيها إلّا حول القضايا والموضوعات التي تهم الجميع. إنّ هذه المجالس بعيدة إلى حدٍّ ما عن قيود المظلّة الرسمية للجهات التي تتبع لها بعض المؤسسات الثقافية الموازية والتي قد تُحدد أو تُخضع الموضوعات المطروحة فيها لبعض الشروط والقيود، الأمر الذي قد يترتب عليه عدم ارتياح المتحدث أو الحضور لشعورهم بأنّ هناك نوعاً من الرقابة على طروحاتهم ومشاركاتهم وتعليقاتهم.تُمثّل هذه المجالس الثقافية قناةً جديدةً من القنوات الحوارية التي تمتاز بأن لها جمهورها الخاص الذي يُتاح له حضور هذه المجالس والمشاركة فيها، كما أنّ لها جمهورها العام الذي يتناقل أخبارها وما يحدث فيها من حوارات ونقاشات ونحو ذلك، الأمر الذي يكفل لهذه المجالس إشاعة ثقافة الحوار ونشرها بين فئة معينة من أبناء المجتمع.إنّ هذه المجالس الثقافية تتيح لروّادها -في الغالب- فرصة الحوارات المتميزة التي يشارك فيها عادةً نخبة من المثقفين الذين يتواصلون مع نشاطات هذه المجالس و يحرصون على إثراء حواراتها وتأصيل مبدأ الحوار الهادف في لقاءاتها الأمر الذي يكون له أثرٌ فاعلٌ في تجسير العلاقة بين المُتحاورين وتوثيقها لا سيّما أنّ هؤلاء المُثقفين يشعرون بين حينٍ وآخر بالحاجة إلى لقاء أقرانهم طمعاً في تلاقح الأفكار وتبادل الخبرات والبحث عن الجديد والمُفيد.  إنّ هذه المجالس الثقافية تقوم بوظيفةٍ اجتماعيةٍ مهمةٍ حيث تعمل على ردم الهُوّة -التي لا يُنكرها أي منصف-  بين المثقّف والمتلقّي في بلادنا على وجه الخصوص عن طريق ما تضخّه  تلك المجالس المفتوحة والقلوب المشرعة والفرص المُتاحة للجميع.إنّ هذه المجالس الثقافية تراعي في طروحاتها وحواراتها مُقتضى حال المجتمع بصفةٍ عامة وحال مُرتادي المجالس بصفةٍ خاصة فتُعنى بما يهمهم ويُشغلهم ثقافياً أو اجتماعياً أو علمياً أو اقتصادياً أو غير ذلك الأمر الذي يجعلهم يحرصون على حضورها. وقد لا أكون  مُبالغاً  حينما أقول إنّ متابعي مواعيد انعقاد المجالس ينتظرون الموعد بفارغ الصبر لما يجدونه فيها من انشراحٍ وسرورٍ وأُنسٍ بلقاء الآخرين. إنّ هذه المجالس الثقافية تُسهم بلا شكّ في تقريب وجهات النظر وتُتيح الفرصة لسماع آراء الآخرين وتعمل بطريقةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرة على تعويد الحضور على حُسن الاستماع للرأي والرأي الآخر وإتاحة الفرصة للجميع لكي يطرحوا ما لديهم من طروحاتٍ وأفكار بهدوءٍ وشفافية. إنّ هذه المجالس الثقافية تُعدّ فكرةً جيدةً وظاهرة اجتماعية حسنةً استطاعت أن توجد لقاءً ثقافياً بين المثقفين والمُهتمين بالثقافة وحققت لهم التواصل المفقود لا سيّما في زماننا الذي يعاني فيه الكثير ندرة فرص التواصل بين أبناء المجتمع. 10.إنّ هذه المجالس الثقافية تُتيح لروادها وقتاً أكبر وفُرصاً أكثر للنقاش والحوار والتعليق والمُشاركة وهو ما لا نراه في غيرها من المؤسسات الأخرى التي طالما أفسدت كثيراً من اللقاءات بمنع الحوار والتعليق بدعوى الالتزام بالوقت المُحدد.     وقد كان العراقيون مولعين بمجالسهم  الأدبية هذه سواء أكانوا من المسلمين أم النصارى أم اليهود. وتعددت مواقع المجالس وانتشرت في بغداد والبصرة والموصل إلى جانب وجدها في محافظات أخرى.