
من المعلوم لدينا أنَّ الشعر الصوفي امتداد لشعر الزهد الذي ظهر في بدايات العصر الأموي فقد انحدر شعر الزهد والشعر الصوفي في نهر واحد ثم افترقا قريباً من بعضهما ليلتقيا في مصب واحد. فشعراء الزهد كانت قصائدهم وأشعارهم في التقرب إلى الله تعالى طمعاً في الجنة والجزاء الحسن ومن هنا كان شعراً مليئاً بألفاظ التوسل والرجاء والمناجاة والتحذير من النار وملذات الحياة الدنيا وشهواتها والتذكير بالآخرة والمعاد والحساب يوم القيامة أو في الحياة الآخرة وما يعزز الرغبة والرهبة وهاجس الخوف من العقاب والعذاب.
أمَّا الشعراء الصوفيون فقد نبعت أشعارهم وقصائدهم من هواجس الحب والوجد والشوق والوله والعشق والود الخالص لخالقهم، فهو الحبيب الذي عشقوه وذابت أرواحهم في حبه وفي كيفية الوصول إليه لذا اختاروا الألفاظ الغزلية وكلمات الحب الخالص في التعبير عن مكنون أنفسهم وأفكارهم وما يداخلها من حب وشوق إلى الله تعالى . وشتَّان بين الخوف والرهبة وبين الحب والشوق؛ فالشاعر الصوفي محب عاشق واله من حيث أنَّ الصوفية في جوهرها وذاتها ضرب من ضروب الحب والوله والفناء بالحبيب والوصول اليه .
والأسلوب الشعري هو بناء القصيدة من حيث الشكل والمضمون حساً مضموناً وفناً وتخيلاً وتصوراً وأحاسيس وعواطف وصوراً شعرية وبلاغة وموسيقى ونحواً وبلاغة في كل ما يتطلبه البناء الشعري للقصيدة وداخل فيها ابتداءً من مطلعها إلى خاتمتها.
والقصائد الصوفية امتازت بين الطول والقصر فهناك مقطوعات نظمت في بيتين أو ثلاثة وقصائد في عشرات الأبيات إلى جانب مطولات كانت قمة في الألق و الرقي الشعري إنَّ السمة الجامعة لهذه القصائد أو المقطوعات أنَّها في ذاتها في التصوف والحب الإلهي . واللغة الشعرية التي استعملها الشعراء الصوفيون قد اشتملت على الغزل العذري وما فيه من ألفاظ في الود والحب والشوق والوجد والوله والفناء في المحب وما تعتمل في نفسه منها إزاء من تهواه نفسه، وقد أضافوا إليها إحدى طرق التعبير الصوفي ماثلة في التلويح أو الرمز الشعري الذي يومئ أو يستثير به لها. ومن خلال هذا الطريق استطاع الشاعر الصوفي التعبير عما يخالجه ويجول بخاطره من عبارات دون الاكتراث بما حوله وقد أولى شعره العناية و الصياغة الجيدة مع حسن اختيار الألفاظ فكان دقيقاً في اختيار الألفاظ الشعرية في ظل الرمز في استعمال الألفاظ السهلة وانتقاء الكلمات الأنيقة التي تظهرما يتمتع به الشاعر من قوة وإلهام في الاختيار والتعبير والشاعرية الفذة بألفاظ سهلة مألوفة يلبسها ثوباً جديداً قشيباً يتلون بألوان وهج القصيدة وأحاسيسها فتأتي بين الرقة والعذوبة وربما الخطابية ايضاً.
أما الموسيقى الشعرية فإنّها تنبع من إحساس الشاعر وما يتأجج في نفسه من أحوال ومواجيد وقد ارتبط بالموسيقى مظهران أساسيان أحدهما يتمم الآخر هما الأوزان والقوافي، فالوزن قالب موسيقي يعتمده أسلوب الشعر العربي أوهو مصطلح الإيقاع واللحن الحادث من تجمع أصوات الحروف وتجاوبها بنغمية معينة مع بعضها تنسيقا وأداءً من خلال مقدرة الشاعر على الصياغة وانتقاء الشاعر له – فنلاحظ الأوزان ذات النغمات الطويلة والمؤثرة في المتلقي لذا جاءت هذه القصائد تسبح في بحار الطويل والبسيط والكامل والوافر. أما القوافي فإنّها تنطوي على تقدير الاتصال بين أبيات القصيدة الواحدة وتبرز أهميتها من خلال الاتصال والتناسق مع الأوزان الشعرية والانسجام بينهما بحيث نجد في الشعرالصوفي معظم قوافيه منسجمة مع الوزن بحيث تشكل جرساً موسيقياً عذباً متالقاً متصاعداً متفاعلاً مع العواطف المتلقية حتى تصل إلى الانبهار في بعضها.
أما في موضوع الفنون الشعرية فأقول إنَّ الصوفي ولد في أحضان حركة الزهد الإسلامي وتطور من خلالها. والشعر الصوفي ولد في رحم التيار العام للشعر الديني في الإسلام وترعرع فيه وقد عبر هذا الشعر الصوفي بأمانة عن النوازع الصوفية المختلفة كالإعراض عن الدنيا والزهد فيها والإخلاد إلى القناعة والرضا بفضل الله تعالى والصبر عند الشدائد والنوازل والشكر لنعم الله تعالى والتوكل عليه في السراء والضراء. وفي مقامات الصوفية وحقيقتها نلحظ نهوض القلب في طلب الحق -عزَّ وجلَّ- والمقام عندهم مقام العبد بين يدي الله تعالى فيما يأتي به من العبادات والمجاهدات والرياضات والانقطاع إليه تعالى. أما الصورة الفنيــة فهي اللمحة أو الحالة التي يسجلها الشاعر وما يتمثل به من أحساسيس ومدارك للوصول إلى ما تسمو إليه شاعريته ويروم تسجيله بحالة أنصع وأفضل. والصورة الشعرية قمة خيال الشاعر فهي بحر يسبح فيه وسماء يعرج فيها وأرض يتنزه عليها وفيها.
اتجه الشعر الصوفي وجهة متميزة اختلفت عن مسالك الفخر المعروف فلم نجد فيه مديحاً للملوك والأمراء والأشخاص ولم يقصد فيه إلى التباهي والتفاخر والتعظيم بما يمتلكه الصوفي أو بما كان له من مآثر الأجـداد والأمجاد وإنّما فخر ينبع من عقيدته ومنزلته الدينية وما تفرضه عليه الحدود الدينية التي وصل إليها في العبادة ومن خلالها وفي حب الله تعالى، ومن الصور الفنية الجميلة في شعره اعتماد أسلوب التشبيه بحيث يشبه الشاعر الصوفي المحسوسات ببعضها فهو يشبه محسوساً بآخر محسوس مثله أو معنوي ينبثق من محسوس مثله.
ويعدُّ الحب الإلهي حجر الزاوية في الرؤية الصوفية، وقد وردت كلمة الحب في القرآن الكريم في عدة مواضع مما يدل على أنّه عاطفة صافية من الله تعالى نحو عبده غرسها فيه وأخرى صاعدة من العبد نحو ربه، حالة متبادلة بين العبد وربه فالمحبة منه وإليه أودع بذورها قلوب محبيه وإنَّ الروح فيض منه تعالى وهبة منه إليهم، فالحب تعبير عن وفاء الروح لخالقها وليست الأرواح كلُّها قادرة على الوفاء بالحب عن منة الله إليها، لذا أصبح أهل المحبة مخصوصين بهذه النعمة، اصطفاهم ربهم عن سائر خلقه، وقد تصل درجة المحبة فيهم إلى حد الوجد فتكون مكاشفات من الحق -تعالى- تثير الزفيرالمرهق والشهيق المؤرق والبكاء والأنين والصعقة والصيحة وربما تصل إلى الصراخ، ويكون ذلك إذا انقطعت الأسباب وخلص الذكر وحي القلب و رقّ وصفا وغرست فيه الموعظة والذكر فأنبتت وأورقت وأثمرت، وحل الذكر من المناجاة في محل قريب، وخوطب الصوفي فسمع الخطاب بأذن واعية وقلب شاهد وسر طاهر فشاهد ما كان فيه أنَّ التصوف بني على الحب الصادق العفيف فهو سمة بارزة للتصوف التزمه الصوفيون إيماناً بقدسيته حيث ورد كما أشّرنا آنفا في المصحف الشريف:
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
وفي أحاديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ورد الحب كثيراً :
(اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك.)
والصوفيون يعدُّون أعمالهم تقربهم إلى محبة الله تعالى، لذا أصبح الحب الصوفي حباً صادقاً تتعلق الروح فيه بالحضرة الإلهية بصدق وإخلاص ومنها ظهر تأثر الشعراء الصوفيين بشعراء الحب العذري فتمثلوا ببعض ألفاظهم ومواجيدهم وتغنوا بالذات الإلهية. لاحظ قول رابعة العدوية حين تقول :
أحبك حبين حب الهو ى
وحبـــــاً لأنَّك أهل لذاكا
فأما الذي هو حب الهوى
فشغلي بذكرك عمن سواكا
—
إنَّ ذكر الله تعالى والدوام عليه في أثناء هذا الحب العظيم وتوكيد الاتصال الإلهي الذي يشعر به تجاه من يحب ليشير إلى المنزلة العظمى التي يحاول التقرب منها دائماً ومن هنا يتبين أنَّ الحب الإلهي سرعظيم إن أفصح عنه عوقب صاحبه بالموت واتهم بالكفر والعصيان، وعلى هذا فإنَّ الحب الإلهي عند شــعراء الصوفية فيه حالة من التكتم والسر وعدم البوح بما يجده في قلبه وملزم بتحمل ما يجده من صبابة ولوعة وشوق .
والسُّكْر والصحو من أظهر الأحوال الصوفية وأخصها، وقد اختلف المشايخ في أيِّها أفضل وأليق بالصوفي لذا فاضت الأقوال المأ ثورة بالتعبير عن الفناء والغيبة والسكر وما إلى ذلك مما يشير إلى أنَّ الصوفي كان في أغلب أحواله مأخوذاً مشغولاً عن نفسه وعن كل ما سوى الله بالله وحده . فالسكر الصوفي هو تلك النشوة العارمة التي تفيض بها نفس الصوفي من فيوضات روحانية، وقد امتلأت بحب الحبيب حتى غدت قريبة منه كل القرب، فالسكر الصوفي ليس شراباً أو خمراً يدير الرأس أو يثقل الحواس فيضرب غشاوة على القلب بل هو أحساس يوقظ النفس وينعش الوجدان ويجلو عين البصيرة – في نظر الصوفية- كل غشاوة تلحقها، فتفتح أمام القلب آفاقاً للروح في هذه العوالم الجذابة الشائقة بحيث تستولي تجليات الحبيب على قلب الصوفي فلا يشهد ولا يشاهد سوى الحق سبحانه وتعالى لأنَّ حضور الحبيب في القلب محور لشعوره بذاته وبما حوله وقد يصل إلى درجة صفاء الوجد وبهذا يحل والوجود الشهودي محل الوجود الوجودي. ونتيجة لذلك ولهذه الدرجة من الحب الإلهي وما يشعر به الصوفي العارف تجاه خالقه وما يحـسُّ به من شعور إزاء جمال من يحب والمنزَّه عن الجمال الدنيوي فظهرت حالات النشوة والتي هي حالات السكر المشابه في آثاره إلى حد بعيد حالات السكر الخمري، وهذه الحالة علامة الصدق في الحب. في ذلك يقول الشيخ عمر السهروردي:
“المحــــــب شرفه أن تلحقه سكرات المحبة فإن لم يكن ذلك لم يكن حبه حقيقة”
ومن هنا نجد في الشعرالصوفي الخمريات الإلهية فتنبعث من روح الشاعر وقلبه وعواطفه.
لاحظ قول الشاعر الصوفي عبد القادرالكيلاني يقول فيه:
حديثها من قديم العهد في أذنـي
فخلِّني من حديث الحادث الفانــــي
قديمة مزجت روحي بها ودمـــي
وهي التي لم تزل روحي وريحانـــي
انا النديم الذي تم السرور بـــــــه
من كان يعشق رب الجان يهواني
وتعشق الراح مني حين أشربهـــا
ويسكر السكر مني حين يغشانــــي
فهو تعبير مبدع حاذق وصورة فنية جميلة لحالة السكر الإلهي، فالراح هي التي تعشقه والسكر هو الذي به يسكر وخمرته ليس من هذه الخمور الدنيوية وليست نشوته نشوتهم فهي نشوة أزلية أبدية يعني بها التحدث بذكر الحبيب – الله تعالى – في السر الخفي الذي رادف السر والنور المحمدي وفيها يتشوق الشيخ -قُدِّس سرُّه- في مجال آخر إلى الذات العلية وحبيبه الذي يراه في كؤوس الخمر الإلهية، يقول:-
سقاني حبيبي من شراب ذوي المجد
فأسكرني حقاً فغبت على وجدي
وحالة السكر هذه قد لا تكون إلَّا عند أصحاب المواجيد فهي حالة متأتّية من النظر إلى الحق -تعالى- وفيه بعين القلب مستأنساً بالمشاهدة والجمال الإلهي في ظل النشوة العظيمة العارمة التي يشعر بها، وقد تسمى هذه الحالة (الشطح) وهي حالة فيض وجد فـــاض بقوته وهاج لشدته وغليانه وغلبته فانثال فيضاً رابياً. والشطح عند الصوفية من الحركة، أي أنَّه حركة إسرار الواجدين، فالصوفي عندما يقوى وجده ولا يطيق حمل ما يرد على قلبه من سطوة أنوار الحقائق الإلهية فيظهر أو يسطع ذلك على لسانه بعبارات مستغربة على مفهوم سامعها إلَّا إذا كان من العارفين متبحِّراً في العلوم الصوفية. وأستطيع تمثيل حالة الفيض بدلو مليء بالماء ووضع تحت سيل يصب فيه، فكلما كان السيل قوياً كان الفيض مثله وهذه حالة لا يستطيع إدراك قوتها وكنهها إلَّا من دخل فيها وأحسَّها بصدق فهي حادثة جراء هيمان ووجد يتصور فيه الصوفي أنَّ همَّته تعلو على جميع الهمم وأنَّ الله تعالى منزه عن الكيفية والمثلية –
{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} سورة الشورى الآية 11
فهذه الحالة تمثل حالتي الصحو والسكر أساسها نكران الذات لدى الصوفي، تنبع من هجره ملذات الحياة والانشغال بذكر الله مما يشـع من روحه سناءً وصفاء من الكدر والأنانية ويجعلها تفيض بالمحبة الخالصة الصافية في سمو من الأخلاق امتثالاً للحديث القدســـــــي:
” المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء”
ومن علامات الحب الإلهي الأنس وهو إقرار المشاهدة لجمال الحضرة الإلهية في القلب وهذا جمال الجلال وفيه ينجلي الصوفي لربه حتى كأنه في حضرة التقريب مستأنس بوجوده مع الحق تعالى. وقد تحققت عبوديته لحبيبه ووصل إلى أعلى المقامات وهو مقام الإحسان، وهنا ليس للصبر مع العبد اختيار ولا إرادة بل يصل إلى درجة الفناء فيه وقد اتخذ الفناء في الشعر الصوفي في بعض الأحيان ما يفصح عن كيفية هذا المحب وتمكينه في هذا الحب منه من إفناء ذاته واتحادهما في موضوعاتهما بتشويق أزلي في توكيد الذات وإثباتها
والشعر الزهدي أو الديني – والشعر الصوفي رافد من روافده الفذة – اتسم بالشكوى من الحياة أو الدنيا وطبع بالحنين إلى الآخرة وما فيها من الحياة المترفة في الجنة التي وعد الله تعالى بها عباده المتقين، لذا فالشاعر الصوفي نلحظ المنهجية عنده واضحة حتى إن كانت الحياة التي يحياها بعيدة عن شظف العيش ومسبباتها فإنَّ اتجاهه الديني وطريقته الصوفية يجعلانه يحنُّ إلى خالقه هاجراً كل ما في هذه الدنيا الفانية، شاكياً إليه تعالى بعد البعد والفراق لأنَّه هو في ذاته يمثل الشكوى، وهي فن شعري قديم قدم الشعر تعود أصوله إلى ما قبل الإسلام. وقد عرف الشعر العربي ألواناً من شعر الشكوى، منها الشكوى من الحياة والشكوى من الناس والشكوى من الحاكمين ومن الزمن ومن ومن…
فالشكوى غرض من الأغـراض وبخاصة الشكوى لله تعالى والتوجه إليه في الأمور كلِّها والاستغاثة به والتعلق برحمته، فالشاعر يبثُّ شكواه عند الضيق والحرج لخالقه تعالى فهو الميسِّر لكل عسير. يقول أحدهم:
إذا ضاق حالي اشتكيت لخالقي
قدير على تيسير كل عسير
فما بين إطباق الجفون وحلهــا
انجبار كسير وانفكاك أســـير
لقد أبدع الشعراء الصوفيون في تصوير القدرة الإلهية لذا جاء الشعر الصوفي يموج بكلمات الحب والشوق ويجعل منها نشيداً جميلاً فيزيد في مكانته الفنية عن ترنيمات المحبين في الرجاء والاستعطاف فأحبَّه الناس وتمثَّل به الأحبة والعاشقون. وأقول فيه:
شغفت بمن لا مقلتي انتشت به
وقد لا تراه العين مادمت في عمري
تعالى عن الأنظار سيماء قادر
بعيـــــد قريب من محبيه بالفكر
وفيه المنى إني لنوره عاشق
ونور الشموس الزهر من نوره تجري
لقد زاد بي وجدي كبحر بعمقه
وغرقى قلوب العاشقين في البحر
المصدر
فالح الكيلاني، المختار من شعراء التصّوف
---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل