
سالني أستاذي الدّكتور بلاسم في أحد لقاءاتنا: ماهي الرسالة التي تريدين إيصالها للآخرين في حياتك؟
لكلّ منّا رسالة وهدف. الإنسان بوجوده له هدف، العمل له هدف، واللّوحة لها هدف. كان يقول لنا دائماً: فكّروا بما تريدون أنتم ولا تبالوا بتأويلات الآخرين. أزيحوا كلّ من يقف في طريقكم حتّى لو كنت أنا منهم.
لم يحض الفنّ العراقيّ التّشكيليّ بشخصيّة جدليّة غير متّفق عليها بقدر ما كان عليه الدّكتور بلاسم؛ مشاغباً و فائق الاحترام، ثائراً ومتسامحاً، محبّاً للفنّ والجمال والسّلام. عندما يتكلّم بهدوء تجده فجأة وكأنّه يشهر سيفاً في وجهك بسؤال يهدم بنيان أفكارك الّتي فرضت عليك، الأفكار الرّثّة الّتي ترهق كاهل الإبداع. “أريدك أنت من يبني فكرتك.“ هذا ما كان يقوله دائماً، وكان يؤكّد على كلمة (أنت): أنت بالذّات، بإشارة من يده.
كانت تشغله فكرة السيميائيّة والإشارة الّتي طالما نبّهنا إلى أنّها تقول أكثر ممّا تبدو…الإشارة ودلالاته الّتي كانت تدور بنا في فلك التّأويل المفتوح.
وفي هذا العالم المليء بالإشارات والعلامات والتّأويلات ها أنت تترك علامتك في حياتنا و ترحل دون سابق إنذار في جدل رافض لكلّ من حولك. كان رحيلك في ٢٠٢١/٤/٩صدمة مفاجئة لنا، مفاجئة مثلما هي شخصيّتك. ارحل بسلام تاركاً علامة في الزّمان والمكان والإنسان
