جروح الأرض

بشرى البستاني

حول مائدة الحبّ كنا غريبين ِ،

ما بيننا قهوة مرّةٌ

                      وعذولْ ..

يحدّقُ كلُّ بصاحبه ِ:

                     أهْوَ هذا ..

أصابعُ باردةٌ ،

            ليلةٌ شاحبةْ..

والرياحُ تجئ بنايٍ غريقٍ ٍ

ومختنقٌ صوت آخر سربِ اليمامْ

تداري الغصونُ انطفاءاتها

وتخاتلُ أجفانها نجمةٌ خائفهْ

على دمعةٍ واجفهْ ..

وتكسر أرجوحةٌ ساعديها

     وتسقط فوق الحصى ميّتهْ

**

غريبين كنّا ..

على شاطئ الكون منفرديْنِ

وما بيننا الجرح ينزفُ

ما بيننا مطرٌ باردٌ ..

ماتت الأسئلة ْ

ماتت اللهفة المُشعِلة ْ

جروح الخيانة صامتةٌ

من تُرى كان أولَ من خان صاحبهُ ،

من تُرى المُستريبُ ،

من القاتلُ

ومن الجثةُ الهامدة ..

على ساعدينا مكوّمةً ..

             باردة..

وجنةُ الأرض مجروحةٌ

والرياحُ تؤرجحُ وردتها الذاوية ..

**

عناقيدُ وردٍ تغادر أحداقنا

وسقوف المنى تتكسّرُ

تذوي شواطئها

الجَزْرُ عرّى مرافئها

غادر السمكَ الميْتَ منكفئاً في جوانبها

وخيامُ القبائل بعثرها آخر الموج ..

                      ثم مضى ..

                           فلماذا ..

هجر المّدُ بحرَ غوايتنا

وانكفأنا على الجرح مغتربينَ عطاشا ..

      لماذا ..

           لماذا ..!

---------------------------------------------------------------------------------------------- *Material should not be published in another periodical before at least one year has elapsed since publication in Whispering Dialogue. *أن لا يكون النص قد تم نشره في أي صحيفة أو موقع أليكتروني على الأقل (لمدة سنة) من تاريخ النشر. *All content © 2021 Whispering Dialogue or respective authors and publishers, and may not be used elsewhere without written permission. جميع الحقوق محفوظة للناشر الرسمي لدورية (هَمْس الحِوار) Whispering Dialogue ولا يجوز إعادة النشر في أيّة دورية أخرى دون أخذ الإذن من الناشر مع الشكر الجزيل

Leave a Reply