ولأجل هذا كله فقد سعيت -وأسأل الله أن يوفقني في مسعاي- إلى أن أكتب عن هذه المجالس والمنتديات الأدبية والثقافية وأنشر ذلك في مجلداتنا التي بلغت اثني عشر مجلداً صدرت تحت عنوان “أحاديث الثلاثاء/ كتابات لمثقفين عراقيين” كي تظلّ شاهداً حياً على الحركة الثقافية للمفكرين العراقيين خلال هذه الحقبة من تاريخها الحافل بالحوادث والمفارقات لتتأثر الأجيال القادمة بهذه الحركة الثقافية وليرجع إليها الباحثون والدارسون عندما يحتاجون إلى ما يتعلق بالمجالس وأحوالها الثقافية وشؤون روّادها. لذلك قصدت من وراء هذه الأسطر لفت نظر الجيل الحالي والأجيال القادمة إلى ما كان يجري في وطني العزيز العراق وما يتصل به من قريب أو بعيد وخصوصاً فيما يتعلق ببيوتاته وأسره ومجالسهم ومنتدياتهم وأخبارهم وآثارهم. والمجلس أو الديوانية -كما يسمّى أحياناً- هو غرفة استقبال الضيوف من الرجال الغرباء في البيوت العربية التقليدية. وغالباً ما يطل المجلس على الشارع مباشرة ويكون الغرفة الوحيدة في البيت التي لا تطل على صحن البيت والدخول إليه يكون عادة عن طريق المجاز، وتوجد أحياناً غرفة معلقة تطل على المجلس من الداخل بواسطة مشربيات تستخدم كمجلس للنساء. تستخدم هذه الغرفة عادةً عندما تدعو الحاجة إلى الحديث مع النساء عند الخطبة أو الزواج مثلاً. ولقد اشتهرت المدن العراقية بمجالسها الأدبية والتراثية التي تقام فيها الندوات الثقافية والعلمية وخصوصاً بغداد والموصل والبصرة التي كانت إلى وقت غير بعيد تزخر بكوكبة من المثقفين والعلماء في شتى مجالات المعرفة. ومن المجالس المشهورة في بغداد كما أوردها المؤرخ عبد الغني الدروبي مجلس السيد علي الكيلاني ومجلس السيد سلمان الكيلاني ومجلس السيد عبد الرحمن الكيلاني ومجلس السيد محمود حسام الدين الكيلاني ومجلس السيد داود ضياء الدين الكيلاني ومجلس حسن صائم الكيلاني ومجلس السيدين عبد الله الكيلاني وأحمد الكيلاني ومجلس السيد إبراهيم سيف الدين الكيلاني ومجلس موسى شرف الدين الكيلاني ومجلس محيي الدين الكيلاني ومجلس عبد القادر بن السيد مراد الدين النقيب الكيلاني ومجلس أحمد السيد ياسين الكيلاني ومجلس محمد حامد الكيلاني ومجلس السيد حسين ناصر الدين الكيلاني ومجلس آل الواعظ ومجلس آل النجم ومجلس آل السويدي ومجلس الشيخ أبي الثناء محمود الآلوسي ومجلس آل شاكر ومجلس الشيخ عبد الرحمن الزبير ومجلس آل الوتري ومجلس آل جميل ومجلس الشاعر عبد الغفار الأخرس ومجلس الشيخ عبد الوهاب النائب ومجلس سليمان فائق بك بن طالب كهية ومجلس عبد الباقي العمري ومجلس عبد العزيز المطير ومجلس الشيخ محمد فيضي الزهاوي ومجلس آل الشاوي ومجلس آل الطبقجلي ومجلس آل الحيدري ومجلس بيت دلّة ومجلس بيت السنوي ومجلس بيت آل القشطيني ومجلس آل الخضيري ومجلس آل القيارة ومجلس آل الزند ومجلس آل البقال ومجلس بيت الباجه جي ومجلس بيت العمري ومجلس بيت الشيخلي ومجلس بيت الشابندر ومجلس فتاح باشا ومجلس السيد حسن الصدر ومجلس آل غنيمة ومجلس الأب أنستاس الكرملي ومجلس يعقوب سركيس ومجلس آل مسكوني ومجلس آل عوّاد ومجلس مناحيم دانيال ومجلس نعيم زلخة وصالون الفنانة عفيفة إسكندر.   ونظرا للمتعة والاستفادة في ذكر أسماء المجالس والجمعيات المختلفة التي أنشئت في بغداد نذكر بشكل موجز ما ذكر عنها في الدراسة الأكاديمية الممتعة المعنونة “الحياة الاجتماعية في مدينة بغداد 1939- 1958  لعباس فرحان آل شبر الموسوي 2003 – بغداد وفيها معلومات مفصّلة عن الجمعيات والنوادي الاجتماعية والثقافية والمجالس العلمية والأدبية في مدينة بغداد. والظاهر من خلال متن البحث أنّ المجالس البغدادية كانت مقسمة على قسمين: رجالية ونسائية. تأسّست الجمعيات والنوادي الاجتماعية والثقافية بعد صدور قانون تأليف الجمعيات المعدل رقم 27/ 922 ، و منها:1- جمعية الهلال الأحمر: أسّست في 29 شباط 1932 وأهدافها مختلفة عن غيرها من الجمعيات منها إسعاف جرحى الحرب ومساعدة المنكوبين الذين يصابون بحوادث فجائية في أوقات السلم. تألفت هيئتها الإدارية الأولى من ستة عشر عضواً برئاسة أمين العاصمة أرشد العمري وبرعاية الملك فيصل الأول وولي عهده الأمير غازي الذي انتخب رئيسا فخرياً  لها. و خصّصت أربعة دنانير للمتبرعين بالدم  وأرسلت بعض المرضى إلى المصحات اللبنانية على حسابها الخاص واهتمت بإكساء الأطفال وفتح دورات لتعليم مبادئ الإسعافات الأولية وأسهمت في تخفيف الآم المنكوبين بالفيضانات المدمرة التي تعرضت لها مدينة بغداد والتي كان آخرها فيضان عام 1954 إذ قامت بنقل ألف وثمانمائة شخص من سكّان الصرائف خلف السدة الشرقية إلى موقع الشاكرية في جانب الكرخ، وساهمت بتقديم خدماتها إلى المرضى والمنكوبين في البلاد العربية لاسيّما في فلسطين والأردن. واستمرت بنشاطاتها حتى عام 1958.3- نـادي القلـم: تأسّس أواخر عام 1934 بهدف توثيق العلاقات بين المثقفين العراقيين وأقرانهم في الوطن العربـي وتألفـت الهيـئة الإدارية الأولى من جميل صدقي الزهاوي رئيساً ومحمّد رضا الشبيبي نائباً أوّلاً ومحمّد فاضل الجمالي نائباً ثانياً ومتّي عقراوي أميناً للصندوق وإبراهيم حلمي العمر أميناً للسّرّ، و كان من أعضاء النادي روفائيل بطي وعباس العزاوي ومحمد باقر الشبيبي وعلي الشرقي وعبد الكريم الأزري وأمين سعيد وعبد المسيح (يوسف عبد المسيح؟). وبعد وفاة الزهاوي في  27- 2- 1936 اختير محمّد رضا الشبيبي خلفاً له حتى العام 1954حين توقفت نشاطات النادي بعد صدور قانون الجمعيات رقم 19 في 1954، ثم جُدّدت إجازته في 15- 3- 1956 برئاسة الجمالي واستمر حتى 1958.4- جمعية المعلمين: تأسّست سنة 1943 بهدف النهوض بمستوى التعليم في البلاد وتعزيز دور المعلمين والإسهام في نشر الثقافة العامة ورأس هيئتها الإدارية الأولى مصطفى جواد وضمّت ثلاثين عضواً، نشرت المحاضرات والبحوث وأقامت المؤتمرات وأنشأت عدداً من رياض الأطفال والمدارس الثانوية المسائية وسعت إلى مكافحة الأمية وطالبت وزارة المعارف بتهيئة الظروف المناسبة للكادر التعليمي من حيث السكن والمستوى المعاشي والصحي.5- جمعية الرابطة الثقافية: تألفت في 26- 12- 1943 وهدفها العام كما نصّت عليه المادة الثانية من نظامها الأساسي (بث الثقافة والروح الديمقراطية وتشجيع النشاط العلمي والاجتماعي بكل ما يتيسر لديها من الوسائل المشروعة) من خلال التأليف والترجمة وإلقاء المحاضرات وتقديم الخدمات الاجتماعية. ضمّت الهيئة الإدارية المؤسسة فتاح إبراهيم رئيساً وجمال عمر نظمي سكرتيراً ومجيد عبد الله محاسباً. أصدرت في العام 1944مجلة باسم “الرابطة” ثم أسّست مكتبة بالاسم ذاته. لم تستمر الجمعية فقد أقدمت وزارة أرشد العمري الأولى عام 1946على حلّها وإلغاء امتياز مجلتها.6- نادي إخوان الحرية: أُسّسته فريا ستارك الملحقة الصحفية بدار السفارة البريطانية في 28- 5- 1942 ليكون نادياً ترفيهياً تقام فيه الحفلات، افتتحت فروع له في المدن العراقية وبلغ عدد أعضائه حوالي سبعة آلاف شخص. انتهت مهام النادي بانتهاء الحرب العالمية الثانية.7- نادي Z: نادٍ اجتماعي ترفيهي تأسّس في العام 1942 و ضمّ -بصورة خاصة- الموظفين في السفارتين البريطانية والأمريكية والموظفين الأجانب في بعض مؤسسات الدولة العراقية والشخصيات الموالية للسلطة البريطانية.8- نادي المعـارف: تأسّس في 24- 5- 1956 بهدف نشر الثقافة في بغداد وتقوية الروابط والصلات بين أفراد الأسرة التعليمية. من الأعضاء المؤسّسين د. محمود الأمين و د. مهدي المخزومي ويونس محمد أمين ويوسف صالح وزكي صالح الراوي. و كان الأعضاء على نوعين: الأعضاء العاملين من موظفي وزارة المعارف، والأعضاء المؤازرين من غير الموظفين. استمر حتى نهاية العهد الملكي. ومن المجالس الأدبية العراقية نورد الآتي: – مجلس السيد حسين ناصر الدين الكيلاني الذي كان يعقده في الحضرة الكيلانية ثم نقله إلى داره في باب الشيخ و كان يحضره العلماء والأدباء والشعراء وأصحاب الحرف والملّاكون ويبحث في القضايا الدينية والاجتماعية. وكان يحضره المحتاجون أيضاً.- مجلس أسرة السويدي برئاسة ناجي السويدي في محلة خضر الياس، استمر حتى وفاته في العام 1943.- مجلس طه الهاشمي في محلة البقچه في الميدان.- مجلس الشاعر معروف الرصافي وهو مجلس متميز بين مجالس الأدب والشعر والقريض أقامه في مناطق متعددة من بغداد في مقهى الشط في محلة المصبغة وفي مقهى عارف آغا في محلة الحيدرخانة بشارع الرشيد وفي مقهى أمين الواقعة عند مدخل شارع حسان بن ثابت، وفي فصل الصيف في مقهى الرشيد الواقعة على نهر دجلة بالباب الشرقي وفي الأعظمية وفي محلة السفينة، وكان رواده لا يخرجون منه إلّا والنشوة تغمرهم لما يتخلله من نكات وطرائف. استمر حتى وفاته في العام 1945.- مجلس د. ناجي الأصيل الّذي كان يستقبل فيه الباحثين والآثاريين والعلماء والأدباء من العراق والبلدان العربية والإسلامية والمستشرقين والمختصين بالآثار القديمة.- مجلس آل الشبيبي بزعامة جواد الشبيبي ونجليه من بعده محمّد رضا الشبيبي ومحمّد باقر الشبيبي. اشتهر المجلس بالاهتمام بالأدب والفقه والحديث والتفسير والشعر و كان يحضره الوزراء والعلماء والأدباء والشعراء في دارالشبيبي الواقعة بالكرادة الشرقية.- مجلس قاسم محمد الرجب الذي كان يعقد في مكتبته.- مجلس آل الدفتري الذي أقامه المحامي محمود صبحي الدفتري أسبوعياً، عُرِف بصالون الجمعة و كان يعقده عصراً في داره الواقعة في محلة الحيدرخانة لبحث القضايا التأريخية واللغوية والاقتصادية والسياسية وتتخلله الطرائف والمداعبات والنكات فتزيد المجلس لطافة وظرافة.- مجلس عباس العزاوي المحامي في مكتبه القريب من جامع الخفّافين و كان يتردد عليه المهتمّون بالأنساب والقبائل العربية .- مجلس آل الصدر برئاسة السيد محمد الصدر في داره الواقعة في الكاظمية.- مجلس الدكتور عبد المجيد القصّاب في داره الكائنة في محلة كرادة مريم، كان يعقده مساء كل جمعة و يختلف إليه المفكرون والأدباء والأطباء.- مجلس آل الخضيري الذي كان يديره التاجر ياسين چلبي الخضيري ويحضره التجار والأدباء والعلماء ويتردّد عليه الفقراء ويختلف إليه الظرفاء فيزيدونه متعة وحيوية.- مجلس آل بابان وكان أبرز من ترأسّه جمـال بابان وجـلال بابـان.- مجلـس كاظـم الدجيلـي.- مجلـس السيـد حازم المفتي.- مجلس الخطّاط هاشم محمد البغدادي، كان يعقده في يوم الجمعة ويختلف إليه هواة الخط. – مجلس محمّد بهجت الاثري وكان يحضره العلماء والأدباء والشعراء.- مجلس د.أحمد سوسة و كان يحضره المؤرخون والباحثون والآثاريون والمهندسون والمفكرون والأدباء.- مجلس آل الربيعي كان يديره أمير اللواء حسيب الربيعي في محلة العاقولية في جانب الرصافة.- مجلس د. مصطفى جواد.- مجلس بيت الباچه چي ومنهم حمدي الباچه چي ومزاحم الباچه چي .- مجلس السيد هبة الدين الحسيني.- مجلس الحاج حسين الشعرباف في الكرادة الشرقية و قد كان ملتقى الأدباء والشعراء ويحضره الوزراء والأطباء والمدرّسون وأساتذة الكليات وطلاب العلم والتجار والموظفون ورجال الدين لما امتاز به صاحب المجلس من أدب رفيع وخلق حسن ونشاط اجتماعي.- مجلس الملّا عبود الكرخي الذي كان يعقد في داره ويجتمع فيه الصحفيون والأدباء وتشيع فيه النكتة والظرافة .- مجلس الصحفي روفائيل بطّي مساء يوم الأحد من كل أسبوع في مقر جريدته البلاد.- مجلس الأب انستاس ماري الكرملي وكان يعرف بمجلس الجمعة في دير الآباء الكرمليين في محلة سوق الغزل ويحضره العلماء والأدباء والمؤرّخون والوزراء من عرب ومستشرقين.- مجلس يعقوب سركيس في داره في محلة المربعة على نهر دجلة و كان يتردد عليه جمع كثير من العلماء والأدباء والصحفيين والكتّاب والباحثين والمهتمين بشؤون التأليف والتصنيف.- مجلس آل عوّاد الّذي ترأّسه الشقيقان كوركيس وميخائيل عواد في دارهما الكائنة في كرادة مريم.- مجلس آل غنيمة برئاسة يوسف رزق الله غنيمة.- مجلس مناحيم دانيال في محلة رأس القرية على نهر دجلة استمر حتى وفاته في 2- 11- 1940 ثم خلفه في إدراة المجلس ولده عزره مناحيم دانيال.- مجلس مير بصري.- مجلس يوسف الكبير.- مجلس الأديب الشاعر المحامي أنور شاؤول. – مجلس الأديب شاكر جابر في الكرادة الشرقية.- مجلس الدكتور حسين محفوظ في الكاظمية. كما برز منتدى ثقافي عرف بمنتدى بغداد وكان لأمانة بغداد الفضل الأكبر في إنشائه ودعمه ورعايته وجعله مركزاً ثقافياً لإحياء تراث بغداد .إنّ هذه المجالس بندواتها ونقاشاتها أنشأت جواً جميلا ً من التـآلف الروحي الهادف عبر موضوعات متعددة الجوانب من غير اقتصار على فئة أو عنصر أو انتماء .وإحقاقاً للحق وردّاً للفضل إلى ذويه أشيد بجهود كثيرة  في هذا المجال نهضت بها بكل همة واقتدار مجالس أدبية أخرى في أرجاء الوطن الحبيب كمدينة النجف الأشرف والحلة وكربلاء والموصل والبصرة والعمارة والناصرية . ومجلس السيد محسن الصائغ كان يعقد في بيته أو في دكانه وكان يحضره شاعر الكاظمية في تلك الفترة (1312 هـ) الشيخ جابر الكاظمي والشاعر عبد الباقي العمري والسيد باقر الهندي والسيد محمد سعيد الحبوبي والشيخ جواد الشبيبي. و كان يتصدّره مجلس آل ياسين الشيخ عبد الحسين آل ياسين ثم خلفه ابنه الشيخ راضي، وكان من روّاده الدائميين ولده الدكتور عز الدين آل ياسين. وكان هذا من أفذاذ الراي والقلم. أمّا عفيفة إسكندر ذات التقاليد الخاصة في الفن والحياة فقد كانت تملك صالوناً أنيقاً وفاخراً في منزلها الواقع في منطقة المسبح في الكرادة وضم مجلسها الكثير من رجالات السياسة والأدب والفن والثقافة في البلاد من أبرزهم رجال الحكم الملكي مثل نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي الأسبق وفائق السامرائي عضو حزب الاستقلال وعضو مجلس الأمة والنائب حطاب الخضيري وأكرم أحمد وحسين مردان وجعفر الخليلي وإبراهيم علي والمحامي عباس البغدادي والعلامة الدكتور مصطفى جواد الذي كان مولعاً بفنها وجمالها ومستشارها اللغوي وكانت تقرأ له الشعر قبل أن تغنّيَه، فضلاً عن الفنانين حقي الشبلي وعبدالله العزاوي ومحمود شوكة وصادق الأزدي والمصور آمري سليم والمصور حازم باك وأسماء كثيرة أخرى.إنّ أكثر الوجوه التي كانت تتردد على هذه المجالس الثقافية والأدبية هم الأفاضل الآتي ذكرهم:  د. محمد حسين الزبيدي، سالم الآلوسي، نعمان ماهر الكنعاني، موفق العمري، نجم السعدون ، قاسم السماوي، عبد المجيد الباجه جي، عبد الرزاق الهلالي، الشيخ عبود الهيمص، حميد الرشودي المحامي، ناجي جواد الساعاتي ، سليم طه التكريتي، حميد المحل ، جاسم الرجب، حارث طه الراوي، سالم سليمان، عبد الله الصوفي، محمود شويلية، مصطفى عبد اللطيف، محمد الصادق الصدر، د.علي الصافي، أحمد حامد الصراف، عبد اللطيف الكمالي، سلمان الصفواني، د. جابر الشكرجي، حسين المؤمن، الحاج طالب فليح، صادق التكريتي، عبد الصاحب المختار، سعدون ناجي القشطيني، صبيح القشطيني، إلهام خليل، محمود شوقي الحمداني محمود علي ألمان، الشيخ جلال الحنفي، د. كامل مصطفى الشبيبي، د. مصطفى كامل ياسين، عبد الهادي الظاهر، كامل الكبيسي، محيي الهيمص، ناجي عيسى الخلف، ناجي عبد الصاحب، كوركيس وميخائيل عواد، عبد الرزاق البصير (الأديب الكويتي)، الدكتور محسن مهدي الأستاذ في الجامعات الأميركية (عندما يكون في بغداد)، صديق حسن، كاظم حسن الجاسم، قاسم الشالجي، وجيه النوري، أحمد السامرائي، محمد حديد، صديق شنشل، علاء الدين عبد المجيد فؤاد، جمال الدين الآلوسي، عزيز صالح العلي العزي، عبد الواحد الهيتي، مصلح النقشبندي، عثمان نوري آل رئيس الكتاب، شامل رشيد الشيخلي،إبراهيم الشالجي، إسماعيل حقي خليل، سعدون محمود رامز، ضياء الجلبي، محمود الكروي، عبد القادر الخطيب، د. خالد العزي، الشيخ يونس السامرائي، جعفر مال الله، وليد الأعظمي. وممن يحضر في مجالس خاصة  وليس في معظم المجالس الأساتذة حسين جميل، رجب عبد المجيد، مظهر فهمي العزاوي، داود سرسم، فريد فتيان، حسن هداوي، كاظم السعيدي، محمد يعقوب السعيدي، وعبد الله حسون العلي، إبراهيم العلي، راضي العبد، عبد الرضا الدجيلي، باقر الدجيلي. أمّا خلال عقد الألفية الثالثة الأول فقد بادر الأستاذ الطبيب المخضرم عطا عبد الوهاب إلى إقامة مجلسه الثقافي الأدبي في شهر نيسان من العام 2009 والذي أخذ ينعقد كل يوم ثلاثاء، وانضممت له في العام 2010. وكما جاء على لسان الباحث الأستاذ رفعت مرهون الصفار عن جوانب أخرى من المجالس الأدبية والثقافية فإنّ:”الإنسان بطبيعته اجتماعي يميل إلى التواصل مع أفراد جنسه ويرفض العزلة والانفراد، ويأخذ هذا التواصل أشكالاً وصوراً مختلفة كالتعاملات التجارية وتبادل الآراء في العرض والنقد والاستزادة من المعارف والعلوم عن طريق الحوارات الأدبية والعلمية بغية (التعرف إلى) أحوال الآخرين المحيطين به” فإني أخذت على عاتقي العناية ببقاء المجلس وديمومته من خلال الاهتمام بنشر الكلمات والمحاضرات والبحوث التي يأتي بها الحضور في مجلد أسميته (أحاديث الثلاثاء) يوثّق كل ما يطرح في مجلس صاحب الهمة السيد عطا عبد الوهاب. وما انفكّ المجلس يفتح أبوابه مرحّباً بالأقلام الخيّرة والأفكار النيّرة والهمم الناهضة الساعية إلى تقديم المساهمات العلمية الجادة. وبسبب الظروف الصحية لمنشيء المجلس فقد تولّيت -أنا الدكتور شوقي ناجي جواد- ابتداءً من شباط 2017 استضافة المجلس في داري لضمان استمراريته ودوام بقائه بمشيئة الله. وقد صدر من (أحاديث الثلاثاء) اثنا عشر جزءاً وسيأتي الجزء الثالث عشر -بإذن الله- متوّجاً بمحتويات المجلس القيّمة والغنية بموضوعاته الذكية ذات النكهات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية التي تربو على الثلاثين موضوعاً تتغلغل في حقول المعرفة المتعددة كالفلسفة والاقتصاد وصناعة النفط والأدب وإدارة الأعمال والجغرافيا والفن والمسرح والتأريخ والطب والقصة والرواية. وكثيرة هي أحاديث الثلاثاء و موضوعاته التي تعجّ بها مصنّفاتنا.  وقد احتفل مجلس الثلاثاء الثقافي في الذكرى الثانية عشرة لانعقاده بما أصدره من الدراسات و المطبوعات في الموضوعات الثقافية العامة التي تندرج في إطار الثقافة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفنية والشعرية والأدبية ولا سيّما الموضوعات الساخنة التي تطفو على السطح في المجالات العلمية والأدبية ونحوها، وتم تكريم الرواد والمبدعين والمتميزين في المجالات والميادين العلمية والمعرفية المختلفة وقد رعى مركز الخلد -لصاحبه الدكتور خالد الشمري- ذلك التكريم. ولا يفوتني هنا أن أتقدم بالشكر والامتنان إلى الأخوين أمجد حيسن وعلاء الخطيب وأدعو لفقيدنا المرحوم -بإذن الله- حافظ تركي الهيتي الذي تولّى العناية اللغوية والنحوية لكل ما صدر عن المجلس من محاضرات أو دراسات حينها.  ختاماً، أتمنى من الجهات المعنية في الدول والمناطق والمدن المختلفة أن تحرص على نشر هذه المجالس الثقافية التي تُعد رافداً رئيساً وفاعلاً من روافد مسيرة الثقافة، والتي لها أثرٌ فاعلٌ في مد جسور التعاون والتواصل الثقافي مع المؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية والتربوية ذات الاهتمام بالأنشطة المماثلة في أقطارنا العربية. والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply